السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

محمد الباز يكتب: القرآن في مصر "11".. عائشة عبد الرحمن تكشف جناية مصطفى محمود على القرآن

محمد الباز و الدكتورة
محمد الباز و الدكتورة عائشة عبد الرحمن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بعد فترة وجيزة من صدور كتاب «القرآن.. محاولة لفهم عصرى»، قطعت الدكتورة عائشة عبد الرحمن الملقبة ببنت الشاطئ، الطريق على الدكتور مصطفى محمود، أدخلته جحيم الشياطين، فقد كانت محاولته للفهم سببا في استفزازها.

أصدرت الدكتورة عائشة كتابا مهما أطلقت عليه اسم «القرآن والتفسير العصرى.. هذا بلاغ للناس»، وعلى غلافه الخارجى، لخصت ما تريد أن تقوله.

كتبت: «على مدى أربعة عشر قرنا، لم يكن للأمة الإسلامية ملاذ يحمى بقاءها وتحقق به وجودها غير هذا القرآن، وفى صراع القوى المعنوية بين الإسلام وخصومه، لم يعرف تاريخه هدفا لعدوه سوى هذا الكتاب بسلطانه النافذ على ضمير الأمة، إذ لا سبيل إلى تحريف نصه الثابت وتبديل كلماته الموثقة، وكان همّ أعداء الأمة يحتالون عليه بتأويلات خلابة خاطئة، تنجرف بالفهم الإسلامى عن كتابه المحك، فلا سبيل يؤمن وجودنا سوى أن يكون فهمنا لكتاب الله محررا من كل الشوائب المقحمة، والبدع المدسوسة، بأن نلتزم في تفسيره ضوابط منهجية تصون حرمة كلماته، فنرفض بها الزيف الباطل وفتنة التمويه وسكرة التخدير».

كانت الدكتورة عائشة عبدالرحمن معروفة بعفة لسانها، لكن هذا لم يمنعها أن تكون حادة في دفاعها عن القرآن ضد ما فعله مصطفى محمود، وليس عليك إلا أن تعيد قراءة ما كتبته، لتعرف كم كانت حادة، وهى تصف محاولته بأنها زيف وباطل وفتنة وسكرة، بل وصلت في هجومها عليه بأن جعلت منه عدوا وخصما يريد أن ينال من القرآن الكريم.

كانت بنت الشاطئ واضحة وصريحة جدا، وهى توجه كلماتها إلى ضمير الأمة الإسلامية، ليعلم المسلمون – كما تقول – أن ما يسمعونه من دعوى الحاجة إلى تفسير عصرى غير الذي بينه نبى الإسلام وعرفته مدرسة النبوة ليس إلا نغمة جديدة خلابة، لا تخطئ فيها ذاكرة التاريخ، رجع الصدى لما سمعه المصطفى عليه الصلاة والسلام من المرتابين فيما أبلغ من آيات رسالته وما بين من هداها.

أخرجت عائشة عبدالرحمن من تجرأوا وقدموا رؤية جديدة في تناول القرآن الكريم من زمرة الذين يريدون وجه ربهم، أثبتت في وجوههم الآية الكريمة: «وإذا تتلى عليهم آياتنا بينات قال الذين لا يرجون لقاءنا ائت بقرآن غير هذا أو بدله قل ما يكون لي أن أبدله من تلقاء نفسي إن أتبع إلا ما يوحى إلى إني أخاف إن عصيت ربي عذاب يوم عظيم».


أحب في الدكتورة عائشة عبد الرحمن أنها صادقة، لا تراوغ، تقول ما تعتقد أنه صحيح، دخلت إلى الوجدان الإسلامى بكتبها الرائعة عن بيت النبى، سواء فيما كتبته عن نسائه أو بناته أو أمه، فلها كتاب يكاد يكون مجهولا عن السيدة آمنة أم الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك فأنا لا أشكك في دوافعها التي قادتها لتخوض معركة حادة وساخنة ضد ما قاله مصطفى محمود في كتابه «القرآن محاولة لفهم عصرى».

