الإثنين 17 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أحلام المصريين من شرم الشيخ لقناة السويس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أمل جديد للمصريين .. لعل هذا ما يمكن استخلاصه من حالة الفرحة العامرة التي عشناها طوال العام الماضي حتى تحقق الحلم بافتتاح قناة السويس الجديد في الموعد الذي حدده الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والذي استطاع توحيد إرادة الشعب على بذل أموالهم التي فاقت الـ 60 مليار جنيه خلال أقل من أسبوع.
وبقدر ما أبهر حفل الافتتاح العالم أجمع فإنه في الوقت ذاته فتح شهية الشعب إلى عقد الآمال والطموحات العريضة على أن يكون هذا المشروع بمثابة طوق النجاة لبلدهم الأمين مما يلقي بمسئولية ضخمة على صانعي القرار ليكونوا على قدر الثقة الممنوحة لهم من أبناء هذا الشعب الذين يحلمون يوماً ببلد واعد رغد يأتيه رزقه من أوسع الأبواب.
ومع الوضع في الاعتبار لوجهات النظر المعارضة فإنه لا يجوز بأية حال التقليل من الانجاز الضخم الذي تحقق بافتتاح قناة السويس الجديدة، بحضور العديد من القادة العرب والأفارقة، وفي زمن قياسي لا يزيد عن عام واحد.
فهذا المشروع العملاق الذي تحقق بفضل مساهمة آلاف المستثمرين المصريين من عامة الشعب، وتنفيذ قطاع الهندسة المصري ليس انجازا للرئيس السيسي وحده، وانما للشعب المصري.
نعم.. قناة السويس الجديدة هي هدية مصر للعالم ومعجزة جديدة مبهرة حققها المصريون تضاف الى معجزاتهم التاريخية العديدة في جميع المجالات، ولا يمكن لكائن من كان إلا أن يشيد بهذا المشروع المبهر باعتباره خطوة اقتصادية طموحة لتطوير منطقة قناة السويس، لتجعل منها مركزا لوجيستيا وصناعيا وتجاريا ضخما، من خلال بناء عدة موانئ تقدم خدمات للأساطيل التجارية العابرة، وتوفير اكثر من مليون فرصة عمل للشباب المصري خلال السنوات العشر المقبلة.
ولكن تبقى جميع هذه الأحلام والأطروحات الاقتصادية على المحك لحين تحديد موقفها من التنفيذ .. فهل سيكتب للاستثمارات الجزيلة التي سمعنا عنها والمليارات الوفيرة التي بشرنا بها أن ترى النور أم أنها ستظل حبيسة الأدراج مثلها مثل تلك الضجة العارمة التي صاحبت المؤتمر الاقتصادي العالمي الذي عقد في الربع الأول من العام الجاري بمدينة شرم الشيخ.
فالشاهد أن قطاعات كثيرة من المصريين يساورهم القلق والانزعاج من أن تلحق مشروعات ومليارات قناة السويس الجديدة بسابقتها التي شبعنا منها في المؤتمر الاقتصادي وللأسف لم نر منها شيء حتى الآن.. وتتزايد حيثيات هذا القلق مع بدء سريان نبرة جديدة تمهد لشيء ما ربما تكشفه لنا الأيام القليلة القادمة.
حيث خرج علينا "ثلة" من الخبراء الحاذقين الذين يسوقون لأن افتتاح هذه القناة لن يدر أي أموال جديدة على الاقتصاد المصري وعلى الشعب المصري أن يستخرج عشرات المليارات الجديدة من تحت البلاطة للمساهمة في محور تنمية قناة السويس الذي من المنتظر أن يحرك عجلة الاقتصاد من الركود إلى الانتعاش.
كل هذا يتزامن مع الأنباء التي تتردد بعنف حول تعديل وزاري قوي يوشك أن يلتئم يطيح بالمهندس إبراهيم محلب رئيس الحكومة نفسه.. مما يطرح عشرات التساؤلات بشأن حالة يمكن وصفها بعدم الاستقرار على الصعيد الإداري الحكومي .. فمن أين يتم افتتاح القناة يوم 6 أغسطس .. وبعدها بساعات تتردد أنباء الإطاحة بالحكومة.
وعلى افتراض أن هذه الأنباء ستظل في طور الشائعات فهل يملك "محلب"، النشيط، مقومات إنجاح هذه المشروعات التي سمعنا عن العشرات منها وهو لم يثبت بعد نجاحه في إدارة المشروعات السابقة .. في الواقع هناك تساؤلات كثيرة لابد من الإجابة عليها قبل الإسراف في الأحلام والطموحات.. وربنا يستر.