الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لعبة السياسة "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استكمالا لحديثنا الأسبوع الماضى عن السياسة وألاعيبها والنظام العالمى وفرائسه المختلفة من الدول والأنظمة وبعد أن تحدثنا عن إيران وجدت أنه من الضرورى الحديث عن تركيا هذه المرة.
بعد أن قامت تركيا بزراعة كائن شيطانى على حدودها بالاشتراك مع أمريكا وقطر وقامت بإمداده ومساعدته بكل ما أوتيت من قوة ومال وعتاد وسلاح وبعد أن توحش هذا الكيان وعاث فسادا فى الأراضى العراقية والسورية وارتوى بالكثير من دماء مواطنى هاتين الدولتين ازداد توحشا وقسوة وضراوة وبدأ يتطلع لتذوق طعم الدماء التركية.
فما رأيناه فى الفترة الماضية من بعض التفجيرات على الأراضى التركية ما هو إلا نموذج لإرهاب داعش، ذلك الكيان الذى شعر بخذلان من قاموا بصناعته بعد أن استطاع العراقيين والسوريين تحقيق بعض الانتصارات ضده وطرده من العديد من المناطق التى سبق أن سيطر عليها فى السنوات الماضية فى الوقت الذى لم يجد الدعم المتفق عليه من أمريكا وقطر وتركيا أو بتعبير أكثر دقة بعد أن تم تضييق الخناق حول التنظيم إثر دخول روسيا مسرح الأحداث وقيامها بقطع العديد من طرق الإمدادات السابقة.
أعتقد أن أغلبنا يتذكر رفض الحكومة التركية الانضمام للتحالف الدولى «الصورى» ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية فى سبتمبر ٢٠١٤ حين تذرعت وقتها برهائنها المحتجزين فى مبنى القنصلية التركية فى مدينة الموصل العراقية والواقعة تحت سيطرة التنظيم، ورغم الإفراج عنهم لاحقا فى تصرف غريب وغير معتاد من التنظيم فى مثل هذه الحالات، إلا أنها ظلت على موقفها الرافض لضرب داعش سواء فى العراق أو سوريا ما أدى لتصاعد حدة الاتهامات بينها وبين الغرب حين اتهموها بأنها تقف وراء إمداد التنظيم الإرهابى بالآلاف من الشباب القادم من مختلف دول العالم عامة ومن دول الاتحاد الأوروبى خاصة وتسهيل عبورهم للأراضى السورية تحديدا.
وكعادة كل من سبقوهم، لم يخطر ببال المسئولين الأتراك أن المقاتلين الذين يحملون الجنسية التركية فى تنظيم داعش الإرهابى قد يعودون فى يوم من الأيام ليشكلوا خطرا على بلادهم، وذلك رغم التحذيرات المتتالية التى أطلقتها المعارضة التركية.
ظل النظام التركى على عناده حتى استيقظ على الحقيقة مع تفجير سروج الانتحارى فى أغسطس ٢٠١٥ والذى راح ضحيته حوالى ٣٠ كرديا جنوب شرق تركيا، ورغم محاولات بعض مسئولى النظام التركى اعتبار أن التفجير استهدف الأكراد ولم يستهدف تركيا تحديدا «من وجهة نظرهم» ومحاولة إهمال التحقيق فى هذه القضية، إلا أنه وفجأة تحول موقف تركيا تجاه داعش «ظاهريا» وانضمت للتحالف الدولى وفتحت له قواعدها العسكرية وكان الهدف الرئيسى فى حقيقة الأمر هو ضرب حزب العمال الكردستانى المعارض ولم ينل داعش من ضرباتها ضمن التحالف شيئا يذكر.
وفى النهاية أدرك النظام التركى ثمن فعلته بعد التفجير الانتحارى المزدوج والذى استهدف قلب تركيا وأسفر عن مقتل أكثر من ١٠٠ شخص.
حقيقة هى قصة مكررة والنهاية واحدة، ولكن لا أحد يتعظ ويقرأ التاريخ، فكثيرا ما قرأنا عن دول تتبنى كيانات جهادية متطرفة وتغدق عليها من المال والعتاد والسلاح الكثير والكثير حتى إذا ما انتهى دورها أوقفت دعمها له وعليه ينقلب هذا الكائن المتوحش ضد صانعه تماما مثل أحداث القصة التراثية القديمة عن المزارع الذى وجد ثعبانا يكاد يتجمد من البرد فأخذه ووضعه داخل ملابسه حتى يدفئه ويحميه من الموت حتى إذا ما أفاق الثعبان كان هذا المزارع هو أول ضحاياه وأول من يلدغه وعليه ظهرت مقولة «اتق شر من أحسنت إليه».
حفظ الله مصر وشعبها وجيشها وشرطتها.
#تحيا_مصر