تقول الدكتورة عائشة: «فجأة من حيث لا يتوقع أحد، يتردد في أفقنا كلام عن حاجة الناس إلى تفسير عصرى للقرآن يستجيب للتقدم العلمى، ويتابع ما يستحدث الإنسان من علوم العصر، وما يكتشف من أسرار الذرة والإلكترون وبيولوجيا القمر».

بدأت بنت الشاطئ في تفنيد حجج القائلين بالتفسير العصرى.

فقد يسأل سائل: «كيف يمكن أن يتجمد فهمنا للقرآن عند الذي فهمه أسلافنا منذ أربعة عشر قرنا، وقد عاشوا بعقلية عصر لم يكن يعرف معنى كلمة بيولوجيا وجيولوجيا وكيمياء عضوية وعلم أجنة وتشريح وأنثربولوجيا؟»، وتجيب عائشة عن هذا السائل الافتراضى، تقول: «هذا كلام يبدو منطقيا ومعقولا، يلقى إليه الناس أسماعهم، ويبلغ منهم غاية الإقناع، دون أن يلتفتوا إلى مزالقه الخطرة التي تمسخ العقيدة والعقل معا، وتختلط فيها المفاهيم وتتشابه السبل فتفضى إلى ضلال بعيد، إلا أن نعتصم بإيماننا وعقولنا، لنميز هذا الخلط الماسخ لحرمة الدين، المهين لمنطق العصر وكرامة العلم».

هناك ما هو أوضح، تدخل عائشة مباشرة إلى قلب قضيتها، فأول ما يشغلها– طبقا لما تقول– من هذه القضية، أن الدعوة إلى فهم القرآن بتفسير عصرى على غير ما بينه نبى الإسلام تسوق إلى الإقناع بالفكرة السامة التي تنأى بأبناء العصر عن معجرزة نبى أمى، بعث في قوم أميين، في عصر كان يركب الناقة والجمل لا المرسيدس والرولزرويس والبوينج وأبوللو ولونا، ويستضيء بالحطب لا بالكهرباء والنيون، ويستقى من نبع زمزم ومياه الآبار والأمطار، لا من مصفاة ترشيح المياه ومرطبات الكولا.

لماذا كل هذا الخوف الذي انتاب عائشة عبدالرحمن؟

أغلب الظن أنها كانت تخشى من منزلق خطير، عبرت عنه بقولها: أخشى أن يتسلل هذا المعنى إلى عقول أبناء هذا الزمان وضمائرهم، فيرسخ فيها أن القرآن إذا لم يقدم لهم علوم الطب والتشريح والرياضيات والفلك والفارما كوبيا وأسرار البيولوجيا والإلكترون والذرة، فليس صالحا لزماننا ولا جديرا بأن تستسيغه عقليتنا العملية ويقبله منطقنا العصرى، وهكذا باسم العصرية نغريهم بأن يرفضوا فهم القرآن كما فهمه الصحابة في عصر المبعث ومدرسة النبوة، ليفهموه في تفسير عصرى من بدع هذا الزمان، وباسم العلم نخايلهم بتأويلات محدثة، تلوك كلمات ساذجة عن الذرة والإلكترون وتكنولوجيا السدود، وبيولوجيا العنكبوت وديناميكا الصلب وجيولوجيا القمر.

عائشة عبد الرحمن تسخر؟ ما في ذلك شك على الإطلاق.

لكنها تكمل بجدية، تقول: «في ضجيج هذه الكلمات الطنانة الرنانة، وخلابة ما يقدمه التفسير العصرى من عجائب وغرائب، تبهر البصر فتتعذر الرؤية الثاقبة التي تميز حقا من باطل، وعلما من دجل، وإيمانا من زخرف قول وبهرج بدعة، ويفوتها أن تفصل بين منطق تفكير علمى وجرأة ادعاء وطبول إعلان».

