السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عصابات استنزاف الجهد الوطني

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بحلول اليوم 8 يونيو 2016 سيكون قد مضى عامان بالكمال، والتمام على تولى الرئيس عبدالفتاح السيسي، وزملائه من قادة عظام إدارة أمور الوطن، وذلك بعد انتخابه فى ٨/٦/٢٠١٤، وعقب التفويض الذى منحه له الشعب المصرى للتصدى لقوى الإرهاب فى الداخل والخارج، ومنذ توليهم المسئولية، وهم يعملون ليل نهار من أجل تنفيذ ما وعدوا الشعب به، وكانوا صادقين وبعيدين عن الشعارات، وبدون إعلان عما قاموا به، وكان طبيعيا أن نرى ثمرة ما قاموا به من جهد فى إعادة بناء الوطن، بعد السنوات الطويلة من الخراب، والدمار، والفساد، والتبعية، والاختراق الأجنبى لجميع مناحى الحياة فى بلدنا قبل ثورتى ٢٥ يناير، ٣٠ يونيو، فأقاموا المشاريع الكبيرة العملاقة مختصرين الوقت والنفقات المالية الكبيرة، ونستعرض بعضها وفقا لتاريخ إقامتها، حتى نذكر قوى الشر، ومدعي الوطنية، والثورية، الطابور الخامس، لكى يستيقظ ما بقى لديهم من بقايا ضمير، وينزعوا الغمامة السوداء التى وضعوها على أعينهم، ويعودوا لصوابهم، ويعلوا مصلحة الوطن على مصالحهم الذاتية، وحتى لا يسجل التاريخ تقاعسهم، وهروبهم فى لحظة فارقة من عمر الوطن، حيث جاءتهم الفرصة المواتية لتطبيق ما رفعوه من شعارات وطنية وثورية، وممارستها فى الواقع العملي، وذلك بالتصدى للمؤامرات الاستعمارية والصهيونية، إلا أنهم لم يفعلوا هذا، بل إن المؤسف أنهم بذلوا قصارى جهدهم من أجل استنزاف جهدنا الوطني، بإشعال معارك جانبية وفرعية لا يستفيد من نتائجها إلا أعداؤنا، وإثارة القلاقل مما يستدعى القوى الأجنبية أن تتدخل فى شئوننا، الأمر الذى كشف حقيقة أمرهم، وسنسرد هذه المشاريع وفقا لتاريخ إقامتها، والبعض منها لأنها تحتاج إلى مجلدات. ففى ٥/٨/٢٠١٤ تم التوقيع على وثيقة حفر قناة السويس الجديدة، وفى ١٤/٨/٢٠١٤ تم طرح شهادات استثمار لاكتتاب المواطنين، حتى تتم إقامة هذا المشروع بأموال، وبأيدٍ مصرية، ومستفيدين من درس الماضي، حينما رفض الاستعمار العالمى بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية خطة التنمية التى تم اعتمادها أو بناء السد العالى. وهبت الطبقات الشعبية بالاكتتاب، وتجميع مدخراتهم ليتم التنفيذ فى ٦/٨/٢٠١٥. وفى ٩/١٢/٢٠١٤ تمت زيادة معاش الضمان الاجتماعى بنسبة ٥٪ ليستفيد المحرومون من الدخل، وليؤكد أن القيادة الوطنية وضعت نصب أعينها الفئات الشعبية.
وفى ١٣/٣/٢٠١٥ انعقد المؤتمر الاقتصادى لدعم الاقتصاد المصرى بشرم الشيخ، وحضره لفيف من رؤساء، وملوك الدول العربية، والإفريقية، والأجنبية، ومن خلاله تم تدشين العديد من المشاريع القومية الكبيرة، وكان بمثابة إعلان بفك الحصار المفروض علينا، واستقرار الأمن، ومؤشر على عودة الريادة لنا على المستوى العربي، والإفريقي، والعالمي، واستمرت الضربات الموجعة لقوى الإرهاب، مما يؤكد أن الشرطة قد استعادت قوتها، وعلى مستوى السياسة الخارجية خرجنا من إطار التبعية للقطب الأوحد على مستوى العالم الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بتعدد العلاقات الدولية، فكانت القمة المصرية - الروسية فى ٢٦/٨/٢٠١٥، وأعقبتها الزيارة الناجحة للصين، والاستفادة من جميع تجارب دول العالم فى التنمية.
