الجمعة 17 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوادث وقضايا

بالتفاصيل.. عاطل يقتل جاره لتدخله في مُشاجرة مع والدته بـ"الشرابية"

طعنه بالسكين فى صدره

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على طريقة «خيرا تعمل شرا تلقى» أو «ماتعملش خير ما تلاقيش شر» واقعة أليمة عندما تجرد عاطل من المشاعر الإنسانية بتعديه بالضرب على والدته، وقتل عامل بطعنات فى الصدر لتدخله لإنقاذ والدته من بين يديه، التى استغاثت بالأهالى لإنقاذها من بين يدى ابنها العاق.
البداية كانت عندما وردت بلاغات للعقيد «هشام جمال» مأمور قسم الشرابية، من الأهالى بحدوث مشاجرة بالمنطقة أدت إلى مقتل شخص فى عزبة بلال بالشرابية، وتم تشكيل قوة من مباحث القسم بقيادة الرائد «عبدالعزيز الحامولي» رئيس مباحث القسم ومعاونيه، وبمعاينة الواقعة، وبالكشف عن هوية المجنى عليه تبين أنه يُدعى «أحمد. م. ب» ٣٧ عامًا، عامل، مُصاب بجروح عميقة فى منطقة الصدر، لفظ بسببها أنفاسه الأخيرة.
وبعد البحث والتحريات اللازمة بقوات المباحث، وسماع أقوال شهود العيان، تبين أن المتهم قتل المجنى عليه بعد أن حاول التدخل للإنقاذ والدة المتهم من بين يديه، أثناء قيامه بالتعدى عليها بالضرب ليأخذ منها أموالاً رغمًا عنها، وعندما رفضت إعطاءه المال تعدى عليها واستعان بعصا حديدية وكسر ذراعها، فاستغاثت بالأهالى لإنقاذها من بين يدى ابنها العاق، فتدخل الأهالى وكان معهم المجنى عليه «أحمد» فنشبت مُشاجرة بينهم، وعندما شعر أن المجنى عليه هو السبب فى عدم إعطاء والدته المال، ذهب وأخذ آلة حادة من المطبخ «سكين»، وطلب من المجنى عليه النزول، ثم طعنه طعنة نافذة فى منطقة الصدر وسقط غارقا فى دمائه ولفظ أنفاسه الأخيرة فى الحال.
تمكنت القوات من تحديد هوية المتهم، حتى نجحت فى القبض على «حسام. ع. م»، ٣٨ عاما، عاطل، وبمواجهة المتهم اعترف بالواقعة، وأقر بقتل المجنى عليه بعد أن نشبت مُشاجرة بينهم، وحُرر المحضر اللازم بالواقعة رقم ٦١٥٤ جنح الشرابية لسنة ٢٠١٥، وتم عرض المتهم على النيابة العامة لمباشرة التحقيق، والتى أمرت بحبسه ٤ أيام.
وبانتقال «البوابة» إلى محل سكن المتهم لتقديم واجب العزاء، وبالتحدث مع الأهالى والجيران الشاهدين على الواقعة، مدحوا فى أخلاق وطيبة المجنى عليه، مؤكدين أنه كان شهما وعلى خلق مع جميع الأهالى فى المنطقة والجميع يحبونه، ورووا التفاصيل الكاملة لواقعة القتل.
يوم الواقعة كان المتهم «حسام» يضرب والدته، وكان دائم التعدى عليها، فأخذ عصا حديدية وتعدى على والدته ضربًا حتى كسر لها ذراعها، فاستغاثت الأم بالأهالى لإنقاذها، وكان معهم المجنى عليه «أحمد»، الذى قام بإنقاذ الأم من بين يدى ابنها، وبعد ساعة من المشاجرة، وقف المتهم فى الشارع تحت شرفة منزل المجنى عليه، ووجه له السباب والعبارات المسيئة، وهدد المجنى عليه قائلاً: «لو نزلت لى تحت هموتك»، وبعد ذلك تشاجر المتهم مع المجنى عليه، وتدخل الأهالى لحل النزاع ولكن المتهم لم يصغِ لأحد، فأخذ سكينا حادا وطعن «أحمد» فى منطقة الصدر ليسقط جثة هامدة، وتوجه الأهالى بعدها إلى المستشفى لإسعاف المجنى عليه، ولكنه لفظ أنفاسه الأخيرة لحظة وصوله إلى هناك.
