أكد الشاعر سمير درويش أن الداعشيين حرقوا الطيار الأردني بفتوى أثبتوها في نهاية الفيديو جاء نصها كالتالي: "قال ابن تيمية رحمه الله: فأما إذا كان في التمثيل الشائع دعاء لهم إلى الإيمان أو زجر لهم عن العدوان فإنه هنا من إقامة الحدود والجهاد المشروع".
وأضاف درويش في تدوينة له: ابن تيمية قال لهم إن الزجر والتمثيل بالجثث جهاد مشروع يثابون عليه يوم القيامة ويدخلون الجنة. لذلك فالذين يشتمون داعش محقون، طبعًا، لكنهم يوجهون غضبهم إلى الاتجاه الخاطئ، فالداعشيون يقرأون كتب الفقه التي ندرسها لأولادنا في المدارس والجامعات ببساطة، ويطبقون ما فيها حرفيًّا، لذلك فأولى بالسخط تلك الكتب المتكلسة، وفقهاء الغبرة الذين لا يعرفون سوى الفاحشة والقتل والحرق.
وتابع درويش: طبعًا حرق الطيار الأردني ونشر ذلك على نطاق واسع يعد كارثة، وأذى للمشاعر الإنسانية العادية البسيطة التي ترفض التطرف والعنف، لكن ما لا نقوله إن كثيرين منا يمارسون ذلك ليل نهار: في البيت والمسجد والمواصلات العامة ومقار العمل، يمارسونه حين يشتطون في قهر الآخر وقمعه باسم الدين، والإصرار على تسييد فكرته هو لاعتقاده بأنها الصواب المطلق وما دونها خطأ مطلق، والإيمان الجازم لدى كل مسكين يسعى في الأرض أنه مكلف بتبليغ الرسالة ومقاومة ما يتصورونه منكرًا بالقوة: "بيده أو بلسانه"، الفارق بين الداعشي وهؤلاء المنتشرين بيننا هو في الإمكانيات فقط، لكن العقل واحد والهدف واحد.
