رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

القس أندريه زكي: أسعى لحماية حقوق 2 مليون "إنجيلى".. أعمل لصالح الوطن والكنيسة.. وتطوير العلاقة مع الدولة والأزهر على رأس أولوياتي

المرشح الأقرب للفوز برئاسة الطائفة الإنجيلية قال إنه خادم وليس مديرًا

القس أندريه زكى
القس أندريه زكى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال الدكتور القس أندريه زكي، المرشح الأقرب للفوز بمنصب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، إن ترشحه للمنصب لـ«خدمة الوطن والكنيسة»، مشيرًا إلى أن لديه تصورًا حول توسيع دور مجلس كنائس مصر على أساس الاحترام المتبادل، وتطوير العلاقة مع الدولة.
وأضاف «زكى»، لـ«البوابة»، أنه «لن يعمل بمفرده حال فوزه برئاسة الطائفة الإنجيلية»، وسيشكل مجموعات عمل من المتخصصين لتقديم المشورة، واقتراح رؤى جديدة.
■ ماذا عن برنامجك للترشح على منصب رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر؟
- برنامجى الانتخابى يضم عددًا من الأهداف التى أعمل على تحقيقها حال نجاحي، وذلك لصالح الكنيسة والوطن، وأول هذه الأهداف يتعلق بالحضور الإنجيلى فى مصر، وتصورى للآليات والأدوار التى يمكن أن تقوم بها الطائفة لتوسيع دائرة حضورها.
وبالنسبة للرابطة الإنجيلية، فقد وضعت تصورًا لتوسيع دورها، وبناء لحمة بين الرابطة والمذاهب المختلفة وتشجيع القيام بخدمات جديدة، وإنشاء لجان متنوعة بهدف توسيع دائرة التأثير، كما أسعى لـ«تدعيم العلاقات المسكونية»، وتوسيع دور مجلس كنائس مصر على أساس الاحترام المتبادل، وتطوير العلاقة مع الدولة، ووضع آليات جديدة للمشاركة الإيجابية على جميع المستويات، وتأكيد أهمية مد الجسور مع مؤسسات الدولة المختلفة، من خلال بناء كوادر إنجيلية وطنية تشارك بفاعلية فى الدور الوطنى والمجتمعي، وكذلك تطوير البناء الإدارى للطائفة، من حيث وضع آلية جديدة لإعادة النظر فى اللائحة، بهدف الوصول إلى لائحة جديدة تعبر عن رغبات الإنجيليين وطموحاتهم، وتضمن الحقوق التاريخية، وتمثيلًا للجميع، وهذه القضية تعد واحدة من الأمور التى تشغل اهتمامى من حيث وضع آلية للمجلس الإنجيلى العام لدراسة اللائحة بمشاركة كل المذاهب والكنائس، وأهمية إبداء الرأى بهدف الوصول إلى مقترح يعبر عن طموحات الإنجيليين، ويعبر عن روح الثورة، بما يضمن الحقوق التاريخية للجميع، ويعطى تمثيلًا للجميع، والوصول إلى إجماع إنجيلى، قبل التقدم بأى مشروع لائحة للدولة. وهذه خطوات قد تستغرق بعض الوقت، والإنجيليون بصفة عامة لديهم اهتمام بالدور الذى تلعبه الطائفة. 
أما بالنسبة للمجلس الإنجيلى العام، ففى تصورى يجب وضع بروتوكول خاص للرئيس السابق للطائفة، فلأول مرة فى تاريخ الكنيسة الإنجيلية يوجد رئيس سابق للطائفة، وهذا البروتوكول يتناول وضع آلية لاستمرار التعاون والاستفادة بدوره وخبراته، وكذلك تشكيل لجان جديدة داخل المجلس، وتوسيع دائرة القيادات الإنجيلية التى تشارك فى صناعة القرار.
أيضا أنا مهتم بتفعيل دور مجلس رؤساء المذاهب مع المجلس الإنجيلى العام، وتشكيل قاعدة عريضة من القساوسة وأبناء الكنيسة لمساندة الطائفة فى دورها، والتوسع فى المبنى الإدارى للطائفة، وبناء أدوار جديدة حتى يتمكن الأعضاء من أداء دورهم على الوجه الأكمل.
وهنا أشير إلى أهمية منصب رئيس الطائفة الإنجيلية، لا سيما أن الكنائس الإنجيلية فى مصر يأتى ترتيبها مباشرة بعد الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فعدد الكنائس الإنجيلية يصل لحوالى ١٢٠٠ كنيسة، وبها أكثر من مليون إنجيلي، وبالتالى نحتاج إلى بذل مجهود، حتى نكون على الخريطة بشكل واضح ومؤثر.