وقالت «أم رحاب» صديقة والده المتهم وأحد شهود الواقعة، إنه يوم وقفة العيد أعطته والدته ٤٠٠ جنيه حتى يتمكن من شراء ملابس له، ولكنها فوجئت به يوم العيد يخبرها أن النقود قد سُرقت منه، طلب منها مبلغا آخر، ورفضت إعطاءه النقود، لذلك تشاجر معها وحصل منها على المال ودخل إلى غرفته، ونام لمدة يومين، وعندما استيقظ تشاجر مع والدته مرة اخرى، بعد أن علم منها أن شقيقته ذهبت إلى حضور أحد الأفراح بدون علمه، وطردها خارج المنزل.
وأضافت: «حضرت إلى منزلى وأخبرتنى بما حدث، لذلك توجهت إلى أحد الجيران الذين يهابهم حسام، وطلبت منه أن يتوسط لحل المشكلة، وعلى الفور توجه إلى المنزل وطرق الباب على حسام، واستمر فى معاتبته لفترة، ولكن دون جدوى وبدأ يتشاجر مع والدته مرة أخرى، وضربها بآلة حادة «ماسورة مياه حديد»، مما أدى إلى كسر فى ذراعها، واثناء ذلك حضر المجنى عليه من أجل الدفاع عن والدة المتهم ولكنه سبه ببعض الألفاظ الخارجة، واستمرت المُشاجرة بينهما لعدة دقائق، وطلب المجنى عليه من المتهم أن يبعد عنه قائلا «يا حسام ابعد عنى ومالكش دعوة بى وأنا آسف حقك على رأسى مش هدخل فى شيء تانى يخصك»، ولكن استمر فى إلقاء بعض الألفاظ الخارجة التى دفعت زوجة المجنى عليه إلى الرد على المتهم، ولكن زوجها منعها من التشاجر، ودخل الاثنان إلى غرفتهما وأغلقا الباب، وقرر المتهم أن يخرج، وهو فى طريقه ترك باب المنزل مفتوحا وقال لوالدته: «لو الدنيا غرقت دم ماتخرجيش»، ومكث فى الشارع وكان بحوزته سكين واستمر فى توجيه الشتائم للمجنى عليه، مما دفعه إلى النزول إليه حاملاً «مفك» فى يده حتى يتمكن من الدفاع عن نفسه، ولكن المتهم طعنه قبل أن يصل إلى الشارع ليسقط جثة هامدة.
وبالتحدث مع «أم سمر» زوجة المجنى عليه، انهارت فى البكاء، وبدأت حديثها قائلة: «حسبى الله ونعمة الوكيل.. أنا مش عايزة حاجة غير القصاص وعدل ربنا.. ماليش حد غيره.. أطفالى تشردوا، «سمر» ١٠ سنوات، «إبراهيم» ٨ سنوات، «مصطفى. محمد» توأم، وكل ده عشان حاول ينقذ أم من ابنها كان عاوز يموتها من الضرب، هنعيش ازاى من غيره»، واشتدت الزوجة فى البكاء وقالت: «كان فى حاله وكان محترم.. ما ذنبه وذنب أطفاله.. كما وجهت رسالة للمسئولين: «عايزة حق زوجى اللى اتاخد غدر.. عايزه حقى وحق أولادى اللى اتشردوا من بعده، وليس معى أحد، ولا أحد ينفق علىّ أنا وأولادي».
وبالتحدث مع «إبراهيم. م» شقيق المجنى عليه، قال إن شقيقه «راح غدر» وضحية لا ذنب له، مضيفًا أنه يريد حق شقيقه، وأن يحصُل المتهم على أقصى عقوبة حتى يعود حق أخيه.