الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

كاتب بريطاني: التطرف السياسي يهدد عرش الديمقراطية التحررية في الغرب

الكاتب البريطاني
الكاتب البريطاني جدعون راخمان
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الكاتب البريطاني جدعون راخمان إن لديه رؤية كابوسية للعام 2017 حيث دونالد ترامب، ومارين لوبان، وفلاديمير بوتين في رئاسة كل من أمريكا وفرنسا وروسيا على الترتيب.
واستدرك راخمان -في مقال نشرته (الـفاينانشيال تايمز)- بالقول إن معظم الكوابيس قد لا تتحقق، غير أن الواقع الذي يؤكد أن كلا من ترامب ولوبان ينافسان بقوة على منصب الرئاسة في أمريكا وفرنسا، هذا الواقع ينذر بتدهور وضْع الديمقراطية الليبرالية في الغرب.
ونبّه راخمان على أنه في أوقات مرتبكة ومرعبة، يبدو الناخبون ميّالين إلى الركون لقادة قوميين أقوياء على غرار القائد الروسي فلاديمير بوتين.
ورصد الكاتب استبعاد كثير من المحللين السياسيين في واشنطن مؤخرا فوز ترامب بترشيح الحزب الجمهوري، فضلا عن فوزه بمنصب الرئاسة، حيث يحظى ترامب بتأييد حاشد في ولايات "أيوا" و"نيوهامشاير" و"ساوث كارولينا"، غير أن تصريحاته المتشددة ضد المكسيكيين والمسلمين والمعاقين والنساء - تسببت في تراجع شعبيته.
ويراهن الكثيرون من الحزب الديمقراطي على أن الجمهوريين لو أثبتوا حدا كافيا من الجنون ورشّحوا ترامب، فإنه سيُمنى لا محالة بهزيمة نكراء أمام هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية، لكن حتى ذلك لا يمكن التعويل عليه؛ فبحسب آخر استطلاعات الرأي على ترامب مقابل كلينتون، فإن الأول متفوق على الثانية بخمس نقاط.
ورأى راخمان أن بعضا من تصريحات ترامب تفوح منها رائحة العنصرية على نحو تبدو معه مارين لوبان معتدلة، لا سيما وأن الأخيرة التي تقود اليمين المتطرف الفرنسي، قد حرصت مؤخرا على تحسين صورتها تحضيرا لخوض سباق الرئاسة عام 2017.. وحتى قبل هجمات باريس الأخيرة، أظهرت كافة استطلاعات الرأي وصولها للمرحلة النهائية من الانتخابات.
ونوّه الكاتب عن أن صعود نجم التطرف السياسي ليس مقتصرا على أمريكا وفرنسا؛ ذلك أن الأحزاب المغالية في القومية هي في السلطة بالفعل بكل من المجر وبولندا، وكلتيهما عضويين بالاتحاد الأوروبي .. كما يشهد نجم الأحزاب القومية صعودا في اسكتلندا وكاتالونيا، على نحو يهدد بقاء المملكة المتحدة وإسبانيا كـ"دول أُممية".
ولفت راخمان إلى تزايد اختمار أزمة في ألمانيا وسط توقعات بوصول أكثر من نحو مليون لاجئ إليها العام الجاري، ما يهدد حكومة المستشارة آنجيلا ميركل ... وذلك إضافة إلى سيادة الركود وأزمات الديون في بلدان أوروبا الجنوبية، فإن الأحزاب المتطرفة قد بدأت تخطو خطوات جريئة نحو السلطة في كل من اليونان والبرتغال.
وتساءل كاتب المقال "إذن ماذا يجري في السياسات الغربية؟ المشهد في مُجمله يشير إلى فقدان الإيمان بالنُخب السياسية التقليدية والبحث بدلا من ذلك عن بدائل متطرفة .. وتتراءى لي من وراء ذلك أربعةُ اتجاهات رئيسية متميزة هي: زيادة في انعدام الأمن الاقتصادي، ومقاومة للهجرة، وخوف من الإرهاب، وتراجع في الإعلام التقليدي".
وتابع راخمان قائلا إن أمريكا تعاني منذ عقود عديدة انحدارا أو ركودا في الأجور الفعلية التي يتقاضها معظم الأمريكيين، وفي العديد من الدول الأوروبية، ومنها فرنسا، باتت معدلات البطالة المكونة من رقمين هي المعيار .. لقد أثمرت الأزمة الاقتصادية التي تفجرت عام 2008 عن فقدان مستمر للثقة في كفاءة النُخب وفي قوة واستقرار الأنظمة الاقتصادية الغربية.
ومضى قائلا "لقد أعقب انعدامَ الأمن الاقتصادي شعورٌ بعدم الاستقرار المقترن بارتفاع معدلات الهجرة .. إن تدفق اللاتينيين إلى أمريكا والمسلمين إلى أوروبا الغربية - هذا التدفق أتاح الفرصة لكل من ترامب ولوبان بأن يدعيا أن تلك النُخب العاجزة قد سمحت بحدوث تغيرات اجتماعية أصولية دونما الرجوع إلى جماهير الشعب؛ وقد دعا ترامب إلى ترحيل نحو 11 مليون مهاجر غير شرعي من أمريكا، فيما قارنت لوبان ذات مرة بين المسلمين المصلين في شوارع فرنسا وبين الاحتلال النازي".
وأشار الكاتب إلى انضمام نيكولاس ساركوزي، الرئيس الفرنسي السابق، الذي من المرجح أن ينافس لوبان في انتخابات 2017 الرئاسية - انضم إلى المعسكر المهاجم للتعددية الثقافية .. هذه النغمة الكلامية بشأن هجرة المسلمين وخيانة النُخبة باتت الآن أمرا عاديا في ألمانيا.
واستطرد راخمان قائلا إنه "في أعقاب هجمات باريس، ظهر الخوف من الإرهاب ممزوجا بالعداء للهجرة، وقد تسربت موجة الصدمة من العاصمة الفرنسية حتى عمّت أرجاء الأطلسي، وهنالك تلقفها ترامب فسارع ومعه معظم الجمهوريين، إلى الادعاء بأن قبول اللاجئين من شأنه زيادة خطر وقوع هجمات إرهابية".
واختتم قائلا "يرى الشعبويون والقوميون والمتطرفون في أنحاء العالم الغربي، أن وسائل الإعلام الرئيسية السائدة تقمع النقاش وأنها تحت سيطرة نخبة غير جديرة بالثقة، وقد تعلم المرشحون الجمهوريون أن توبيخ الإعلاميين هو طريقة سهلة للفوز بالاستحسان، وفي فرنسا وألمانيا بات الحديث عن قمع "الإعلام الكاذب" لمناقشة ملف الهجرة - بات هذا الحديث أمرا مستساغا، في غضون ذلك أتاح صعود الإعلام الاجتماعي (السوشيال ميديا) الفرصة لازدهار سرْدٍ بديل للواقع؛ بحيث بات الأمريكيون المعتقدِون أن الرئيس أوباما مسْلما - بات هؤلاء يجدون عقولا مشابهة لعقولهم على مواقع التواصل الاجتماعي، كما ازدهر الحديث عن نظريات المؤامرة على مواقع التواصل الاجتماعي في أوروبا".