الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

باحثو الإسلام السياسي في ندوة "البوابة": "الإخوان" انتهت تنظيميًا.. والسيطرة للوجه "الجهادي"

ندوة البوابة
ندوة البوابة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بان: إنشاء هيئة شرعية للإخوان بداية التحول لتنظيم جهادي
الهلباوي: الجماعة انقسمت لأربعة أجزاء.. وعلى الدولة احتواء رافضى العنف

حالة من الغموض والاضطراب تنتاب المشهد الحالى لجماعة الإخوان، ليس على مستوى أعضاء الجماعة ممن تنتابهم الحالة ذاتها من «التيه» حول ما يجرى داخل الجماعة، التى سيطرت السرية على نظمها الإدارية وخطواتها لفترة طويلة، ولِمَ لا وهى جبُلت على ذلك، فحالة الاضطراب تلك وإن انتابت بعض أعضاء الجماعة بدرجة أو أخرى، إلا أن المتابع للمشهد عن بعد تتضاعف لديه وتتدخل، وتزيد حدتها مع بيانات إقالة هنا ونفى من هناك، وحديث فى ليل يصدر عكسه فى النهار.
فى محاولة لفك طلاسم ذلك المشهد، نظم قطاع الإسلام السياسى بـ«البوابة»، بالتعاون مع المركز العربى للبحوث والدراسات ندوة تحت عنوان «الأزمة داخل الإخوان والصراع على إدارة التنظيم»، بمشاركة عدد من الباحثين فى ملف الإسلام السياسى، وقيادات سابقة فى الجماعة، الذين أكدوا أن الوضع الذى تمر به الجماعة حاليًا، وشبه الانهيار التنظيمى، وإن كان الأقوى، إلا أنه ليس الوحيد، وأن الجماعة شهدت خلال عصرها العديد من التغيرات، والصراعات التى مثلت إرهاصات لذلك المشهد الحالي.
أكد أحمد بان، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان مرت خلال تاريخها بالعديد من الصراعات الداخلية، إلا أن طبيعة التنظيم الجديدة كانت تحول بين ظهورها، وأن الحديث عن وجود تيار إصلاحى داخل الجماعة حاول مواجهة التيار القطبى غير صحيح، حيث ما تواجدت محاولات إصلاحية، ولكنها لم تترق لتصبح تيارًا، حيث كان يتم التعامل معها سريعًا من قبل التيارات القطبية، التى سيطرت على الجماعة عبر مكتب الإرشاد ليس فقط بالاجتماع حول فكرة وإنما بعلاقات شراكة ونسب.
وأوضح بان، أن جماعة الإخوان ارتدت خلال تاريخها أربعة اقنعة، تتماهى مع كل مرحلة مرت بها، فمع تأسيس التنظيم ارتدت القناع «الصوفى»، واعتمدت على ألفاظه فى التقرب من المواطنين، واستطاعت به أن تضم الكثير إليها، فكان ذلك القناع مثاليًا فى تلك المرحلة، لاسيما وأن التدين الصوفى كان هو الغالب والمسيطر على الحالة المصرية.
القناع الثانى الذى ارتده الجماعة، طبقًا لـ«بان» كان جهاديًا مسلحًا، بدأ فى ١٩٣٨ مع تأسيس التنظيم الخاص بدعوى مواجهة الاحتلال آنذاك، حتى منتصف السبعينيات، مشيرًا إلى أن ذلك القناع لم يسجل انتصارات لافتة، لذلك استبدلته الجماعة بالقناع «السلفي» الذى تبنته فى حقبة السادات، حاولت فيه طمأنته من أنها لا تمثل خطرًا عليه، واستطاعت فى تلك الحقبة التماسك مرة أخرى بعدما لحق بها فى الحقبة الناصرية، مضيفًا: «القناع الرابع فهو القناع الليبرالى وظهر عام ٢٠٠٤ تماشيًا مع الحركات الإصلاحية التى ظهرت فى تلك الفترة ككفاية، كما أن الوجه الجهادى عاد للسيطرة على الجماعة مرة أخرى بعد فض اعتصام رابعة والنهضة، ولا يزال مسيطرًا حتى الآن، وأن جماعة الإخوان الإرهابية صدرت ما يقرب من ٣٠٠ طالب إخوانى إلى السودان وتركتهم للجماعات الإرهابية هناك، ثم ابتزت أهاليهم للحصول منهم على أموال، معتبرًا أن إنشاء الجماعة هيئة شرعية للرجوع إليها بعد فض اعتصام رابعة هى بداية التماس المباشر مع التنظيمات الإرهابية، فالجماعة من قبل لم يوجد بها مثل تلك الهيئة التى يقتصر تشكيلها على الجماعات الجهادية».
