السبت 15 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

السيسي.. في الكاتدرائية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
السيسى فى الكاتدرائية، ليس فى الأمر أى غرابة، إنه الطبيعى، بل الطبيعى جدًا الذى يرسخه رئيس وطنى واع، مخلص لهذا الوطن بقدر ما وثق فيه هذا الوطن. السيسى أسس ورسخ الموقف الطبيعى، «السنة» التى لن يستطيع رئيس بعده أن يخرج عنها. السيسى فى الكاتدرائية فرح للمصريين لا يمكن أن يكتمل بغير «دولة» ترفض دعاوى تكفير المهنئين للأقباط.
مصر التى تجسدت فى زيارة الكاتدرائية لا يمكن أن تكون هى مصر التى تسمح بأيديولوجية تكفر قطاعا من المصريين تحت أى دعاوى.. لا يستقيم أبدا هذا الانشطار بين دولة يرسخ رئيسها بالقول والعمل لـ«دولة» يتساوى فيها كل المصريين، ويعتذر رئيسها عن تقصير الدولة التى يترأسها، ويأمر بإعادة بناء وتعمير الكنائس، وبين دولة تشيع فيها فتاوى علنية تكفر من يهنئ مصريا قبطيا بعيده.. السيسى فى الكاتدرائية يرسخ لدولة تحترم سنن الكون، التى فطر الله عز وجل كونه عليها، سنن الاختلاف التى لا بد أن تحترم.. رئيس الدولة يطالب بتنشئة أبناء الوطن الواحد على احترام الفروق بين البشر، والسؤال: أين تقف أجهزة الدولة ومؤسساتها من هذه الدلالات التى لا تحتاج لشروح؟ السيسى ليست مهمته أن ينزل متعقبا جهازا جهازا، ليوقف مدرسا أو مدرسة، تفترس طالبا لدين يعتنقه.. لا تستقيم دلالة زيارة السيسى للكاتدرائية وضغوط واضطهاد الأقباط المصريين لدفعهم لهجرة مواطن ميلادهم ومعيشتهم، تحت أى دعاوى…
على الدولة أن تبدأ فى إصلاح نفسها، وعلينا كمجتمع أن نقف لاعوجاجات أجهزة الدولة التى تحتاج إلى التصدى بحسم وقوة لمكامن «الثعابين».
مصر التى جسدتها زيارة السيسى للكاتدرائية هى التى لا بد أن ننتصر لها وبها، هى التى لا بد أن نتركها لأولادنا.. والمشكلة الفعلية أننا كمصريين مؤمنين بمصر التى لخصتها زيارة السيسى للكاتدرائية، ومعنا السيسى الرئيس نفسه، نواجه أجهزة ملتوية، ومؤسسات مدجنة بأعشاش وجحور تبث سموما تقوض أساس الوطن.
لا بد من تشريعات تعكس «ثوابت» الدولة، التى لخصتها زيارة السيسى للكاتدرائية، أمن مصر القومى أمانها فى تكريس الروح والدلالات بصيغ لا تحتمل أن تترك لهوى، أو نيات لمن يأتى رئيسا بعد السيسى.
نعم زيارة السيسى للكاتدرائية هى من طبائع الأمور فى مصر التى ولدت من جديد، مصر لما انتشلت نفسها من الفاشية الدينية.. «الأمن القومى» فى الزيارة ودلالاتها واضح وجلى، ولا يحتاج إلى شروح، لكن علينا أن ننتبه إلى أنه ما لم تتحول الزيارة إلى ضمانات قانونية، وأسس تشريعية، من ثوابت الدولة المصريه فلن نطمئن، مهما بلغت فرحتنا بزيارة الرئيس للكاتدرائية، ومهما شعرنا أن عندنا رئيسًا مؤمنًا بدولة لها السيادة يستظل بها كل المصريين، بأطيافهم المتنوعة التى عبر عن تنوعهم، «بسنن الكون».. علينا أن نضمن أن يدخل ما رأيناه من دلالات فى زيارة الرئيس السيسى إلى الكاتدرائية إلى الثوابت إلى تحكمنا، شأننا شأن الدول ذات السيادة التى كويت بما هددها، فأسست ووضعت الضمانات.
السيادة للدولة المصرية، الوحدة الوطنية…
العبث بالوحدة الوطنية، هو العبث بالأمن القومى المصرى…
ولا يكفى أبدا أن نطمئن بعضنا البعض بوصايا شفهية مهما كان صدقها