الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأحزاب‭ ..‬المسكوت‭ ‬عنها‭ ‬في‭ ‬حوار‭ ‬الرئيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تابع‭ ‬الملايين‭ ‬حوار‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬مع‭ ‬التليفزيون‭ ‬المصرى،‭ ‬وانتظر‭ ‬كل‭ ‬مهتم‭ ‬ما‭ ‬يعالج‭ ‬اهتمامه‭ ‬فى‭ ‬الحوار،‭ ‬تكلم‭ ‬الرئيس‭ ‬عن‭ ‬الشئون‭ ‬الداخلية‭ ‬والخارجية،‭ ‬عن‭ ‬البناء‭ ‬والتنمية‭ ‬المتعددة‭ ‬الاتجاهات‭ ‬سواء‭ ‬كانت‭ ‬اقتصادية‭ ‬أو‭ ‬اجتماعية‭ ‬أو‭ ‬ثقافية،‭ ‬حتى‭ ‬الرياضية‭ ‬منها‭ ‬كان‭ ‬لها‭ ‬نصيب‭ ‬من‭ ‬حوار‭ ‬الرئيس،‭ ‬انتظرت‭ ‬طويلاً‭ ‬ليكلمنا‭ ‬عن‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلى‭ ‬فى‭ ‬مسألة‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬تحديداً،‭ ‬ولكن‭ ‬انتظارى‭ ‬ذهب‭ ‬هباء،‭ ‬حتى‭ ‬المذيع‭ ‬أسامة‭ ‬كمال‭ ‬وهو‭ ‬المشهود‭ ‬له‭ ‬باللباقة‭ ‬واللياقة‭ ‬والوعى‭ ‬لم‭ ‬يتجه‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬النقطة‭ ‬تحديداً،‭ ‬رغم‭ ‬أهميتها‭ ‬لاستشراف‭ ‬المستقبل‭ ‬الذى‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عليه‭ ‬حال‭ ‬الأحزاب‭ ‬السياسية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬كشريك‭ ‬رئيس‭ ‬فى‭ ‬عملية‭ ‬التنمية‭ ‬والبناء‭ ‬التى‭ ‬هى‭ ‬محل‭ ‬اهتمام‭ ‬الرئيس‭.‬ صحيح‭ ‬لدينا‭ ‬قانون‭ ‬للأحزاب،‭ ‬ولدينا‭ ‬عشرات‭ ‬الأحزاب،‭ ‬منها‭ ‬الأحزاب‭ ‬التاريخية‭ ‬التى‭ ‬تأسست‭ ‬مع‭ ‬بداية‭ ‬التجربة‭ ‬الحزبية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬كالتجمع‭ ‬أو‭ ‬بعدها‭ ‬بقليل‭ ‬كالوفد‭ ‬والناصرى،‭ ‬ومنها‭ ‬أحزاب‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬يناير،‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬الأحزاب‭ ‬إجمالاً‭ ‬لها‭ ‬ما‭ ‬لها‭ ‬وعليها‭ ‬ما‭ ‬عليها،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬لا‭ ‬ينكر‭ ‬إلا‭ ‬متجاهل‭ ‬الدور‭ ‬المهم‭ ‬الذى‭ ‬لعبته‭ ‬بعض‭ ‬الأحزاب‭ ‬القديمة،‭ ‬خاصة‭ ‬التجمع‭ ‬والناصرى‭ ‬بعد‭ ‬٢٠٠٣‭ ‬فى‭ ‬التمهيد‭ ‬ليناير،‭ ‬أما‭ ‬بعد‭ ‬يناير‭ ‬وفى‭ ‬زمن‭ ‬المجلس‭ ‬العسكرى‭ ‬وفى‭ ‬سنة‭ ‬حكم‭ ‬الإخوان‭ ‬السوداء‭ ‬فقد‭ ‬جرت‭ ‬مياه‭ ‬كثيرة‭ ‬فى‭ ‬نهر‭ ‬الحياة‭ ‬الحزبية‭ ‬ورأينا‭ ‬بالمخالفة‭ ‬لدستور‭ ‬ما‭ ‬بعد‭ ‬٣٠‭ ‬يونيو‭ ‬أحزاباً‭ ‬دينية،‭ ‬كما‭ ‬رأينا‭ ‬ثبات‭ ‬الأشكال‭ ‬التنظيمية‭ ‬لأحزاب‭ ‬معلنة‭ ‬على‭ ‬الورق‭ ‬متلاشية‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الواقع،‭ ‬كما‭ ‬رأينا‭ ‬صعوداً‭ ‬مريباً‭ ‬لأحزاب‭ ‬جديدة،‭ ‬وتبلور‭ ‬ذلك‭ ‬الصعود‭ ‬فى‭ ‬انتخابات‭ ‬البرلمان‭ ‬الأخيرة‭.‬ ونظراً‭ ‬للارتباك‭ ‬الواضح‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬الحزبى‭ ‬بمصر،‭ ‬وحالة‭ ‬التردد‭ ‬لدى‭ ‬معظمها‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬دعمها‭ ‬لمؤسسة‭ ‬الرئاسة‭ ‬وتراجع‭ ‬دفاعها‭ ‬عن‭ ‬برنامج‭ ‬الحزب‭ ‬الأساسى‭ ‬بهدف‭ ‬تداول‭ ‬السلطة،‭ ‬على‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬مئات‭ ‬الملاحظات‭ ‬على‭ ‬الأداء‭ ‬الحكومى،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬صورة‭ ‬الحياة‭ ‬الحزبية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بدت‭ ‬باهتة‭ ‬ورمادية،‭ ‬وهنا‭ ‬مكمن‭ ‬الخطر،‭ ‬وندلل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬بانتخابات‭ ‬البرلمان‭ ‬الأخيرة‭ ‬التى‭ ‬ارتفعت‭ ‬فيها‭ ‬اسهم‭ ‬الائتلافات‭ ‬وهى‭ ‬بطبيعة‭ ‬الحال‭ ‬مؤقتة‭ ‬ومتناقضة‭ ‬وتفوقت‭ ‬على‭ ‬الأحزاب‭ ‬ذات‭ ‬البرنامج‭ ‬والوحدة‭ ‬الفكرية‭ ‬المتماسكة،‭ ‬وارتفع‭ ‬اسم‭ ‬جماعة‭ ‬‮«‬دعم‭ ‬مصر‮»‬‭ ‬بقيادة‭ ‬المرحوم‭ ‬سامح‭ ‬سيف‭ ‬اليزل‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬الأسماء‭ ‬الانتخابية،‭ ‬حتى‭ ‬إن‭ ‬تلك‭ ‬الجماعة‭ ‬استطاعت‭ ‬تشكيل‭ ‬هيئة‭ ‬مكتب‭ ‬البرلمان‭ ‬ولجانه‭ ‬بسهولة،‭ ‬وقد‭ ‬ذهب‭ ‬بعض‭ ‬المتابعين‭ ‬فى‭ ‬تحليلهم‭ ‬لهذه‭ ‬الظاهرة‭ ‬أن‭ ‬جماعة‭ ‬دعم‭ ‬مصر‭ ‬هى‭ ‬التشكيل‭ ‬التمهيدى‭ ‬لحزب‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى،‭ ‬وبعدها‭ ‬ثبت‭ ‬عدم‭ ‬جدية‭ ‬ذلك‭ ‬التحليل‭.