الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

محافظون ضد الرئيس!!

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محافظ يتطاول على المواطنين على الهواء مباشرة.. محافظ يُكرم راقصة "فاضلة".. محافظ يفتتح كوافير حريمي.. بكل أسف عزيزي القارئ لم تكن هذه أخبارًا مفبركة على إحدى الصفحات "إياها".. ولم تكن أيضًا أنباء كاذبة حتى تتفضل "حكومتنا الرشيدة" بإدراجها في قائمة الشائعات المغرضة التي يتم ترويجها بهدف عرقلة الحكومة أو تشويه صورتها.. بل كانت أخبارًا صحيحة 100%.
شهدت مصر خلال أقل من شهر 3 مهازل كان أبطالها من رءوس السلطة التنفيذية، وكانت الواقعة الأولى حين شنَّ حسام الدين إمام محافظ الدقهلية، هجومًا حادًا على أحد المواطنين خلال مداخلة على فضائية "سي بي سي" بسبب شكواه من قطع المياه لمدة تزيد على 20 يومًا عن القرية، قائلًا: "كلامه غير صحيح، أنا مش عارف الشخص ده مزقوق من مين"، فرد المواطن: "حضرتك انت منزلتش القرية خالص"، حينها انفعل المحافظ قائلًا: "مش انت اللي تكلفني إني أجيلك".
وهنا تدخل المذيع وحاول تدارك الموقف قائلًا: "يا سيادة المحافظ حضرتك لازم تكون في خدمة المواطنين، والمسئولين شغالين عند المواطن"، فرد المحافظ: "أنا مش شغال عند المواطنين، ولا بقبض مرتبي منهم، ومسمحلكشي تقول كلام زي ده".
أما الواقعة الثانية فكانت عندما أهدى محافظ بورسعيد اللواء مجدى نصر الدين، درع المحافظة لإحدى الراقصات التي تدعى شيماء الحاج، تكريمًا لها لإحيائها حفلًا فنيًا بعنوان "الأمل والعمل"، والذى تبنى رعايته صاحب أكبر سلسلة محال تجارية ببورسعيد.. وكان الاحتفال على هامش الفعاليات المقامة بمناسبة افتتاح قناة السويس الجديدة، والمشروعات المقامة في المحافظة، إلا أن نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لم يتركوا الأمر يمر هكذا دون أن "يلعبوا لعبتهم"، حيث شنوا هجومًا ضاريًا على واقعة تكريم المحافظ للراقصة ومنحها درع المحافظة، خاصة أن هذه الواقعة لم تكن الأولى في المحافظة، فقد سبقتها واقعة تكريم والدة قاتل الطفلة "زينة" من قبل إحدى الجمعيات الأهلية التابعة لوزارة التضامن الاجتماعي في المحافظة كأم مثالية، وهو ما أثار حفيظة أهل الطفلة ومشاعر أهالي بورسعيد الذين استنكروا تلك الواقعة.
أما "روقان" الدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية، فكان مثار ضجة هائلة بين المواطنين، وذلك بعد افتتاحه محل "كوافير حريمي" في مدينة كفر صقر، وتحول المحافظ إلى مادة تسلية للإعلاميين ونشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، خصوصًا في ظل تعليق لافتات ترحيب وتهنئة بزيارة المحافظ بصورة مبالغ فيها، مما يدل على أن الزيارة كانت مرتبة سلفًا، ولم يفاجأ المحافظ بها كما برر بعض المدافعين.
ومما أثار ضيق المواطنين أكثر أن المحافظ تجاهل أصوات المواطنين القاطنين في نفس الشارع الذي يقع به الكوافير، والذين تجمعوا ليشتكوا من تدهور الخدمات واحتياجهم لتطوير مرافق المياه والكهرباء والصرف الصحي، إلا أنهم فوجئوا بالسيد المحافظ يتجاهل شكواهم وتنطلق سيارات موكبه بسرعة الصاروخ.
وحين نربط بين هذه الوقائع الثلاث سنجد أن الأمر ربما يشي بأن هناك أزمة حقيقية في مسألة اختيار المسئولين ممن لا تتوافر فيهم الصفات المطلوبة للمحافظ الناجح، فهذه التصرفات لا تصدر إلا عن أشخاص لا يعرفون دورهم ولا كيف يخاطبون الناس.
والجميع يعلم أننا وكما تشير القيادة السياسية دومًا في مرحلة لا تحتمل التهريج على هذا النحو المخجل.. فإما أن هؤلاء المحافظين فاشلون بطبعهم ولا يعرفون ماذا يفعلون، أو أنهم يتآمرون على هذا الوطن، أو أنهم - وربما هذا الأرجح - يحتاجون الكشف على قواهم العقلية.