الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

البوابة القبطية

كنائس السويس.. أنشأها الأجانب وأهملها المصريون

صورةأرشيفية
صورةأرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من تاريخ المدينة الممتد منذ قرون حتى قبل دخول المسيحية إلى مصر، إلا أن عدد كنائسها لا يتجاوز أصابع اليدين، وذلك أن أغلب تلك الكنائس وأقدمها أنشأتها الجاليات الأجنبية فى السويس بعد وصولها واستقرارها فى العمل بالمدينة.
كما أن الكنائس التاريخية عددها محدود للغاية، ذلك أن عدد الأقباط فى السويس يعد قليلا نسبيا مقارنة بالمحافظات الأخرى، خاصة أن عدد سكان المحافظة لا يتجاوز ٧٠٠ ألف نسمة بحسب آخر تعداد للسكان.
كنيسة الراعى الصالح بشارع الجيش من أقدم الكنائس فى السويس، والتى تعرضت للحرق والتخريب على يد أعضاء الجماعة الإرهابية إبان فض اعتصامى رابعة والنهضة، كما تم حرق وتخريب الكنيسة اللاتينية أو كما يطلق عليها رجال الدين المسيحى كنيسة الآباء الفرنسيسكان.
ويشير القمص بشاى إسحاق وكيل مطرانية الأقباط الكاثوليك، إلى أن الكنيسة تم إنشاؤها فى يوليو ١٨٦٦، أى قبل ١٥٠ سنة، وأنشأها الفرنسيون الذين وصلوا للسويس للعمل فى إدارة قناة السويس، وكانت فى الأصل ديرا للراهبات، ملحقا به كنيسة وملحقا بها مدرسة للراهبات، كما تضم أيضا فناء كبيرا تقام فيه الأنشطة الترويحية والثقافية للأطفال وقاعة كبيرة، ومكتب لوكيل المطرانية، وبعد رحيل الفرنسيين تم تغيير بعض الجوانب المعمارية لتواكب الطراز القبطى.
وقد تعرضت الكنيسة لضرر شديد مع أعمال التخريب، فاتت النيران على الأثاث والمقاعد بالقاعة الكبيرة، ودير الراهبات والمكتب، وأثرت على بنية بعض المنشآت، كما أتت على سور الكنيسة.
وكشف القمص إسحاق أن إجمالى الخسائر بلغ ٤ ملايين و٦٠٠ ألف جنيه، بحسب تقدير الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وهى قيمة خسائر ما بين أثاث ومنقولات وأجهزة كهربية، فضلا عن سرقة ٦٥٠ ألف جنيه كانت فى مكتب الكنيسة الذى تم الاستيلاء على ما فيه بالكامل، مع إتلاف أرشيف الكنيسة والذى يعود إلى عام ١٨٣١ ميلادية، وعدد ١٤ أيقونة أثرية وتماثيل لا تقدر قيمتها بمال تؤرخ لمراحل حياة السيد المسيح.
قال وكيل مطرانية الأرثوذوكس إنه عقب أعمال التخريب والحرق، وعدت حكومة د. حازم الببلاوى التى كانت تتولى العمل فى ذلك الوقت، بتحملها أعمال الإصلاح والترميم للكنائس التى قامت العناصر المخربة والإرهابية بحرقها بالكامل، لكن أعمال الإصلاح بدأت مؤخرا وظل المصلون يؤدون صلواتهم وسط الرماد وبين الجدران المحترقة.
وأفاد بأن الرعية والرهبان ورجال الدين بالكنيسة وأبناءها هم من تحملوا نفقات الإصلاح الأولية حتى يتمكنوا من إقامة الصلاوات والقداس، وجمعوا أموالا لبناء سور الكنيسة الجديد، والذى وصفة القمص إسحاق بأنه جعل الكنيسة أشبه بالسجن، كونه سورا خرسانيا عاليا، بينما كان السور السابق من الحديد وبمستوى منخفض تزينه الأشجار العطرية والورود، لكن الأوضاع التى أعقبت ثورة ٣٠ يونيو كانت تحتم عليهم إنشاء هذا السور ليقيهم شر الاشتباكات والمسيرات التى تقوم بها الإرهابية على مدى عاملين كاملين.
وأوضح أن القوات المسحلة ساهمت بشكل كبير فى رفع المخلفات، فضلا عن دورهم فى تأمين الكنيس، وقد بدأت الهيئة الهندسية فى تنفيذ أعمال الإصلاح والترميم فى ٢٦ ديسمبر الماضى.
ثانى أقدم الكنائس فى السويس هى كنيسة الأنبا أنطونيوس والواقعة بحى السويس، خلف مسجد «سيدى أبوالعزايم» وتم إنشاء هذه الكنيسة فى ١٨٩٧، وعمرها ١١٩ سنة، ويتحدث الأنبا أنطونيوس ميلاد وكيل مطرانية الأقباط الأرثوذوكس، ويشير إلى أن الكنيسية بحالة جيدة، لكنها تأثرت بمرور الزمن ومن وقت لآخر يتم ترميم أى جزء يظهر فيه تشققات للحفاظ على حالتها الإنشائية والجمالية.
ويقول إن الكنيسة ليست متفردة بأمر معين، إلا أن لها تاريخا طويلا، ولم تشهد أن طلب أى سائحين زيارتها من قبل، لكن إن حضروا فلا مانع من أن يشاهدوها.
أما كنيسة جنيفة فأنشأها الإنجليز إبان الاحتلال الإنجليزى لمصر، خلال إدارتهم للحركة الملاحية فى القناة، وتهدمت بعد نكسة ١٩٦٧، واستمرت على ذلك الحال حتى بعد حرب أكتوبر، ثم تم إعادة إنشائها مجددا فيما بعد فى عهد الرئيس السادات.