‬ فى‭ ‬كل‭ ‬أزمة‭ ‬أو‭ ‬مناسبة‭ ‬احتفالية‭ ‬ذات‭ ‬عمق‭ ‬شعبى‭ ‬يطالب‭ ‬البعض‭ ‬ولو‭ ‬بشكل‭ ‬خجول‭ ‬بأهمية‭ ‬أن‭ ‬يعلن‭ ‬الرئيس‭ ‬السيسى‭ ‬عن‭ ‬حزبه‭ ‬السياسى،‭ ‬مستندين‭ ‬فى‭ ‬مطلبهم‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬ذلك‭ ‬يدعم‭ ‬الحركة‭ ‬للأمام،‭ ‬ويستفيد‭ ‬من‭ ‬طاقات‭ ‬مؤيدى‭ ‬الرئيس‭ ‬وتنظيمهم‭ ‬بما‭ ‬يعود‭ ‬بالنفع‭ ‬على‭ ‬البلاد،‭ ‬بدلاً‭ ‬من‭ ‬التحركات‭ ‬المؤيدة‭ ‬العشوائية‭ ‬التى‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭ ‬تضر‭ ‬أكثر‭ ‬مما‭ ‬تفيد‭.‬ وغياب‭ ‬الكلام‭ ‬عن‭ ‬الأحزاب‭ ‬فى‭ ‬حديث‭ ‬الرئيس‭ ‬يضع‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬علامات‭ ‬الاستفهام،‭ ‬لذا‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬أن‭ ‬تقدم‭ ‬لنا‭ ‬مؤسسة‭ ‬الرئاسة‭ ‬فى‭ ‬المرحلة‭ ‬المقبلة‭ ‬وقائع‭ ‬محددة‭ ‬نفهم‭ ‬منها‭ ‬تقييم‭ ‬المؤسسة‭ ‬ورؤيتها‭ ‬للعمل‭ ‬الحزبى‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬فالأحزاب‭ ‬ليست‭ ‬ترفاً‭ ‬أو‭ ‬ديكوراً،‭ ‬وكذلك‭ ‬ليست‭ ‬هى‭ ‬المعارضة‭ ‬الصارخة‭ ‬طوال‭ ‬الوقت،‭ ‬سواء‭ ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬مبرر‭ ‬لذلك‭ ‬الصراخ‭ ‬أو‭ ‬لا‭ ‬يوجد‭ ‬مبرر،‭ ‬وهى‭ ‬ليست‭ ‬المؤيدة‭ ‬على‭ ‬طول‭ ‬الخط،‭ ‬متجاهلة‭ ‬برنامجها‭ ‬الأساسى،‭ ‬والمثل‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬هو‭ ‬أن‭ ‬كل‭ ‬الأحزاب‭ ‬المدنية‭ ‬بمصر‭ ‬تقف‭ ‬مع‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬معركتها‭ ‬مع‭ ‬الإرهاب،‭ ‬خاصة‭ ‬حزب‭ ‬التجمع‭ ‬وهو‭ ‬الحزب‭ ‬الرائد‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬القضية،‭ ‬وبينما‭ ‬الحال‭ ‬كذلك‭ ‬فى‭ ‬قضية‭ ‬الإرهاب‭ ‬سنلمح‭ ‬تباينا‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬توجهات‭ ‬الحكومة‭ ‬والأحزاب‭ ‬فيما‭ ‬يخص‭ ‬قضية‭ ‬العدالة‭ ‬الاجتماعية،‭ ‬وكل‭ ‬تلك‭ ‬الأمور‭ ‬فى‭ ‬تقديرى‭ ‬هى‭ ‬لصالح‭ ‬مصر‭ ‬بالدرجة‭ ‬الأولى،‭ ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬لا‭ ‬ننتظر‭ ‬طويلاً‭ ‬لترتيب‭ ‬الحياة‭ ‬الحزبية‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬بحذف‭ ‬شوائبها‭ ‬وتطوير‭ ‬إمكانياتها‭ ‬الإيجابية‭ ‬وبلورة‭ ‬واقع‭ ‬متفاعل‭ ‬لتبدو‭ ‬فيه‭ ‬الخارطة‭ ‬السياسية‭ ‬بشكل‭ ‬أوضح‭ ‬حتى‭ ‬لو‭ ‬احتاج‭ ‬الأمر‭ ‬تعديل‭ ‬قانون‭ ‬الأحزاب‭ ‬والبناء‭ ‬من‭ ‬جديد‭.‬