■ هل تعتقد بوجود صراعات على المنصب؟
- تم فتح باب الترشح يوم الاثنين الماضى، وسيغلق يوم الجمعة ١٣ فبراير، ولا أستطيع أن أقول إننى الشخص الوحيد الذى سيترشح لهذا المنصب. لكن بالتأكيد هناك وقت حتى يوم ١٣ فبراير، ربما نجد أشخاصًا آخرين يترشحون على هذا المنصب. أما الحديث عن وجود صراع على المنصب فلا يوجد أبدًا، لكنه يمكن آن تكون هناك منافسة، وهذا طبيعى وشيء صحي. وأؤكد أنه يوجد احترام متبادل فهذه المناصب للخدمة فقط، ومن يتولها يجب أن يتسم بالتواضع، والكنيسة مليئة بالقيادات. وهذا ليس كلامًا على سبيل التواضع المزيف، لكنه حقيقة. أنا أؤكد دائمًا أن الكنيسة مليئة بالقيادات الرائعة والمتميزة، لديهم قدرات أفضل منى، وعلينا أن ننتظر إلى يوم الجمعة ١٣ فبراير، وسوف نعلم من هم المرشحون للمنصبين.
■ لماذا تتخوف بعض المذاهب الإنجيلية من فوزك بالمنصب؟
- أنا دائمًا أقول عن نفسى إننى خادم، حتى فى إدارتى للهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية أقول: أنا خادم وقسيس قبل أن أكون مديرًا. ومن خلال ارتباطى بعهد النذر الذى أخذته، فالخدمة ترتبط بالإدارة، والإدارة هى جزء من الخدمة، والرعاية جزء من الخدمة والتعليم جزء من الخدمة، والعمل الاجتماعى جزء من الخدمة، وهى عملية ومنظومة متكاملة. 
الراعى قد يكون راعيًا ناجحًا، ولكنه لا يكون راعيًا روحيًا، أيضا يمكن أن يكون مديرًا ناجحًا، ولا يكون روحيًا أيضًا، ممكن أن يكون خادمًا، ولا يكون روحيًا. الإنسان الروحى بالنسبة لى ليس هو الشخص الغيبي، الروحى هو الشخص الذى يلتزم بتعاليم الكتاب المقدس، الذى يرفض الرشوة، الذى يرفض الزنا، ويرفض السرقة، الذى يتسم بالتواضع وبتعاليم السيد المسيح. الروحانية سلوك والتزام والحكم الرئيسى على الأشخاص يكون من خلال التزامهم وسلوكهم. وبالتالى أن تكون مديرًا أو أن تكون راعيًا أو خادمًا، أو أن تكون أستاذًا بكلية اللاهوت أو أمينًا عامًا للمدارس، هذه كلها خدمات الروحانية هى أساسها. فالتمييز هنا مفتعل وغير دقيق وينقصه أساس لاهوتى وفهم عميق للكتاب المقدس.
■ هل من تفاصيل حول خريطة الإنجيليين فى مصر؟
- نحن ككنائس إنجيلية نصل لحوالى ١٢٠٠ كنيسة، تقسيمها: ٤٠٠ كنيسة مشيخية، ٢٤٠ كنيسة للأخوة، ١٦٠ كنيسة رسولية. فالثلاث كنائس هذه تمثل ٨٠٠ كنيسة من ١٢٠٠. وباقى العدد مقسم على ١٤ مذهبًا، فهناك البعض لديهم ١٠ كنائس، والبعض الآخر٨٠ كنيسة، والبعض٥٠ و٩٠ وهكذا. فهناك تنوع وتشكيل للخريطة الإنجيلية فى مصر.
■ كيف تنظر إلى الطلب الذى قدم من أحد المذاهب، بشأن تأجيل الانتخابات مطالبًا فيه بتعديل اللائحة المعمول بها؟
- فى الحقيقة نحن لا نستطيع تأجيل الانتخابات، لأنه من الناحية القانونية والدستورية تنتهى ولاية رئيس الطائفة ونائب الرئيس الحالى فى ٨ مارس المقبل، وبالتالى قرر المجلس الإنجيلى العام أن تجرى الانتخابات فى ٢٠ فبراير، حتى لا يحدث أى نوع من عدم قانونية هذه الانتخابات.
والأمر الثانى وصل لنا مكتوب واحد من مذهب من المذاهب يحمل توقيع ١٣ شخصًا على طلب التأجيل، حتى يتم تعديل اللائحة وتم العرض على المجلس الإنجيلى العام الذى قرر دراسة الطلب بعد إجراء الانتخابات لأن عملية تعديل اللائحة تحتاج إلي آراء كل الإنجيلين. وبعد ذلك تطرح على المجلس لإقرارها، ورفعها إلى مجلس الدولة لدراستها، ثم يصدر بها قرار جديد. وهذه العملية قد تأخذ دراسة وعمقًا ووقتًا، وأنا أتصور أن التوجه العام الموجود لدى الطائفة الإنجيلية الالتزام بالتوقيتات وعملية تغيير اللائحة، هى عملية تأخذ وقتًا ودراسة، ولا يمكن الاستعجال ولابد قبل التقدم بمشروع اللائحة أن تشعر جميع الكنائس بالراحة.
