أكد محللون أن التجربة الصاروخية الأخيرة التي أعلنت كوريا الشمالية اليوم الخميس نجاحها، تشير إلى تقدم بيونج يانج في تهديدها لجارتيها كوريا الجنوبية واليابان، فضلا عن القوات الأمريكية في المحيط الهادئ.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية - في تقرير بثته على موقعها الإلكتروني - عن محللين قولهم إن كوريا الشمالية سعت جاهدة للوصول إلى تقنية "إعادة إدخال الرءوس الحربية" اللازمة لتصنيع الصواريخ الباليستية عابرة القارات ذات المدى الأبعد، ويعد النجاح في التجربة الأخيرة خطوة مهمة في هذا السياق.
وتعد التجربة الأخيرة لإطلاق صاروخ "موسودان" متوسط المدى من كوريا الشمالية هي الأولى التي لا يتم اعتبارها تجربة فاشلة من طرف الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، إذ أعلنت الأخيرة فشل خمس تجارب كورية شمالية لإطلاق صواريخ "موسودان" في الشهرين الأخيرين، فيما لم تبد واشنطن تقديرات مغايرة.
وقال محللون من كوريا الجنوبية إن كوريا الشمالية تبدو أنها أطلقت الصاروخ الأخير بزاوية أكثر حدة للوصول إلى ارتفاع أكبر، حيث كان ذلك الارتفاع مطلوبا لاختبار التقنية التي تحمي الرءوس النووية التي قد يحملها الصاروخ من الحرارة والاحتكاك العاليين الناجمين عن اختراق الغلاف الجوي للأرض.
وأشار المحللون إلى أن الارتفاع الذي وصل إليه الصاروخ، الذي أُطلق أمس، كان أقصى ارتفاع يصل إليه صاروخ كوري شمالي، موضحين أنه يقرب من الارتفاع الذي تصل إليه الصواريخ الباليستية عابرة القارات.
ووفقا لـ"نيويورك تايمز"، فقد كان التقدم الذي أظهرته التجربة الأخيرة مقلقا للدرجة التي دفعت سول لعقد اجتماع لكبار المسئولين الأمنيين لمناقشة التهديدات الصاروخية والنووية المتزايدة.
من جانبه، قال المحلل بمعهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا جيفري لويس إن "التجربة ناجحة بالكامل على ما يبدو"، مضيفا أنه إذا أطلقت بيونج يانج الصاروخ في مسار طبيعي لحلّق لمدى يبلغ نحو 2480 ميلا.
وأكد لويس، في تصريحات لـ"نيويورك تايمز"، أن التطور الخاص بصواريخ "موسودان" مقلق بشكل خاص، لافتا إلى أنه يمثل تقدما أيضا في برنامج كوريا الشمالية الخاص بالصواريخ الباليستية عابرة القارت ذات المدى الذي يمكن أن يصل إلى الولايات المتحدة نفسها في القارة الأمريكية الشمالية، إذ تتمثل المرحلة الأولى من هذا البرنامج في تضمين محركيّ صواريخ من طراز "موسودان".
