رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رقابة الأكاديمية الموقرة "35"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نسيت أن أقول إنى بعد طردى من جنة نبيل الألفي، ذهبت للعمل فى مسرح الطليعة، وكان يرأسه المخرج سمير العصفورى، وكان عملى هو نفسه، أى قراءة النصوص وإبداء الرأى فيها. ولم أكن مضطرا للحضور أو الانصراف بطبيعة عملى. لكنى بعد شهور قليلة فوجئت برسالة من وكيل نيابة تهددنى دون سابق إنذار إذا لم أحضر لمكتبة محذرا (وإلا لا تلوم إلا نفسك). يا ستار.!. وهكذا أحالونى إلى الشئون القانونية فذهبت فى اليوم التالى واكتشف السيد الوكيل أنه لا توجد لى أى أوراق تثبت حضورى أو غيابى. لكن الأهم أنه اكتشف أيضا اختفاء كل أوراقي من ملفى عدا شهادة الإعفاء من الجندية!. وبالطبع المفترض أن الأكاديمية هى المسئولة عن ضياعها لأنه محفوظ فى أرشيفها ولست أنا.
ولم أجد لهذا أى معنى إلا أن يدا خفية وراء فعل ذلك. ولكنى لم أهتم بهذا لأنى كنت قد كتبت استقالتى فى ساعتها بدون أى ضغط علىّ من أحد.
وحمدت الله ولم أهتم، لكنهم سارعوا وأوقفوا مرتبى وطالبونى بدفع كل ما قبضته منهم طيلة هذه السنين!. ولأنى لم أكن أذهب لمحل عملي بمسرح الطليعة لأن عملى لم يكن يستوجب ذلك كما شرحت. 
من ناحية أخرى فقد حوكم عشرة موظفين وعلى رأسهم العصفورى نفسه، مدير مسرح الطليعة، ورغم أنهم شهدوا كلهم ضدى ليخرجوا أنفسهم من أى شيء، لكن كان جزاء الجميع جزاءات وغرامات.
لكن الغريب أن شئون العاملين بالأكاديمية. خرجوا من أى لوم فقد حسبوا أنفسهم كأنهم من أعضاء المجلس الأعلى للأكاديمية وهو غير صحيح تماما، فهم مجرد موظفين بشئون العاملين ليس أكثر بينما المجلس الأعلى يكون للأستاذة فقط. وهم فقط من يحاكمون لو كان هناك ما يجعلهم لذلك. ولكن أحدا لم يحقق معى أو هؤلاء الموظفين! 
وظل الموقف هكذا لسنوات. حتى جاء فاروق حسنى ليتولى وزارة الثقافة وكنت قد عرفته من قبلها وقد دخل منزلى مرتين مع جمع من المثقفين.
وعندئذ ذهبت له فى الوزارة وكان عندى طلب وحيد هو أن يحل مشكلتي مع الأكاديمية الغراء التى جمدت الأمر بينما أنا لا أسعى للعمل ثانية فيها أو فى أى عمل آخر فى مصر المحروسة فرن الوزير الجرس وجاء ساع من مكتبه فطلب منه أن يأتى بأوراقى وعندئذ فقط عاد الساعى بكامل أوراقى كلها!. وكان معى ملحن يعمل فى الأكاديمية وله نفس مشكلتى فأعيدت له كل مستحقاته المادية بينما رفضت أنا أخذ أى مليم!.
وأعود إلى مسرحية «انتهى الدرس» فرغم نجاحها وبها صار محمد صبحى نجما قبل بقية زملائه إلا أن المسرحية تعرضت لطعنات كثيرة من المتخلفين، ولا أقصد المتخلفين عقليا. بل أقصد بالمتخلفين أمهات لهن أبناء متخلفون، رغم أن هؤلاء المساكين لا يفهمون المعانى بسهولة لكن أمهاتهن قمن بهجوم كاسح على المسرحية وحاولن وقف عرضها بحجة أنها تسيء لأولادهن، بينما فى الحقيقة كن يشعرن بالخوف من أن يكون هذا بسببهن هم، وكأن هذا بسبب الأمهات دون الآباء. وكان هناك رجل خليجى يأتى كل خميس مصطحبا ابنه المتخلف الذى كان يسعد بها لأنها تنتصر للمتخلف عندما يعالج فيصبح ذكيا للغاية. وكان الأولى بهؤلاء الأمهات رعاية أبنائهن أكثر. لكن الأمهات تمكنّ من منع العرض بعد نهايته وعرضه فى التليفزيون وظللن يكتبن الشكاوى الكثيرة حتى أوقف التليفزيون عرض المسرحية لفترة طويلة وربما ما زال يمنعهاحتى الآن. 
وبينما ظل الشرقاوى يقدم مسرحية «الحمير» لم يعطنى بقية أجرى ولم أطلبه منه رغم فقرى، وقلت إنه ربما هو يحتاج لها أكثر منى. ثم أصبح يعرضها دون أن يكتب اسم على الإعلانات والأفيشات ومرة أخرى لم أهتم فقد كنت أفكر فى العرض القادم بينما يعرض لى مسرحيتان بجانب مسرحيتى المسروقة للكويت. وبدأ بركة مخرج «الغيب» هذه المرة يعرض على مبلغ ثلاثة أضعاف المرة الأولى. ثم عاد وعرض حوالى ألفى جنيه، ولكنى طلبت منه أن ينتظر حتى أكتب المسرحية. فسكت بعد ذلك ويبدو أنه ظن أننى أحاول أن آخذ منه الكثير، وإذا سكت هو قد أخضع له فى النهاية. ولكن كل ذلك لم ألتفت له. ثم قلت لصبحى إن المسرحية القادمة لن تكون لبركة. وكان صبحى قد طلب منى وأنا أعطى «الغبى» لبركة ألا أغالى فى أجرى عن «انتهى الدرس يا غبي»!. فقلت لن أطلب مليما آخر إلا إذا نجحت. وقلت هذا أمام بركة وإنى فى ساعتها سأترك لك أنت ما يعوضنى به. ولكن بعد أن نجحت المسرحية. ظل المنتج ساكتا وكذلك ظل صبحى ساكتا. لكنه أثناء ذلك كان قد ضاعف أجره مرتين!
ولما وصلت للمسرحية الجديدة التى سأكتبها أبلغت صبحى أنى لن أعطي المسرحية لبركة.