وبالنسبة لتغيير اللائحة، فأنا لا أملك فى حالة فوزى التغيير بمفردى، والذى يملك التغيير هو المجلس الإنجيلى العام. وأنا أقول بوضوح: على المجلس الإنجيلى العام وضع آلية لدراسة تغيير اللائحة ويطرح للحوار.
■ البعض يتحدث عن تغيير جذرى لمنصب الرئيس ونائب الرئيس أى تفرغ الرئيس والنائب للمنصبين..ما رأيك؟
- الطائفة عبر تاريخها منذ أن أنشئت لم يكن الرئيس أو النائب متفرغًا للأسباب الآتية: الأمر الأول أنى أشرت إلي أن رئيس الطائفة أو نائبه، ليس له أدوار إدارية داخل المذاهب المختلفة، وكل مذهب له رئيسه واستقلاليته وبالتالى الوظيفة لا تحتاج لأى متفرغ، الأمر الثانى أنه عبر التاريخ الطويل للطائفة، هذه المناصب لم يشغلها متفرغ، ولدينا أقرب نموذجين الدكتور القس صموئيل حبيب، والدكتور القس صفوت البياضى كان أمين عام المدارس، وفى نفس الوقت رئيس للطائفة، وقبلهم القس إلياس مقار وكان راعى الكنيسة الإنجيلية بمصر الجديدة، وفى نفس الوقت كان رئيسًا للطائفة، وقبله القس إبراهيم سعيد راعى الكنيسة الإنجيلية بقصر الدوبارة وأيضًا رئيسًا للطائفة، ولم يكن متفرغًا، وبالتالى هذا الطلب غير واقعي، أما دور رئيس الطائفة هو تمثيل الطائفة مع الدولة، وهذا الدور يقوم به الشخص بجانب أدواره الأخرى ويعتبر منصب الرئيس والنائب هو عمل تطوعي.
■ ما رؤيتك للعلاقات بين الطائفة والدولة بعد توليكم المنصب؟
- يجب الاستفادة من المؤسسات الموجودة لدى الطائفة، فعلى سبيل المثال علاقتها بالأزهر لابد أن تكون علاقة وثيقة. وعلاقتها بالمجتمع المدنى أيضًا وهكذا. المؤسسات الدينية ينظر إليها أنها إحدى منظمات المجتمع المدنى، وبالتالى أنا أتوقع فى المرحلة المستقبلية أن تنمو العلاقة مع الأزهر والمجتمع المدنى وأن تتطور فى المرحلة القادمة.
■ هل تتوقع أن يغير المنصب من آرائك ومعتقداتك ومواقفك السياسية؟
- بالعكس وإذا أراد الله ونجحت فى انتخابات منصب رئيس الطائفة سأوظف دراستى فى خدمة الكنيسة العامة والمحلية.
■ ما هو أول قرار ستأخذه بعد توليكم المنصب؟
- إذا فزت فى الانتخابات أول قرار سأتخذه هو تشكيل مجموعة عمل واسعة من قيادات إنجيلية متطوعة، لدراسة الرؤية التى قدمتها وكيف يمكن تفعيلها على أرض الواقع.
■ ما هى الزيارة الأولى التى تحب أن تبدأ بها حياتك فى هذا المنصب؟
- أول زيارة أحب أن أقوم بها إذا فزت بمنصب رئيس الطائفة أن أزور كنيستين واحدة فى قرية (الريف) وكنيسة فى مدينة خارج القاهرة، وأكثر من مذهب، لأن رسالة الطائفة تتحقق حينما تكون لها كنائس محلية قوية.
■ ماذا تقول لرئيس الطائفة الإنجيلية الحالى؟
- أريد أن أقول للدكتور القس صفوت البياضى رئيس الطائفة الإنجيلية : خدمت الكنيسة بجد وكفاح وأنا فى حفل التكريم الذى أقامته رابطة الإنجيليين، قلت له: أنت شجرة استدفأ بها الكثيرون وإنك رجل قانون ورجل كنسى من الطراز الأول والطريقة التى تتبعها لنقل منصب رئيس الطائفة لشخص آخر كانت طريقة روحية وقانونية سليمة سيذكرها لك التاريخ.
■ أخيرًا.. ماذا عن ملف رسامة المرأة قسًا؟
- أنا لن أعمل منفردًا، وسأشكل مجموعات عمل من المتخصصين لتقديم المشورة واقتراح رؤى جديدة لجهات اختصاص، فرسامة المرأة قسًا والدستور اختصاصهم «السنودس»، والأمور المتعلقة بالطائفة لابد من الاستعانة دائمًا بالمتخصصين من أبناء الكنيسة.
من النسخة الورقية