الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

ليت "الشباب" يعود يوما!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"معقول الشباب اللي شارك في ثورتين خلال عامين متتاليين يكون بهذا السلبية" .. كان هذا هو العنوان الأبرز على جميع برامج الـ"توك شو" المنتشرة بجميع الفضائيات بل وفي الأحاديث الجانبية بين المواطنين كرد فعل طبيعي لمقاطعة الشباب للانتخابات البرلمانية التي شهدتها مصر الأحد والاثنين الماضيين.
وبطبيعة الحال انهالت الاتهامات فوق رؤوس الشباب فهذا يصفهم بالسلبية وذاك يعلل عدم مشاركتهم بانشغالهم بالجلوس أمام مواقع التواصل الاجتماعي، فيما راح فريق آخر يتهمهم بالسطحية وانعدام تحمل المسئولية.
ومع تقديرنا لجميع وجهات النظر السابقة .. إلا ان الواقع قد يشير إلى غير ذلك .. فملايين الشباب الذين تكدست بهم ميادين الثورة في 25 يناير لأسقاط نظام مبارك وضد رموز الحزب الوطني المنحل .. وفي 30 يونيو للإطاحة بالرئيس الإخواني وحاشيته لا يمكن ان يتم وصفهم بالسلبية وانعدام المسئولية.
فقبل أن نعلق لهم المشانق فإنه من الضروري الحديث عن الاحباطات المتوالية اللي تعرضوا لها طوال السنوات الخمسة الماضية على أيد الحكومات المتعاقبة والتي غردت خارج السرب ولم تضع آمال وطموحات الشباب في حساباتها.
ومن الإنصاف فتح قنوات حوار مع هؤلاء الشباب وتوجيه طاقاتهم نحو المشاركة قبل أن يتحولوا إلى قنابل موقوتة تهدد بالانفجار في وجه الجميع.
وبدلاً من أن نكيل الاتهامات لهؤلاء الشباب، الذين يعتبرون العمود الفقري وحجر الزاوية لتنمية أي مجتمع، وقبل أن نتعجل في تصويرهم على انهم شريحة لا فائدة منهم في المجتمع.
وهذا يلقي بالمسئولية على القيادة السياسية التي يتوجب عليها استيعاب الشباب وأولى خطوات هذه المهمة الاستماع لمطالبهم والتعرف على مشكلاتهم قبل أن نلقي اللوم عليهم ونتهمهم بالتقصير في حق الوطن.
ولعل ما شاهدناه في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية من مقاطعة الشباب للمشاركة في الحياة السياسية ومقاطعة الصناديق لابد أن يدفعنا إلى المسار الصحيح وهو القراءة الجيدة لتلك الرسالة المحفوفة بالمخاطر.
فلن تتقدم مصر وشبابها في واد والحكومة في واد آخر .. ولزاماً علينا تسخير كل الإمكانيات لبحث هذه الظاهرة وتحليل أسبابها وإيجاد حلول عملية لها بعيداً عن الشعار الخيالي "ما تقولش إيه اديتنا مصر وتقول هاندي إيه لمصر"، خصوصاً بعد أن ثبت بالدليل القاطع ان شبابنا قادر على صنع المعجزات وأنه أبداً لم يكن سلبياً حين واجه فساد مبارك وهو في أوج شدته.
وكان هؤلاء الشباب في قمة الإيجابية حين استشعروا الخطر على مصر في أقل من عام على حكم جماعة الإخوان الإرهابية التي أرادت تغيير هوية مصر وتحويلها إلى ولاية تحت حكم المرشد فانتفضوا إلى كل ميادين الثورة ليعلنوها خفاقة عالية مصر للمصريين وليست لأي فصيل آخر يحيد بها هنا أو يميل بها هناك.

كلمة أخيرة
إن من لا يستفيد من تجاربه السابقة لن يحسن في أيامه القادمة.. فلتكن رسالة مقاطعة الشباب للاستحقاقات السياسية نقطة انطلاقة للتواصل مع هذه القوة الضاربة وفتح جسور للحوار كخطوة أولى لإثبات حسن النوايا .. يلي ذلك الإيمان بأفكارهم والعمل ليل نهار على تحقيق آمالهم وطموحاتهم.