الإثنين 27 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

الإرهاب الاقتصادي!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
لقد كانت مصر وما زالت وستظل – إن شاء الله - رغم أنف الجميع تغير العالم ويتغير بسببها العالم، فقد استطاعت مصر أن تغيّر وجه خارطة الإرهاب، مما اضطر معه رعاة الإرهاب في العالم أن ينشئوا قسمًا جديدًا للإرهاب وفي الإرهاب، صنع خصيصًا لمصر! لكي يواجه بها قوى الشر نهضة مصر وصحوتها وهبتها نحو التحرر من الاستعمار الخفي والذي هو الفقر.
فمصر تسعى جاهدة لكي تطرد الاحتلال الحقيقي، بعد أن طردت الاحتلال العسكري في أواسط القرن الماضي.
فصحيح أن الاحتلال البريطاني قد أجلى جنوده عن مصر، وصحيح أن الاحتلال اليهودي قد عاد من حيث أتى يجر أذياله خلفه في سبعينيات القرن الماضي، إلا أن الحقيقة أن الاحتلال العسكري وإن كان قد خرج من مصر، إلا أنه ظل متخفيًا في ثوب آخر، وهو "الاحتلال الاقتصادي" والذي ظل مسيطرًا على البلاد ومهيمنًا على قراراتها، وإن بدت مستقلة في الظاهر نظرًا للعوز والحاجة والفقر والمرض.
ظل الاحتلال الاقتصادي مسيطرًا على مصر لعقود متطاولة، فلما هبت مصر – كعادتها - هبتها وقامت من غفوتها، وأرادت أن تُخرج الاحتلال الحقيقي من داخلها وتقتلع جذوره المنتنة من أرضها، لم يكن أمام الاحتلال الغاشم إلا أن يقاوم وأن يضرب وبمنتهى الخسة وبكل ما يملك من أساليب قذرة ووسائل متسفلة.
وعلى طريقة هذا الاحتلال الخسيس كانت الخسة متجسدة في أقوام باعوا أوطانهم بل باعوا أنفسهم للشيطان ورضوا بأن يكونوا مع الخائنين، فكانت الحرب هذه المرة بطريقة مختلفة ومبتكرة، وكان أن تم إنشاء قسم جديد ونوع حديث من أنواع الإرهاب لم تعرفه البشرية قط من قبل منذ ظهر الإرهاب مع الثورة الفرنسية في نهايات القرن الثامن عشر، ألا وهو "الإرهاب الاقتصادي".. وذلك أن المهتمين والباحثين والدارسين للإرهاب يقسمونه إلى أقسام عدة على حسب الدوافع والبواعث من ارتكابه.
فمن تلك الأقسام:
• الإرهاب العقائدي أو الأيديولوجي: وهو نوع من الإرهاب الباعث له هو اعتقاد أيديولوجيا بعينها يسعى أصحابها لنشرها بالقوة، ومن أمثلته إرهاب اليمين المتطرف والإرهاب اليساري والشيوعي والهندوسي وغيرهم.
• الإرهاب العرقي والطائفي: وهو الإرهاب الذي تقوم به طائفة ضد الأخرى محاولة استئصالها، في عمليات وحشية اصطلح على تسميها "التطهير العرقي" والتاريخ الحديث والقديم مليء بتلك الحوادث الإرهابية البشعة ولعل من أبشعها ما عرف بالتاريخ بــ"محاكم التفتيش".
• الإرهاب السياسي: وهو ما تقوم به بعض القوى المعارضة للأنظمة الحاكمة من أجل إضعاف قوتها وإظهارها في صورة العاجز عن حماية أمن المواطنين أو معرفة أوان التفجيرات قبل وقوعها.
• الإرهاب المرضي: وهو إرهاب يقوم به بعض المعتلين نفسيًا أو المختلين عقليًا وهو يكون في الغالب غير ذي دافع إلا أنه لا يعدم أن يجد من يستغله لصالحه.
• الإرهاب الوطني: وهو وإن كان اصطلح على تسميته إرهابًا إلا أننا لا نقبل بذلك، بل ونقرر أن هذا الاصطلاح جاء لدس السم في الدسم لخاطر عيون اليهود والمحتلين في كل مكان، وهذا النوع يَقصد به من سموه بذلك: أنه الأعمال التي تهدف إلى إخراج المحتلين من البلدان المحتلة، وهو بلا شك ليس إرهابًا وإنما هو من أعظم الجهاد إن لم يكن أعظمه.
إلا أنه لم يشهد العالم من قبل نوعًا من الإرهاب كالذي تواجهه مصر الآن، ذلك أنه نوع جديد من الإرهاب أسميته "الإرهاب الاقتصادي"، وهو نوع جديد ابتكرته قوى الشر في العالم، خصيصًا لمصر في حالتها الحالية، ليس لهدف من الأهداف السابقة بقدر ما يستهدف محاربة مصر اقتصاديًا، ومقاومة سعيها نحو التحرر ومن "الاحتلال الاقتصادي" والذي كبّلها وأطبق عليها من زمان بعيد.
فــ"الإرهاب الاقتصادي" إذًا هو نوع جديد من الإرهاب تم إنتاجه وتصنيعه خصيصًا لمصر لمواجهة نموها وتطلعها نحو النمو الاقتصادي والتنمية المستدامة والتي تخرجها من ربقة الحاجة إلى المحتل إلى دائرة الاستقلال الاقتصادي وهو ما يؤدي للاستقلال السياسي والعسكري.
ولعلك أخي القارئ المكرم تلحظ أن الأيام والأسابيع بل والشهور القليلة الماضية شهدت كما ستشهد الأيام والأسابيع القادمة العديد من التفجيرات المتزامنة والتي يكون أغلبها – إن لم يكن كلها - غير ذي ضرر ولا أثر، فإما أن تكون محض محدث للصوت أو توضع في مكان ليس فيه مارة أو في زمان قد خلا من الناس، وذلك أنه ليس المستهدف –حاليًا- هو القتل وسفك الدم بقدر ما هو مستهدف تصدير الصورة للداخل والخارج عن مصر أن "التفجيرات في مكان" وأن على كل صاحب رأس للمال أو مستثمر عربي أو أجنبي يسعى لضخ أمواله في مصر أن يتوقف عن ذلك فليس هاهنا محلًا للأمان.
هذه هي الخطة الخبيثة وهؤلاء الخونة هم أدواتها، وهذه هي طريقتهم وهذا هو سعيهم الخبيث، ولكن يقيننا الذي لا يتزعزع وإيماننا الذي لا يتحلحل أن لا أحد سيقدر - إن شاء الله - على أن يوقف مصر عن مُضيها نحو المستقبل، وأننا سننتصر – إن شاء الله - رغم أنف كل قوى الشر في العالم، وأن المؤتمر الاقتصادي ستكون نتائجه – إن شاء الله - فوق التوقعات بما لا يُتوقع.
وأخيرًا نسوق البُشرى بما يسوء لكل قوى الشر في العالم، ألا أبشروا بما يسوئكم، فالمارد المصري في طريقة إليكم ليبدد ظلامكم ويدمر مخططاتكم - إن شاء الله تعالى- وبلا ريب.