تعاملت عائشة عبدالرحمن مع كتابه على أنه فريضة تؤديها من أجل الدفاع عن كتاب الله، فكلمة الحق مسئولية وتكليف، وفى مواجهة التيار الجائح، وجدت نفسها تؤدى فريضة العلم وأمانة الشهادة حتى لا تصبح من هؤلاء الذين يكتمون الشهادة فيأثم قلبهم.


وهى تدافع عن وجهة نظرها ناصرة القرآن الكريم، كشفت بنت الشاطئ عما أسمته دعوة سابقة، بشر بها دعاة أجانب في أعقاب الثورة العرابية واحتلال الإنجليز لمصر، وقتها لم يجرأوا على التصدى للقرآن مباشرة، فاتجهوا إلى لغة القرآن.

خرج هؤلاء الدعاة على الناس – كما تقول عائشة – في أقنعة العصرية والعلمية والتقدمية ينادون بأن لغة القرآن البدوية هي المسئولة عن تخلفنا العلمى والحضارى، لأنها تقتل فينا موهبة الاختراع، وقضت علينا بالجمود والعقم، إذ نفكر بلغة أسلاف لنا عاشوا في عصر البداوة.

وقف في مواجهة هذه الحملة بعض العلماء والمتحمسين للقرآن الكريم، حتى كادت تذهب مع الريح، إلا بعض المثقفين المعاصرين وعلى رأسهم الأستاذ سلامة موسى خاض ما يشبه الحرب على ما قال إنه أحافير لغوية ورثناها من مجتمع دينى زراعى إقطاعى، فلغتنا الرسمية ليست لغة الديمقراطية والأوتومبيل والتليفزيون، بل هي لغة القرآن وتقاليد العرب، فلا أمل لنا في حياة صحية، مع لغة خرساء تجهل نحو مائة علم وفن، لا يمكن أن نعرفها إلا إذا تركنا لغتنا إلى لغة أخرى.

في هذا الوقت لم تجد الدعوة إلى نبذ لغة القرآن صداها، فعمد سلامة موسى إلى محاولة جديدة لتطوير معجم لغتنا وأساليبها البدوية، وقدم نماذج من اللغة والبلاغة العصرية المقترحة، لا تبعد كثيرا عن المحاولة العصرية لتفسير القرآن، فتصور أو صور للناس أننا ندخل سباق العصر العلمى، بمجرد أن تستعمل مثلا كلمات من قبيل (التثاقل الروماتيزمى، الطاقات الموطرية للكلمات، ومذهب التطور من أعظم الخمائر الاجتماعية، والحرب قاطرة التاريخ، وتجرثمت الفكرة عندى).

الهجوم على اللغة القرآنية تجاور إلى الهجوم على حاملى اللغة والمتعاملين بها، رآهم سلامة موسى أن تخصصهم ضيق آفاقهم، فصاروا ينظرون إلى لغتنا كما لو كانت إحدى اللغات المتحجرة في المعابد، يقول: «زد على هذا أنهم قد أصبحوا طبقة لهم وضع اقتصادى ووجدان طبقى، ينهضان على استبقاء العربية على جمودها الحاضر، ولذلك يخشون التغيير، ويرون فيه هجوما على مصالحهم الاقتصادية، ولكن يجب أن نذكر أن مصلحة الأمة يجب أن تعلو على مصالح أية طبقة فيها».

تقارن عائشة عبدالرحمن بين الحملة على لغة القرآن بعد الاحتلال البريطانى لمصر، والدعوة إلى حاجة القرآن إلى تفسير عصرى، تقول نصا: «كما اشتدت حملته على حماة الفصحى والمتخصصين في العربية، تشتد الحملة اليوم على احتكار أصحاب التخصص في الدراسات القرآنية، وتنشر مجلة صباح الخير (كان مصطفى محمود ينشر فيها حلقات كتابه) نداء لزميل من محرريها، يدافع بنفس المنطق، وأكاد أقول بنص الكلمات عن التفسير العصرى للقرآن، ويرجو لى أن أفكر في هذه القضية بعقلية الحريص على مصلحة الأمة، لا بعمامة المحترف الذي يحرص على مستقبله الخاص، ويدافع عن اختصاصاته الرسمية التي يأكل منها خبزه».