وبالرغم من انشغالها بالتصدى للإرهاب بالداخل، إلا أن هذا لم يمنع من مشاركتنا فى حماية الأمن العربى، فكانت مشاركتنا فى عملية عاصفة الحزم، وتأمين الملاحة بالبحر الأحمر، والوقوف بالمرصاد للمخططات الإيرانية، وتدشين إصلاح المليون ونصف المليون فدان فى ٣٠/١٢/٢٠١٥، والتى ظهرت ثمارها فى حصاد قمح الفرافرة فى ٥/٥/٢٠١٦ بمحافظة الوادى الجديد، واختفت طوابير رغيف الخبز مع تحسينه، وانقطاع التيار الكهربائى بإقامة محطات توليد الكهرباء العملاقة سواء فى بنى سويف أو أسيوط.. إلخ، وإطلاق عملية حق الشهيد بمراحلها الثلاث، وما زالت مستمرة من أجل تطهير سيناء بالكامل من الإرهاب، وإقامة مزارع السمك الكبيرة من أجل الاكتفاء الذاتي، وإقامة الأنفاق الضخمة لربط سيناء بمدن القناة، وإقامة شبكة كبيرة من الطرق لم تشهدها مصر من قبل، وتوفير الأسلحة الحديثة، والمعدات للقوات المسلحة حتى تستطيع أن تقوم بدورها فى محاربة الإرهاب، فكانت صفقة الطائرات الفرنسية الرافال، وحاملتى الطائرة الهليكوبتر الفرنسيتين، والغواصات الألمانية، والطائرات الحديثة من روسيا وإقامة العاصمة الإدارية، والمتحف المصري، وقيامه بزيارة الكاتدرائية المرقسية بالعباسية لمشاركة الإخوة الأقباط فى قداس عيد الميلاد فى ٥/١/٢٠١٥ وتطوير العشوائيات الأكثر خطورة، وإقامة المدن السكنية الحديثة، وفرشها بالأثاث، وتدعيم العلاقات مع الدول العربية الشقيقة، فكانت الزيارة للملك سلمان خادم الحرمين للقاهرة فى ٧/٤/٢٠١٦ وتوقيع العديد من الاتفاقات التى تعود بالخير على الشعبين المصري، والسعودي، خاصة الجسر البرى الذى يربط مصر بالسعودية، وأخيرًا محاولة ضبط أسعار السلع الأساسية، وتوفيرها بأسعار مدعمة لمحدودى الدخل بالأحياء الشعبية من خلال منافذ البيع للقوات المسلحة. وعلى الصعيد العربى تبنى المبادرة الفرنسية لحل القضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين، وبالرغم من عمليات إعادة بناء الوطن التى تتم على قدم وساق، إلا أن أعداءنا فى الداخل والخارج يبذلون قصارى جهدهم من أجل وقف هذه العملية، على أمل عودة الأحوال إلى ما قبل ثورتى ٢٥ يناير، ٣٠ يونيو كما يحلم أنصار المخلوع، والمعزول، والطابور الخامس، وخير دليل تفجير الطائرة الروسية لضرب السياحة، وما تلاها من تفجير الطائرة المصرية القادمة من فرنسا أو استغلال بعض التجاوزات لأفراد الشرطة أو التشكيك فى نزاهة القضاء المصري.. إلخ. لكن هذه المحاولات سيكون مصيرها الفشل بفضل اصطفافنا، وتماسكنا، ووحدتنا، لقد آن الأوان لتعويض ما فات، لأن الدول التى قامت بثوراتها فى تاريخ قريب لتاريخنا كالصين، والهند حققت الكثير من التقدم، وأصبحت فى مصاف الدول المتقدمة، ونأمل بأن نلحق بهما.