عندما كنت صغيرا، كنت أظن، ومعي ملايين التلاميذ في المدارس الابتدائية، أن أبو قردان، هو طائر أبيض، نظيف، خفيف، يحبه الفلاحون لأنه يساعدهم على تطهير الأرض من الديدان، فلا يأكلون لحمه على الرغم من أنه ليس من اللحوم المحرمة دينيًا، لأنه ارتبط لديهم بالتطهير، وتنقية الأرض من أي مفسدةٍ قد تؤذي الزرع.
ولأننا جميعًا من أبناء الفلاحين، ارتبطت معارك التطهير والتنقية بهذا الطائر الجميل، بل إن رؤيته تحولت إلى أحد أسباب بهجتنا الطفولية.. لكن الزمن بأفعاله الخبيثة دائما، جاء ليقلب هذه البداهة الطفولية، وليعمل على تشويهها، وكشف حقيقتها المفزعة.
فلم يأكل الفلاحون "أبو قردان" لجماله، ولا لفوائده، بل لأنه يعيش على الحشرات، ولدونية مأكله، على اعتبار أن ما يدخله "الدنس" لا يخرج منه "طيب". كما أن اللون الأبيض لم يكن دليلَ صفاءٍ دائمًا، ولا الخفة علامة على نقاءً في الروح. بل ربما يكونا معًا، علامة خواء مزمن، وفراغ مخيف.. وهو ما قد تراه جليًا في المعركة التي يقودها مجلس نقابة الصحفيين منذ ما يقرب من 3 أشهر، بزعم تطهير جداول القيد بالنقابة من الدخلاء، و"عناصر الإخوان"، وهي، حسب ما ظهر من نتائجها حتى الآن، معركة حق يراد به باطل.
وقفت مع الصديق، والنقابي المحترم يحيي قلاش، خلال معركته الانتخابية على مقعد نقيب الصحفيين، وساندته بكل ما لشخصي الضعيف من إمكانيات محدودة، لكن الأمانة تقتضي مني أن أنبهه إلى مواطن الخطر في قرارات مجلسه، والتي ربما تتحول إلى علامة ملتصقة باسمه الذي جاهد طويلا في تنقيته من كل شائبه.. فلا من تم وقف بدلاتهم من نجوم الفضائيات الذين يدنسون ثوب الصحافة ليل نهار، ويعرفهم النقيب ومجلسه بالإسم. ولا هم من عسس الأمن الذين يعرفهم الجميع كمندوبين للداخلية في صحفهم، لا العكس. ولا هم من يعرفهم سيادة النقيب وأعضاء مجلسه من من تم تسريبهم إلى جداول القيد لقرابة برئيس حزب، أو مجلس إدارة، أو رئيس تحرير، أو لصلة رحم لا علاقة لها بعمل، ولا صحافة ولا يحزنون. وكلهم معروفون بالاسم.
وما أعرفه، ويعرفه جموع الصحفيين، أن سيادة النقيب شخصيًا، لا يمارس أي عمل تحريري في أي مؤسسة صحفية مسجلة لدى النقابة، فهو متفرغ منذ ما لا يقل عن 20 عاما للعمل في مكتب مؤسسة "الخليج" الإماراتية في القاهرة، ولا يدخل مقر مؤسسة "دار التحرير" إلا للتوقيع في دفاتر الحضور والانصراف.
وما أعرفه أن سكرتير عام النقابة، بعد فشله في رئاسة تحرير إحدى الصحف القومية، تفرغ للجلوس على المقاهي القريبة من مبنى النقابة، حتى أوجد له الصحفيون مكتبًا بداخل المبنى، ومنذ ذلك الوقت وهو لا يمارس مثل نقيبه أي عمل تحريري.
نأتي إلى بقية أعضاء المجلس "الأبيض" الخفيف، وكلهم لا يمارسون أي عمل تحريري لدى أي مؤسسة من المؤسسات المقيدة لدى النقابة، أو المجلس الأعلى للصحافة.. إلا قليلًا، فهذا يكتفى بإدارة و"تشيير" موقع "البداية" الذي يموله ويديره، والتوقيع في دفاتر "روز اليوسف"، وتلك تكتفي بالسفريات، هنا وهناك، وهذا يعمل في جريدة متوقفة منذ ما يزيد على 3 سنوات، وهذا.. وهذا. فأي أيد تعمل على التنقية وهي التي لا ترى القذى في عيونها.
أيهما أحق بلقب صحفي؟.. ذلك الذي يدير قسما في صحيفة يومية، ويتم نشر اسمه يوميا على ترويستها، وصفحاتها، أم هؤلاء الذين لا تكاد أسماؤهم تذكر إلا في الوسط الصحفي، وجلسات النميمة؟
سيادة النقيب.. المعركة لا تخص ماهر فرغلي، ولا إخاء شعراوي، أو محمود فوزي، أو كمال فؤاد، أو غيرهم من عشرات العاملين في الصحف الدوارة، وأوقفتم بدلاتهم بفرمان غير مدروس، أو منصف، حتى من يعملون منهم في غير مصرية "الترخيص"، وتصدر في مصر منذ سنوات طويلة، وكلها أسماء تعمل، ويعرفها قراء.
