السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

العميد إيهاب الشحات نائب رئيس جهاز المخابرات الحربية السابق في حوار خاص لـ"البوابة نيوز": أطالب بتشريعات لتنظيم عمل مواقع التواصل والفضائيات الخاصة.. لا بد من إنشاء هيئة أمن قومي للمعلومات

الخبير الامني العميد
الخبير الامني العميد ايهاب الشحات
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال العميد إيهاب الشحات، مساعد رئيس الأمن الحربى بالمخابرات الحربية سابقًّا: إن مصر تواجه حربًا غير تقليدية تستهدف إفشال الدول، وزعزعة استقرارها، وتفتيت المؤسسات المدنية والعسكرية، مشيرًا إلى أن «هذه الحرب تعتمد على مجموعات قتالية صغيرة الحجم مدربة على حروب الشوارع والعصابات».
وأضاف «الشحات»، لـ«البوابة»، أن هذه الحرب تسمى «حرب الجيل الرابع»، وتهدف في النهاية للوصول إلى «مرحلة اللا دولة»، عبر تفتيت المؤسسات وتفكيك وحدة الشعب، لافتًا إلى أن هذه الحرب بدأت باستخدام تنظيمات إرهابية حول العالم، أبرزها جماعة «الإخوان».

* بداية.. نود أن نتعرف على طبيعة عملك السابق بجهاز المخابرات الحربية؟

- أفخر بانتسابى للمؤسسة العسكرية المصرية، وجهاز الأمن الحربى أحد أجهزة إدارة المخابرات الحربية والاستطلاع، وأبرز أهدافه حماية الدولة من أي هجوم محتمل من قبل العدو، ومعرفة القدرات والإمكانيات العسكرية له بالتنسيق مع كل الأجهزة المعنية، لضمان أمن المنشآت العسكرية، بالتزامن مع مراقبة مستوى أمن الوثائق، والأفراد، والأسلحة، أي استخدام مصادر المعلومات المتوفرة لمراقبة نشاطات العدو العسكرية، والتأكد من حسن انضباط وولاء الضباط والأفراد.

* كيف ترى مستوى الإعلام المصري ودوره في الحفاظ على الأمن القومي؟

- نعلم جميعًا أن الإعلام المصري معظمه وطني وغيور على مصلحة بلاده وأمنه القومي إلا أنني أرى قصورًا واضحًا في دعم الدولة للإعلام الحكومي على سبيل المثال "ماسبيرو" الذي يتطلب دعم الدولة له كما يدعم رغيف الخبز لتطوير إمكانياته ومساعدته على أداء دوره الكامل في نشر الرسالة الإعلامية للدولة المصرية بصورة لا تحتمل اللبس أو تداول الشائعات مع ربط الأجور بالمحتوى الإعلامي الجيد حتى يتسنى لكل مواطن مصري معرفة ما يدور حوله من التليفزيون الرسمي حتى لا يلجأ لمصادر أخرى للمعلومات المضللة الكاذبة كقنوات التحريض والفتنة ومواقع التواصل الاجتماعي.
وتغطية بعض وسائل الإعلام لظاهرة الإرهاب، غير مهنية وهو ما ظهرت معظم المؤشرات بسقوط بعضها في أخطاء مهنية وأخرى أخلاقية وقد طرحت بقوة جدلية التوفيق بين ثنائية حرية الإعلام والأمن القومي، خصوصًا عقب الهجوم على الارتكازات الأمنية بالشيخ زويد ورفح، وأرى أن وسائل الإعلام وقعت في أخطاء وارتباك في عملية نقل الأحداث بلغت حد نشر الشائعات وهو ما من شأنه أن يهدد حياة المواطنين ويربك سير العملية الأمنية لبلوغ سبق صحفي.
هذه الوسائل أيضًا قامت بتضخيم التهديد الإرهابي والترويج لفكر التطرف وتحفيزه على اتباع نهج الخيار الإرهابي للتعبير عن مطالبه، وما بين التهوين والتهويل في تناول الظاهرة إعلاميًّا، وأرى ضرورة أن تتوخى وسائل الإعلام الحذر في تغطية الأخبار الأمنية لا أن تعمل كطابور خامس ناطق باسم الإرهاب عمدًا أو عن غير عمد.