وتطرح عائشة السؤال الخطير الذي تطرحه القضية، هو: «هل نفهم القرآن، كما بينه نبى الإسلام، أو كما يفهمه مفسر عصرى، ندب نفسه لمنصب الفتيا في العقيدة، وجعل من مجلة صباح الخير دارا عصرية لإفتاء المسلمين في الحلال والحرام، وأذاع أنه فهم من القرآن، وأن جبريل يمكن أن ينزل في أي زمان ومكان، على أي نبى من أي عصر وبأية لغة؟»... فلننظر في هذا التفسير العصرى، من حيث هو نموذج ومثال لما يخوض فيه من يتكلمون في القرآن بغير علم، وما يتعرض له الفهم الإسلامى من بدع التأويل بالرأى والهوى «ما لهم به من علم ولا لآبائهم كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا».


ألحت عائشة عبدالرحمن على أن تكون هناك مواصفات محددة لمن يتصدى لتفسير القرآن الكريم، فتحديات العصر - طبقا لما تقوله – القومية والحضارية، هي التي تضع أمام ما يروج من آن إلى آخر من تأويلات عصرية للقرآن ضرورة تحديد موقف الدين والعلم من هذه التأويلات التي تقتحم الغيب وتفتى الناس في العلم والدين بغير علم، وتلهيهم بأنباء الجن والشياطين والملائكة، وتشدهم من صميم معركة الوجود والمصير إلى هذه المعركة الجانبية بجدلها المثار حول فهم القرآن وتفسيره.

تقول عائشة: «بقدر ما تقسو هذه التحديات، تشتد حاجتنا إلى تأمين هذا الموقع الفكرى الخطر، من حيث لا نستطيع أن نسير مع حركة الزمن ودفع التقدم وحتمية التطور، إذا ظل تأويل كتابنا مباحا لكل ذى هوى أو رأى، يلوى نصوصه ليا لكى تلبى حاجة في نفسه».

نصل إلى ما هو أهم في حديث عائشة كله، حيث ترى أنه لا يتصور أحد، وموجة الإلحاد في مدها الجامح، والصراع المذهبى في ذرورة احتدامه، أن يترك تفسير كتاب الإسلام بغير ضوابط مقررة ملتزمة، يعرف بها إنسان العصر كلمة الدين في ختام رسالاته، ويطمئن قلبه وعقله وضميره إلى حقيقة هذا الدين وقيمة عطائه، فينجو من الحيرة التي تنهكه وتضنيه، إذ يرى تأويل القرآن في مهب أعاصير الأهواء وخضم الفتنة.

تعاملت عائشة عبدالرحمن مع ما فعله مصطفى محمود على أنه جناية في حق القرآن.

لكن كان هناك ما هو أهم من ذلك، فقد كشفت تردد المفكر والكاتب، بعد أن نشر مصطفى محمود مقالاته في «صباح الخير»، كتبت عائشة بعض المقالات ردا عليه ونشرتها بدورها في جريدة «الأهرام»، ثم جمعت هذه المقالات وأعادت كتابتها من جديد لتصدر في كتاب، وفى تقديمها لهذه المقالات قالت نصا: «المقالات التالية نشرت خلاصة منها بأهرام الجمعة في العام ١٩٧٠، ردا على ما نشر في مجلة صباح الخير من مقالات بعنوان «محاولة تفسير عصرى للقرآن».. وقد تصور الدكتور المفسر أنه يعفى نفسه من مؤاخدته على التصدى للتفسير بغير علم، بمجرد تغيير العنوان، فجمع مقالات تفسيره في كتاب مطبوع بعنوان «القرآن محاولة لفهم عصرى».. وغاب عنه أن العبرة بالموضوع الذي تناوله تناول مفسر عالم، يؤول النصوص ويفتى في الدين، وليس تناول صحفى من كتاب القصص، يعرض تصوراته الدينية، ويتخيل ما وراء الغيب».