من جانبه قال الدكتور كمال الهلباوى، المتحدث باسم جماعة الإخوان فى أوروبا سابقًا، إن الأزمة الراهنة التى تمر بها جماعة الإخوان مستمرة، مستبعدًا وجود أى حلول لها خلال الفترة القصيرة المقبلة.
وأوضح فى ندوة «المركز العربى للدراسات»، أمس الثلاثاء، أن الأزمة سببها أمراض تعانى منها الجماعة وباتت تتملك منها، مشيرًا إلى أن التنظيم الذى أسسه حسن البنا بأفكاره لم يعد قائمًا.
ولفت «الهلباوي» إلى أن الجماعة القائمة الآن ليست بنفس الصيغة التى تأسست فى ١٩٢٨، موضحًا أن المستقبل للجماعة سيقوم على الانقسام والتفكك إلى جماعات أصغر.
يذكر أن جماعة الإخوان تشهد أزمة محتدمة منذ مايو الماضى، على إدارتها بين القيادات التاريخية من ناحية والقيادات الشبابية التى تولت إدارة الجماعة بموجب انتخابات أجريت فى فبراير ٢٠١٤، وتحاول القيادات التاريخية استعادة السيطرة على الجماعة بدعوى الشرعية التاريخية، فيما يتمسك الشباب بنتائج انتخابات فبراير، محملين القيادات التاريخية مسئولية فشل الجماعة.
وتابع إن الجماعة انقسمت خلال الأزمة الراهنة إلى أربع مجموعات، أن المجموعة الأولى هى الأشد تطرفًا، حيث إنها تكره كل من يختلف معها، سواء داخل الجماعة أو خارجها، أما المجموعة الثانية فهى مختلطة بين العنف والسلمية، مشيرًا إلى أنها تضم كل القيادات التاريخية، وعلى رأسهم القائم بأعمال المرشد العام محمود عزت، وتتبنى فكرًا متشددًا.
وأشار إلى أن المجموعة الثالثة، هى عناصر كانت غير منتمية لجماعة الإخوان قبل الثورة، ولكنها انضمت لها فيما بعد، منتهيًا إلى أن المجموعة الرابعة وهى المجموعة المحبطة والتى «لا ربما تتجه نحو العنف».
يذكر أن جماعة الإخوان تشهد أزمة محتدمة منذ مايو الماضى، على إدارتها بين القيادات التاريخية من ناحية والقيادات الشبابية التى تولت إدارة الجماعة بموجب انتخابات أجريت فى فبراير ٢٠١٤.
وتحاول القيادات التاريخية استعادة السيطرة على الجماعة بدعوى الشرعية التاريخية، فيما يتمسك الشباب بنتائج انتخابات فبراير، محملين القيادات التاريخية مسئولية فشل الجماعة. وأوضح أن الأزمة الراهنة التى تمر بها الجماعة سببها إصابة الجماعة بأمراض لم تكن تعانى منها حتى فترة السبعينيات، وأن الجماعة تمر بأسوأ لحظاتها».
فيما أكد طارق أبو سعد، أحد قيادات الإخوان المنشقين، على أن الجماعة تحمل منذ تشكيلها جينات العنف والتطرف، وحديث البنا فى كتبه ورسائله يوجد به العديد من الأدبيات والألفاظ الجهادية، التى قد تصل بقارئها إلى ضرورة حمل السلاح، وأن الشخصية الإخوانية تربت داخل ثلاثة أوعية تتحكم فيهم بصورة كبيرة أولها وعاء الجماعة من أخوة وعلاقات، ثم وعاء تنظيمى، وأخيرًا وعاء فكري.
فيما أكد السيد ياسين، الباحث السياسى ومدير الندوة، أن المشكلة الأكبر لدى جماعة الإخوان افتقارهم إلي الثقافة، فبناؤهم الفكرى مقتصر على بعض الأمور الفقهية، مشيرًا إلى أنه كان عضوًا بالإخوان فى الفترة من ٥٠: ٥٤، ولكنه تركهم نظرًا لجمودهم.