رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

أماني سياسية 2015

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"الألف ميل يبدأ بخطوة" هذه هي الحكمة المتعارف عليها عالميًا، ولكن في ظل التقدم العالمي والتراجع الحضاري بكل ما تعنيه تلك الكلمة للحضارة الفرعونية والتي تشهد تراجعًا حضاريًا واقتصاديًا واجتماعيًا شرسًا لا مثيل له على مر السبعة آلاف سنة فهي تحتاج لمليون خطوة لتتمكن من مواكبة التقدم العالمي في ظل قوتها العسكرية والشعبية العظيمة التي تساند به رئيسها الحالي "عبد الفتاح السيسي"، فمَن بيده المفتاح الآن هي الإدارة السياسية في مصر، فالإدارة قوانين والتزامات ومنهج تضعه الدولة لشعبها لتحقيق الهدف الرئيسي لنجاح دولة اقتصادية عظمى.. فلتكن 2015 هي بداية تحقيق الأماني السياسية والتي يتحقق من خلالها النجاح الاقتصادي مفتاح القوة العالمية.. ولن أضرب أمثلة بدول قامت حضارتها الاقتصادية على دماء وأحلام الشعوب ولكني سأتخذ من الدول المنكوبة طريقًا للوصول إلى تحقيق النجاح الاقتصادي، ولتكن دولة فيتنام هي مثلنا في النجاح برغم ما مرت به من دمار دامٍ، فالصورة المنقوصة التي طبعتها الأفلام الأمريكية عن فيتنام والتي صورتها بأنها ميدان للحرب والقتال فقط، ولم تتنازل أمريكا بالإشارة إلى أنها أصبحت أكبر شريك تجاري لفيتنام بعد انخفاض حدة التصعيد الأمريكي حتى عام 1975 ونجاح الشيوعيين فى السيطرة على مدينة سايجون عاصمة فيتنام الجنوبية، فقدوا الفيتناميون خلال 10 سنوات 4 ملايين مدني من عام 1965 / 1975.. وعلى الرغم من هذا التاريخ الدامى فإن الفيتناميين رفضوا الاستسلام لحالة الدمار التى خلفتها عقود الحرب لتبدأ النهضة الاقتصادية فى هذه الدولة الآسيوية الفقيرة فى بداية الثمانينيات من القرن الماضى ولا تزال فيتنام لغزًا يكتنفه الغموض فلا أحد يعلم كيف نهضت من كبوة قرابة ثلاثين عامًا من الحروب أو كيف أنها نجحت فى غضون سنوات محدودة فى التحول إلى قوة اقتصادية ناشئة تسير بخطى بطيئة ولكن ثابتة فى محاولة للحاق بصفوف الكبار فى القارة الآسيوية، وعلى الرغم من سيطرة الحزب الشيوعى على الحكم لكنه لم يجد بدًا من فتح الباب أمام القطاع الخاص للعمل بحرية بل محاولة تطبيق الإصلاحات الاقتصادية اللازمة.. إن التجربة الفيتنامية تحمل بالتأكيد الكثير من الدروس للدول التى ما زالت تتحسس طريقها نحو النمو الاقتصادي، فهى تثبت أن كل نظام قادر على تحقيق النمو حتى ولو دفعه ذلك للمرونة وربما التنازل عن بعض مبادئه التى لا تتناسب مع المتطلبات الاقتصادية فى العصر الحديث.. وبالطبع لا يمكن تحقيق مثل هذا التقدم دون دعم وجهد شعبى حقيقى وهذا ما أريد أن أشير إليه، فمصر تحظى بدعم شعبي عظيم ينقصه مجهود شعبي تحت منهج قانوني يحسم عملية النجاح..
فالبيانات والإحصاءات الدولية لعام 2011 حول فيتنام:
- عدد السكان يبلغ 91.519 مليون نسمة.
- يبلغ ناتجها المحلى 303 مليارات دولار.
- معدل نموها الاقتصادى 5.9%.
- عائدها الإجمالى من التجارة يوازى 160% من الناتج المحلى.
- الإنتاج الصناعى يمثل 40% من إجمالى الناتج المحلى، وهو ما يظهر مدى التقدم الذى طرأ على هذا القطاع خلال الأعوام الماضية.. أما معدل البطالة فلم يتجاوز 2.3%.
لم يعد ينقصنا إلا الحب والإخلاص لهذا الوطن والحقيقة هو هذا المجهود الحقيقي المطلوب من المصريين؛ بل علينا أن نختبئ خجلًا إن لم نقم من كبوتنا ونصارع من أجل اللحاق بمن سبقونا ولتكن البداية من عام 2015.