* أبرز مقترحاتك لتطبيق منظومة إعلامية آمنة في الفترة الحالية؟

- أولا يعتبر سرًا من أسرار الدفاع المعلومات الحربية والسياسية والدبلوماسية والاقتصادية والصناعية التي بحكم طبيعتها لا يعلمها إلا الأشخاص الذين لهم صفة في ذلك ويجب مراعاة ذلك لمصلحة الدفاع عن البلاد.
يضاف إلى ما سبق الأخبار والمواد المتعلقة بالقوات المسلحة وتشكيلاتها وكل ما يمس الشئون العسكرية ولم يصدر إذن كتابي من القيادة العامة للقوات المسلحة، إضافة إلى أنه لا بد أن تكون هناك هيئة قومية للإعلام والصحافة يتم التواصل معها بالتنسيق مع كل الوزارات المعنية بالأخبار حتى لا يتسرب خبر هنا أو هناك لا أساس له من الصحة إلا من وحي خيال محرره.

* كيف ترى مشروع قناة السويس الجديدة؟

- كنت حاضرًا برفقة عدد من الزملاء والأصدقاء حفل الافتتاح الأسطوري الذي أبهر المصريين جميعًا. مشروع قناة السويس الجديدة هو تعبير عن إرادة المصريين جيشًا وقيادة وشعبًا في عبور المستحيل، إضافة إلى أنه من المشاريع العملاقة التي ستستوعب في مراحله القادمة بتنمية محور القناة الجديدة ملايين فرص العمل وإحداث طفرة تنموية كبيرة للاقتصاد المصري ومنطقة سيناء.

* كيف ترى تعليقات "الإخوان" على قناة السويس وتقليلهم من شأنها؟

- تنظيم الإخوان الإرهابي وبعض عناصر المخابرات الإسرائيلية هم وجهان لعملة واحدة هذا هو الوصف الأنسب لما يقوم به أنصار الإخوان حاليًّا عبر سخريتهم من مشروع قناة السويس الجديدة بل ووصل الأمر إلى اعتبارهم إياها أنها بلا قيمة تذكر رغم أهمية إنشائها استراتيجيًّا ودلالات حفرها على موقع خط بارليف القديم.
كما أنه من المستحيل أن تنافس إسرائيل بتنفيذها مشروع مد خط للسكة الحديد بين تل أبيب على البحر المتوسط وإيلات على البحر الأحمر، لكون السفن التي تمر بها آلاف الحاويات التي لا يمكن أن يستوعبها عدد القاطرات علاوة على احتياج الأمر إلى تفريغ ونقل وشحن وهو أمر مستحيل ويستغرق وقتًا كبيرًا للغاية على عكس قناة السويس ولذلك من المستحيل منافسة قناة السويس التي تمر بها عشرات السفن الكبيرة.

* هل ترى أن مصر تتعرض بالفعل لـ«حرب خارجية وداخلية» الآن وإن اختلفت عن «الحرب التقليدية»؟

- بالطبع فقد تغير الشكل التقليدي للحرب، وأصبحت الحروب تهدف لإفشال الدول وزعزعة استقرارها، ثم فرض واقع جديد، وتفتيت المؤسسات المدنية والعسكرية، وهى حرب بطيئة ﻻ تستخدم فيها الأسلحة التقليدية، وتعتمد على التطور التكنولوجي، وعلى مجموعات قتالية صغيرة الحجم مدربة على حروب الشوارع والعصابات، مثل «أجناد مصر» «وبيت المقدس»، وتعتمد أيضًا على شبكة صغيرة من اﻻتصاﻻت والدعم المادى.

