الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جاهلية القرن العشرين الأخيرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتهينا فى الأسبوع الفائت وفيما قبله، وفى حديثنا عن المصطلح البدعة والضلالة، بل والمصطلح الفتنة، والذى ابتكره المجرم الأكبر، والإرهابى الأعظم فى العصر الحديث «سيد قطب» والذى هو التلميذ النجيب، وحامل اللواء والراية لمجدد فكر الخوارج فى العصر الحديث، وأستاذ أساتذة المجرمين فى الإرهاب والتطرف والقتل والعنف والتفجير: «حسن البنا»!
وكذلك عرجنا فيما مضى من مقالات مسلسلة ومتتالية، على اتباع الهالك «محمد قطب» لأخيه «سيد» فى الضلال عامة، وفى هذا المصطلح خاصة، وتسويده لكتاب كامل حمل العنوان نفسه للمصطلح الذى ابتدعه وابتكره أخوه «جاهلية القرن العشرين»، وأخذ يجتهد فيه لكى يثبت صحة رأى أخيه فى تكفيره للبشرية كلها، ليس فقط فى القرن العشرين، ولكن فى قرون متطاولة سبقت على القرن العشرين، وصل جنون «سيد» وخرفه فيها، إلى أن كفّر البشرية كلها، وبالأخص منها الأمة الإسلامية، منذ انتهاء الخلافة الراشدة، بعد موت النبى الأكرم ـ صلى الله عليه وسلم ـ بثلاثين عامًا، وأكد بعد أن أخذته الحالة الجنونية من الخرف، والتى كانت تعتريه بين الحين والآخر، أن البشرية كلها قد أطبقت على الكفر طوال تلك القرون المتطاولة، حتى بُعث الإسلام من جديد على يد أستاذه فى الضلال والإرهاب: «حسن البنا» فى القرن العشرين!
ومررنا مرورًا سريعًا على شيء من معتقدات هذا الرجل المنحرف، إلى أن وصلنا إلى جنوح جنونه به إلى تكفير كل البشرية، بمن فيهم المؤذنون على المنابر، بل لقد طاش عقله أكثر وأكثر، فزعم أنهم «أى المؤذنين» أشد كفرًا وعذابًا من غيرهم!
ثم زاد على خبله خبلًا من نوع جديد، وعلى جنونه جنونًا أشد، وفوق طيشه طيشًا أكبر، فطالب أتباعه ممن أسماهم «الدعاة»!، وهم دعاة بحقٍ، ولكنهم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها!
دعا «سيد قطب» دعاته إلى أمر جلل، يثبت مرضه وانحرافه، بل وجنونه ومرض نفسه.
فدعا «سيد قطب» الدعاة - من القطبيين والإخوان والإرهابيين ممن هم على مثل شاكلته فى التكفير وعلى شاكلة أخيه، وعلى شاكلة إمامهم وكبيرهم الذى علمهم الإرهاب والتكفير «حسن البنا» إلى دعوة الناس إلى اعتناق الإسلام من جديد! لأنه يراهم غير مسلمين بالأساس! وإن هم ادعوا الإسلام وزعموا أنهم مسلمون، وإن صلوا وصاموا وزكوا وحجوا وفعلوا الخيرات وتركوا المنكرات!
إذ إن كل ذلك لا يكفيهم ولا ينفعهم، بل ولا يدخلهم فى الإسلام بالأساس، وإنما ما يدخلهم الإسلام، ويكفيهم عن كل شيء، هو أن يقروا للإخوان بالحكم، وأن يحترموا شرعيتهم، وأن يضعوهم فوق سدة الحكم إلى أبد الآبدين، فإن فعلوا فهم المسلمون حقًا، حتى وإن تركوا الصلاة، وجحدوا الزكاة، وفعلوا شتى أنواع المنكرات، واقترفوا جميع المحرمات، وذلك أن مجرد اعترافهم للإخوان بالحق المطلق فى الحكم، يجُبّ عنهم كل شيء!
حيث يقول «سيد» ما نصه: «كذلك يجب أن يكون مفهومًا لأصحاب الدعوة الإسلامية (هم من وجهة نظره الإخوان دون غيرهم، فهم من يملكون توكيلًا حصريًا للإسلام، ويمتلكونه ملكية خاصة!) أنهم حين يدعون الناس لإعادة إنشاء هذا الدين!(استخدم هنا لفظة: «إعادة إنشاء» لأنه يرى أن الإسلام لا وجود له فى الدنيا، وأن الإخوان سوف ينشئون الإسلام من العدم!!) يجب أن يدعوهم أولًا إلى اعتناق العقيدة! حتى ولو كانوا يدعون أنفسهم مسلمين، وتشهد لهم شهادات الميلاد أنهم مسلمون»!
فهو هنا لا يرى المسلمين أنفسهم مسلمين، بل كفارا أصليين، حتى ولو زعموا أنهم مسلمون، أو حتى لو شهدت لهم هُوياتهم بالإسلام، وأو كانت أسماؤهم تدل على ذلك!
بل ويصرح وبمنتهى الوقاحة بأن المجتمع المصرى مجتمع كافر غير مسلم! فيقول: «إن هذا المجتمع الذى نعيش فيه (يقصد المجتمع المصري) ليس هو المجتمع المسلم، ومن ثم لن يطبق النظام الإسلامي!».
والنظام الإخوانى بالتأكيد هو النظام الإسلامى، والذى إذا أقر به المجتمع وأذعن لحكمهم وملَّكهم كرسى الحكم إلى الأبد، فقد صار مجتمعًا مسلمًا، وإن كان مجتمع المجون والفجور، وإذا رفض المجتمع حكم الإخوان أو لم يملكهم أمر نفسه، أو لم يقر لهم بالحكم، أو لم يرض عنه، صار مجتمعًا جاهليًا كافرًا، وإن كان مجتمع المدينة الفاضلة!».
فالمقياس الوحيد عند «سيد قطب» وعند إخوانه وأتباعه، لإسلام الأفراد والمجتمعات من عدمه، هو مدى قبولهم لحكم الإخوان أو رفضهم له، فإن قبلوا أجازوهم وحكموا بإسلامهم، وإن رفضوا كفّروهم، ومن ثم قتلوهم!!