أنكرت عائشة عبد الرحمن على مصطفى محمود مجرد اقترابه من تفسير القرآن، ويمكن أن نرصد ملامح إنكارها في الآتى:

أولا: نحن في حاجة إلى أن نضع الحدود الفاصلة بين ما يباح وما لا يباح من تأويل كلمات الله في كتاب الإسلام، بين حق كل إنسان في أن يفهم القرآن لنفسه، وبين حرمة تفسيره للناس التي لا تبيحه لغير ذى الدراية به.

ثانيا: محاولة فهم القرآن لا يمكن أن تتعرض لإنكار أو رفض إذا كانت من قبيل التماس عطائه المباح لخلق الله، على أن تبقى في نطاقها الخاص المحدود، فلا تتخذ ذريعة إلى انتحال التفسير بغير ضابط ولا قيد.

ثالثا: يتصور البعض أن إباحة فهم القرآن لكل الناس، متعلمين وأميين، مؤمنين وملحدين، تعنى إباحة تفسيره للناس دون قيد أو شرط، لأن التفسير يقدم للناس فهم المفسر للنص القرآنى، وغير متصور أن يتصدى لتفسير أي نص، من لا دراية له بأسرار لغته وفقه سياقه ودلالاته.

رابعا: أي مثقف يمكن أن يقرأ نصا قانونيا، وأن يفهمه بالقدر الذي تتيحه له عقليته وثقافته، ولكن دوائر القضاء والتشريع، لا تعترف بغير المتخصصين في القانون، ولا تجيز لهذا المثقف أن يتصدى لإفتاء الناس في هذا النص، أو الدفاع به أو الحكم بمقتضاه.

هل دللت عائشة عبد الرحمن على ما تريده؟

فعلت ذلك بالفعل.

قالت: أباح المفسر العصرى (قاصدة مصطفى محمود) أن يصف الله بما لم يصف به نفسه، فيقول مثلا المعمارى العظيم والمهندس الأعظم للكون، والله هو سائق القطار الذي تفوق قدرته ومهارته جميع السائقين.

وتعلق على ذلك: «حين نتعلم نحن تلاميذ المدرسة القرآنية من مبادئ علم أصول الدين، أنه لا يجوز أن يوصف الله سبحانه بغير ما وصف به نفسه، فإذا جاء في القرآن الكريم أنه تعالى الغنى والعليم، لم يجز لنا أن نقول مثلا: الثرى والأستاذ العلامة العبقرى، وإذا سمى نفسه بالملك، فليس لنا أن نسميه بالقيصر أو الإمبراطور أو السيد الرئيس، وإذا قال تعالى إنه: ذو العرش العظيم، لم يجز لنا أن نقول ذو التاج والصولجان.

هذا ما يغيب تماما عن العصريين فيما يتصدون له من الكتابة في القرآن والإسلام بغير علم، فتجرى أقلامهم بألفاظ وصفات لله تعالى، ينبوعها الحس القرآنى، كسائق القطار.

أخذت عائشة على مصطفى محمود كذلك أنه تورط في حديثه عن المعمار القرآنى وسيمفونية سورة الفاتحة، والتقارب بينه وبين ما فعله الشاعر نزار قبانى في مثل هذا حين بدا له أن يكتب إحدى قصار السور القرآنية على نسق الشعر، وفاته أن القرآن قد أصر على نفى وصفه بالشعر.

رفضت عائشة عبدالرحمن إذن محاولة مصطفى محمود لفهم أو تفسير القرآن بشكل عصرى، لكن يبقى السؤال الحائر، لماذا بقى ما كتبه الكاتب الطبيب، ونسى الناس تماما ما كتبته بنت الشاطئ؟

هل يعنى هذا أن ما فعله مصطفى محمود كان الصواب؟ هل يعنى أنه كان الأكثر صدقا، هل يعنى أن الناس تسير مع من يتحدث بلغة العصر، ويدخل القرآن إلى متغيرات العصر، لا إلى من يضرب حوله بسور عال؟

سأترك الإجابة لكم...