الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"قرية حسن فتحي".. مشروع عظيم لعبقري ظُلِم كثيرًا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عمارة "حسن فتحي" كانت محور حلقة نقاشية للجنة العمارة بالمجلس الأعلى للثقافة، اليوم الجمعة، ومقررها الدكتور سيد التوني، وبأمانة الدكتورة أمل الصبان، وبحضور المهندس محمد أبو سعدة، رئيس الجهاز القومي للتنسيق الحضاري.
تحدث بالندوة المهندس طارق المري، المسؤول عن مشروع اليونسكو للحفاظ على الجرنة الجديدة "قرية حسن فتحي"، والذي أشار إلى أن مشروع حسن فتحي بدأ سنة 2009، والذي نفذ منه %40 سنة 1946 وكانت هناك مشاركة شعبية لأول مرة في البناء ولم تسكن القرية سوى في بداية السبعينيات.
وفي 2010 تم بناء 30 بيتاً متبقٍّ منهم 12 بيتاً فقط، وعن مشكلات هذه القرية تحدث المري قائلاً: إن الأرض المخصصة لهذا المشروع بالكامل ملك لمدينة الأقصر وكل من سكنوا ليس لهم عقود ملكية، وللأسف توقف العمل سنة 2011 في هذا المشروع بقرار سياسي لا نعرف أسبابه، وقد تم تشكيل لجنة برئاسة المهندس محمد أبو سعدة بعد أن رأينا التدهور الواضح في البنية التحتية والمعمارية للمشروع. 
وتابع :"قمنا بعمل خطة لبدء العمل والترميمات وحصر المشكلات، انتهت بإصدار قرار إزالة لبيت حسن فتحي نفسه، والذي سرق كل ما فيه، كذلك الخان أو السوق بالمفهوم الحديث، والذي أصبح جراجاً لمجلس المدينة، والنصف الآخر احتله تاجر واستخدمه كمخزن لتوزيع الدقيق".
هذا الخان الذي يحتوي على 8 محلات وجاليري، ومدخل رئيسي، وكان مستوحى من فكرة الوكالة بشكلها القديم، مضيفًا أن المشكلة الكبرى التي واجهتهم كفريق عمل هي مشكلة الصرف الصحي الذي ضرب التربة هناك مصحوباً بأملاح أثرت بشكل بالغ على تكوينات الطين المبني منها حوائط القرية، كما لاحظت اللجنة ارتفاع أرضية الشارع متراً ونصفاً عن مستوى منازل القرية، مما جعلها مصباً لمياه الأمطار والصرف.
ووصف المري المسرح في القرية بأنه يعد من أكبر المشكلات أيضاً، وهو عبارة عن خشبة مسرح ومدخلين وعدة حجرات للممثلين فوجدنا به أيضاً شرخاً ضخماً في أهم حوائطه، والمسرح الرئيسي به ميل كبير، كما اكتشفنا أن هناك مزرعة للمواشي أنشئت بجانب الخان، وأثرت بشكل كبير على البنية التحتية للقرية.
وعلق الميري على أن أكثر شيء كان مفاجئاً للجنة بعد حفر عدة حفر كشفية أن الأساسات بالكامل سليمة كأنها لم تمس، أو كأنها بنيت بالأمس لأنها كانت ستتحول إلى مشكلة كبيرة في حالة تصدعها، ولخص المري الأسباب الحقيقية لتدهور هذا المشروع في الجشع وقلة الوعي بأهميته وقيمته.
وأضاف بأنهم كلجنة قاموا بتوعية المواطنين بكيفية التعامل مع مشكلات الأبنية الطينية، وبهذا عدنا لفكرة المشاركة الشعبية التي بدأ بها المشروع، وكذلك عمل شبكة صرف مغطى على مستوى منخفض عن البيوت، وكذلك إنشاء سور حول المسرح والخان، وتطوير السوق وترميم الجامع وافتتاحه قبل رمضان هذا العام، وستقام مسابقة معمارية لتصميم مدخل للقرية.
كما تحدث المهندس سيف أبو النجا رئيس مجلس إدارة جمعية المعماريين ووصف ما أصبحت عليه قرية حسن فتحي بالورطة، وقام بتوجيه نداء لوزير الآثار بتوجيه الاهتمام لمثل هذه المشروعات وعلق على اهتمام المجتمع المدني، بل والدولي، متمثلاً في اليونسكو بأن فكرة قرية حسن فتحي تعد رمزاً للعمارة الإنسانية ووصفه بأنه نبي في عمارة الإنسان، وقال إن حسن فتحي بزيارته للنوبة ومعايشته للواقع هناك غيرت فكرته بالكامل عن العمارة والهندسة وجعلته يطرح فكراً معمارياً جديداً لمصر والعالم.
وعن عدم الاعتماد على المؤسسات الحكومية وحدها في المشروعات القومية والإنسانية كقرية حسن فتحي تحدث المهندس أبو سعده الذي أكد على ضرورة وجود آلية شاملة للتعامل مع تلك المشروعات، كما وجه الشكر لمنظمة اليونسكو للاهتمام بهذا المشروع العظيم وتوثيقه والحفاظ على الفكر المعماري الذي بني به، كما ناشد الجميع للتعاون من أجل إعادة إحياء هذا المشروع ووجه نداءه إلى المسئولين في مدينة الأقصر ووزارة الآثار والمسئولين عن الحركة المعمارية لإنشاء آلية للترميم والتوثيق والحفظ.