* كيف تختلف هذه الحرب عن الحروب التقليدية؟

- الحرب التقليدية يكون الطرفان فيها جيشان نظاميان وميدان المعركة محدد، وكذلك وسائل التسليح عند كل طرف، وهناك أهداف تكتيكية وأهداف استراتيجية للمعركة، وهو ما شهدناه خلال الحروب التي خاضتها مصر عبر تاريخها، أما حروب الجيل الرابع فهى تسعى للوصول إلى «مرحلة اللا دولة»، عبر تفتيت المؤسسات وتفكيك وحدة الشعب، وهى حتى الآن بدأت باستخدام تنظيمات إرهابية حول العالم، أبرزها جماعة «الإخوان»، وهى أصل تلك الجماعات، والباقى أفرع محلية للتنظيم الأم، وهذه التنظيمات مدربة وتملك إمكانيات لوجستية ومجموعات محترفة وخلايا خفية تنشط لضرب مصالح الدول وإفشالها اقتصاديًّا وخدميًّا وسياسيًّا وأمنيًّا.

* ما الأدوات المستخدمة في تلك الحرب؟

- أجهزة الإعلام التقليدية مثل قناة الجزيرة، أو تجنيد الإعلاميين أنفسهم لقيادة الرأي العام والتأثير عليه.. وأجهزة الإعلام الجديدة مثل مواقع التواصل الاجتماعى، تستخدم لتشتيت الرأي العام وتوجيهه والتجسس عليه، واكتشاف من يمكن تجنيدهم عملاء من خلال أفكارهم التي يطرحونها، وقد تم تجنيد الكثيرين من خلال هذه المواقع، إضافة إلى منظمات المجتمع المدنى والعمليات الاستخبارية التي من شأنها زيادة الاحتقان الداخلى والرغبة في الحرب الأهلية.

* هل هذا يعنى أن ما نواجهه من إرهاب هو شكل من أشكال حروب الجيل الرابع؟

- المجموعات الإرهابية مجموعات قتالية وغير قتالية، ومجموعات تقليدية وتكتيكية، فهى باختصار نموذج عصري لحرب العصابات، حيث تعتمد المواجهات على كيانات صغيرة تم تدريبها، كل في حدود أهدافه، وتستخدم فيها التكنولوجيا المتقدمة لحشد الدعم المعنوي والشعبي، ويُقصد بالتكنولوجيا المتقدمة الأسلحة المتطورة التي استخدمت ضمن تكتيكات حرب العصابات، مثل الصواريخ المضادة للدروع والطائرات، والعمليات الانتحارية، ونصب الكمائن والأعمال الإرهابية، ومهاجمة مدنيين أو التصرف الإجرامى في مجال أرض المعركة، من أجل تحقيق الأهداف، ولاستنزاف وإرهاق الجيش والشرطة لإرغامهما على الانسحاب والتسليم، وهناك تدريبات للكيانات العصابية على فنون القتال وحرب الشوارع وتكتيكات، مثل الحرق والطعن والقنص والسيارات المفخخة والتزييف الإعلامي ونشر الأكاذيب واستخدام المخدرات والمواد المؤثرة على تغيير الطبيعة البشرية، واستهداف مؤسسات الدولة والجيش خاصة، مع الاعتماد بشكل أوسع على الكيانات الصغيرة في داخل كل مؤسسة حكومية، أو غير حكومية، وصولًا لأصغر الكيانات، في محاولة لإيجاد ثورة ديناميكية تحرك نفسها بنفسها من خلال حركة هذه الكيانات، ومن خلال شبكة المعلومات كلاعب أساسي، وجعلها ميدانًا لتجنيد المتطوعين.

* ما وضع مصر الآن بالنسبة إلى الحرب على الإرهاب؟

- أولا يرأس مصر زعيم واع ذو نظرة أمنية ثاقبة مبنية على تراكم معلومات، لأنه رجل مخابرات من الطراز الأول، ويعلم المخاطر والتهديدات، بل وفرص التغلب عليها، وأنا أثق في قدرة الرئيس والقيادات الأمنية على التغلب على «عناصر الشر» قريبًّا، وأرى ضرورة تطبيق الأحكام الصادرة بالإعدام على قيادات الإرهابية في حال تصديق القضاء عليها، لتطبيق مبدأ الردع في صفوف تلك القوى التي تريد الشر بمصر، وقد تحتاج مصر للاعتماد على عقيدة الحرب المركبة ضمن سياساتها الدفاعية، فلا نستبعد محاولات للهجوم على مصر بأشكال مختلفة من الإرهابيين والعصابات.