إن كنت تريد التنقية والتطهير.. فابدأ بنفسك.
ولأننا جميعًا من أبناء الفلاحين، ارتبطت معارك التطهير والتنقية بهذا الطائر الجميل، بل إن رؤيته تحولت إلى أحد أسباب بهجتنا الطفولية.. لكن الزمن بأفعاله الخبيثة دائما، جاء ليقلب هذه البداهة الطفولية، وليعمل على تشويهها، وكشف حقيقتها المفزعة.
فلم يأكل الفلاحون "أبو قردان" لجماله، ولا لفوائده، بل لأنه يعيش على الحشرات، ولدونية مأكله، على اعتبار أن ما يدخله "الدنس" لا يخرج منه "طيب". كما أن اللون الأبيض لم يكن دليلَ صفاءٍ دائمًا، ولا الخفة علامة على نقاءً في الروح. بل ربما يكونا معًا، علامة خواء مزمن، وفراغ مخيف.. وهو ما قد تراه جليًا في المعركة التي يقودها مجلس نقابة الصحفيين منذ ما يقرب من 3 أشهر، بزعم تطهير جداول القيد بالنقابة من الدخلاء، و"عناصر الإخوان"، وهي، حسب ما ظهر من نتائجها حتى الآن، معركة حق يراد به باطل.
وقفت مع الصديق، والنقابي المحترم يحيي قلاش، خلال معركته الانتخابية على مقعد نقيب الصحفيين، وساندته بكل ما لشخصي الضعيف من إمكانيات محدودة، لكن الأمانة تقتضي مني أن أنبهه إلى مواطن الخطر في قرارات مجلسه، والتي ربما تتحول إلى علامة ملتصقة باسمه الذي جاهد طويلا في تنقيته من كل شائبه.. فلا من تم وقف بدلاتهم من نجوم الفضائيات الذين يدنسون ثوب الصحافة ليل نهار، ويعرفهم النقيب ومجلسه بالإسم. ولا هم من عسس الأمن الذين يعرفهم الجميع كمندوبين للداخلية في صحفهم، لا العكس. ولا هم من يعرفهم سيادة النقيب وأعضاء مجلسه من من تم تسريبهم إلى جداول القيد لقرابة برئيس حزب، أو مجلس إدارة، أو رئيس تحرير، أو لصلة رحم لا علاقة لها بعمل، ولا صحافة ولا يحزنون. وكلهم معروفون بالاسم.
وما أعرفه، ويعرفه جموع الصحفيين، أن سيادة النقيب شخصيًا، لا يمارس أي عمل تحريري في أي مؤسسة صحفية مسجلة لدى النقابة، فهو متفرغ منذ ما لا يقل عن 20 عاما للعمل في مكتب مؤسسة "الخليج" الإماراتية في القاهرة، ولا يدخل مقر مؤسسة "دار التحرير" إلا للتوقيع في دفاتر الحضور والانصراف.
وما أعرفه أن سكرتير عام النقابة، بعد فشله في رئاسة تحرير إحدى الصحف القومية، تفرغ للجلوس على المقاهي القريبة من مبنى النقابة، حتى أوجد له الصحفيون مكتبًا بداخل المبنى، ومنذ ذلك الوقت وهو لا يمارس مثل نقيبه أي عمل تحريري.
نأتي إلى بقية أعضاء المجلس "الأبيض" الخفيف، وكلهم لا يمارسون أي عمل تحريري لدى أي مؤسسة من المؤسسات المقيدة لدى النقابة، أو المجلس الأعلى للصحافة.. إلا قليلًا، فهذا يكتفى بإدارة و"تشيير" موقع "البداية" الذي يموله ويديره، والتوقيع في دفاتر "روز اليوسف"، وتلك تكتفي بالسفريات، هنا وهناك، وهذا يعمل في جريدة متوقفة منذ ما يزيد على 3 سنوات، وهذا.. وهذا. فأي أيد تعمل على التنقية وهي التي لا ترى القذى في عيونها.
أيهما أحق بلقب صحفي؟.. ذلك الذي يدير قسما في صحيفة يومية، ويتم نشر اسمه يوميا على ترويستها، وصفحاتها، أم هؤلاء الذين لا تكاد أسماؤهم تذكر إلا في الوسط الصحفي، وجلسات النميمة؟
سيادة النقيب.. المعركة لا تخص ماهر فرغلي، ولا إخاء شعراوي، أو محمود فوزي، أو كمال فؤاد، أو غيرهم من عشرات العاملين في الصحف الدوارة، وأوقفتم بدلاتهم بفرمان غير مدروس، أو منصف، حتى من يعملون منهم في غير مصرية "الترخيص"، وتصدر في مصر منذ سنوات طويلة، وكلها أسماء تعمل، ويعرفها قراء.
إن كنت تريد التنقية والتطهير.. فابدأ بنفسك.