الخميس 23 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

الأخبار

باحث: قدماء المصريين قدسوا " النيل" وحافظوا عليه واستغلوه في التنمية

 باحث المصريات أحمد
باحث المصريات أحمد صالح
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد باحث المصريات أحمد صالح أن النهر في عقيدة قدماء المصريين، هو الذي يربط بين الحياة الدنيا والحياة الأخرى لذلك كانت البيوت والقصور ومعابد الآلهة تقام غالبا على الضفة الشرقية للنهر، بينما توجد المقابر والمعابد الجنائزية على ضفته الغربية، مشيرا إلى أنه بسبب قدسية النهر كان المصري القديم يعرف أن الآلهه ستحاسبه في العالم الآخر بسببه، وكانت الجرائم الثلاث التي يجب على المصري تحاشيها هي تلوث النهر، عدم حبس المياه عن ري الأرض، وعدم بناء سدود امام تدفق النهر.
وعن أصل عبارة " مصر هبة النيل "، كشف صالح في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط اليوم إنه في القرن الخامس ق م، عندما زار المؤرخ اليوناني "هيرودوت" مصر وبسبب منظر الدلتا وقتها من وجود الأفرع السبعة للنيل القديم والقصور والمعابد والمنازل حيث كانت الدلتا أشبه بالجزر الخضراء، مما ترك صدي لدى هيرودوت عن نهر النيل ومصر، لذا أطلق عبارته المشهورة " مصر هبة النيل"، موضحا أنه من المعروف أن نهر النيل هو الذي صنع الدلتا وترك طميه على المنطقة التي كانت مغمورة بمياه البحر المتوسط.
وأوضح أن المصريين القدماء أطلقوا على النهر اسم " اتروعا " أي النهر العظيم، ولكن كلمة النيل جاءت من الكلمة الإغريقية " نيلوس "، وجعلوا لنهر النيل إلها رئيسيا اسموه "حعبي أو حابي "، وصوره على هيئة رجل ممتلئ الصدر والبطن تعبيرا عن الخير الذي يحمله النهر، بينما كان للفيضان إلها آخر وهو الإله "خنوم" الذي كان يعبد في أسوان، ولأنه إله الخلق أيضا فإن الفيضان بالنسبة للمصريين القدامي هو الذي يخلق الأرض المصرية.
وأشار إلى أن المصري القديم لم يكن يعلم أن منابع نهر النيل في وسط أفريقيا، ولكنه كان يعتقد أن مياه النهر تنبع من كهف سفلي يوجد في جزيرة "بيجة" بأسوان، وذكر هيرودوت أن كبير كهنة الآلهة "نيت بسايس" أشار لوجوده بين جبلين بتلك الجزيرة أحدهما يدعي كروفي والثاني موفي، وكان النهر ينبع من بين هذين الجبلين، موضحا أنه قد صور على جدران معبد فيلة بأسوان الإله "حابي" داخل مخبئه في كهف تلتف حوله حية وما بين ذيله وفمه يوجد منفذ ضيق ينبع منه مياه النيل.
وقال باحث المصريات إن قدماء المصريين حرصوا على استغلال نهر النيل حيث أقاموا أكبر ثلاثة مشاريع وهي مشروع تحويل مدينة منف إلى شبه جزيرة من أجل حمايتها، وقد قام بذلك أول ملوك التاريخ المصري "الملك مينا"، فيما يعد المشروع الثانى إنشاء أكبر مشروع زراعي في تاريخ مصر، حيث تم استصلاح مائة ألف فدان وذلك في المدينة التي لا تزال موجودة حتى الآن وهي "الفيوم " وقام بذلك ملوك الدولة الوسطي في القرن العشرين ق م بعد أن حولوا فائض الفيضان في قناة مائية إلى بحيرة قارون وتسمي هذه القناه حاليا " بحر يوسف ".
وأضاف إن المشروع الثالث الذي أقامه قدماء المصريين هو شق قناة في صخور الشلال الأول شرق جزيرة سهيل بأسوان من أجل تسهيل عبور المراكب وسميت هذه القناه باسم مؤسسها وهو الملك سنوسرت الثالث وكانت القناة تسمي " جميلة هي طرق الملك خع كاو رع ( لقب سنوسرت الثالث ) "، وظلت هذه القناة مستخدمة طوال التاريخ المصري وقام الملوك اللاحقون بتطهيرها وتنظيفها باستمرار.
وأكد صالح أن أهم حدث ارتبط بنهر النيل هو قدوم الفيضان، واعتبروا حلوله بداية السنة وقسموا عامهم بسلوك نهر النيل، فأول الفصول كان فصل الفيضان وعندما تخف وطأة الفيضان يبدأ الفصل الثاني وهو فصل الزراعة، وبعدها تنتهي فصول السنة بالفصل الثالث وهو الحصاد، لافتا إلى أنه باعتبار أن الحضارة المصرية قامت على الزراعة فإن أهم مبني كان يقوم المصري من خلاله بقياس الضرائب هو " مقياس النيل " والذي انتشر على ضفتي مصر في الجنوب بالقرب من المكان الذي اعتقدوا أنه ينبع من عنده.