الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

آه ....يا بلد!!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أخشى أن تتبلد مشاعرنا تجاه حوادث الإرهاب التى ننام ونستيقظ عليها «برا وجوا وبحرا»، وقتل النفس التى حرم الله إلا بالحق، وترويع الآمنين فى منازلهم ووسائل النقل العامة مثلما، تبلدت مشاعر أكثرنا، ونحن نرى يوميا أو نسمع عن عشرات الحوادث التى تزهق فيها أرواح الأبرياء وتسيل دماء طاهرة لأطفال وشيوخ ونساء فى العراق وسوريا وفلسطين وليبيا واليمن وغيرها من المناطق الملتهبة، حتى «مصمصة الشفايف»، أو قول «حسبى الله ونعم الوكيل» فى المجرمين الذين ارتكبوا هذه المجازر، استخسرنا قولها، وكان هؤلاء ليسوا أشقاءنا فى الدين و العروبة والجوار!
أقول ذلك لأننا فوجئنا بأن الدولة ووسائل الاعلام لم تهتم بضحايا الهجوم الذى استهدف دورية للقوات البحرية المصرية شرق ميناء دمياط والذى يعد تغييرا جذريا فى تكتيك الإرهاب على مستوى العالم وليس فى مصر فقط، وبما يعنى وجود نوع جديد من الإرهاب يتبنى أفكارا متطرفة جديدة.. ولم تعلن 3 أيام حدادًا على المفقودين، ولم نجد أى بيانات رسمية – حتى منتصف نهار أمس السبت – سوى بيان المتحدث العسكرى الأول عن الحادث الذى أعلنت داعش مسئوليتها عنه!
والشىء الذى لفت النظر أن معظم برامج «التوك شو» والصحف الخاصة ومواقع التواصل الاجتماعى اهتمت فقط بموضوعات تافهة مثل «عنتيل الغربية» الذى فضحه الله على رأس الأشهاد هو وجماعته التى تحلل ما حرم الله. واستحوذت فيديوهاته على أكثر من 3 ملايين أعجاب، وتزامن معه الفعل الشائن من محافظ الإسماعيلية الذى لا يقل عن فعلة «العنتيل".
الغريب فى الأمر أيضا اننا فوجئنا بمن صدعونا طيلة الفترة السابقة بأصواتهم العالية كالبراميل الفارغة في شأن مكافحة الإرهاب، ,يسطحون ويقللون من فداحة حوادث الإرهاب، وجورها على النفس والمال والعرض، محاولين الخروج بالناس من حالة الحداد النفسى، وكأنها تعليمات صادرة للعاملين فى الإعلام بضرورة شغل الرأى العام وإلهائهم مثلما كان يحدث فى الخمسينيات والستينيات بكرة القدم والأفلام!
أما فى هذه الأيام فقد تغيرت الحيل وتبدلت الاهتمامات، ووجدت الضالة –كالعادة – فى العزف على وتر الدين الذى استغله «قليلو الدين» فى ارتكاب مجازرهم وتطرفهم العقلى والنفسى ضد بنى جلدتهم وإنسانيتهم ودينهم.
ورأينا استضافة العديد من الشيوخ وعلماء الدين بوسائل الإعلام المختلفة وفى خطبة الجمعة يتحدثون عن أن وقوع هذه الأحداث والأفعال الشائنة هى من علامات الساعة الصغرى التى تتمثل فى كثرة القتل، لقوله صلى الله عليه وسلم: «لا تقوم الساعة حتى يكثر الهرج.. قالوا: وما الهرج يا رسول الله؟ (قال:القتل، القتل)، وكأن هناك تعليمات صدرت لهم – على شاكلة تحديد موضوع خطبة الجمعة – ليعزو أن ما يحدث شىء متوقع وتم التحدث عنه من 1400 عام وما يزيد.
ثم خرج علينا الدكتور على جمعة، مفتى الجمهورية السابق، ليقول: إن علامات الساعة الصغرى تتحدث كلها عن انتشار الفساد فى الأرض، والذى سيكون عرفا وأمرًا مقبولًا بين الناس.. وأن هناك 3 علامات تعد مدخلًا للعلامات الكبرى وقعت وتحققت، ومنها «جفاف نخل بيسان بالأراضى المحتلة بالشام».. وأوضح أن العلامة الثانية، هى انخفاض بحيرة طبرية، وقد تحقق وانخفضت للحد الذى هدد إسرائيل بالعطش، ولهذا أقدمت إسرائيل على دخول جنوب لبنان، لتحويل مياه نهر الليطانى للبحيرة.
وأشار د.على جمعة إلى أن العلامة الثالثة، هى «انخفاض عين زغر»، وهى قرية بالأردن، بجانب البحر الميت، وبالفعل انخفضت مياهها!
وهذا لايفهم منه عدم تصديقنا أو ايماننا بالساعة – حاشا لله – وانما لغرابة الربط الذى يفرض علينا التسليم بالتواكل، وعدم الاستعداد والمبادأة فى مواجهة جماعات القتل والإرهاب، بحجة ان ذلك ذكر فى القرآن او من علامات الساعة التى حددها الرسول صلى الله عليه وسلم.
وإلا فإنه وفقا لما جاء فى علامات الساعة من انتشار للربا والزنى وغيرهما مما ذكرها النبى الكريم فإننا نترك أولادنا وأعراضنا وضمائرنا عرضه دون مجابهة لهذه الآفات، التى بالفعل ملأت زماننا - والعياذ بالله -وتم الجُهر بها حتى أصبح الربا والزنى من أسباب التقدم والرقى، ومن مظاهر المدنية والحضارة فى بعض الدول غير الإسلامية.
أما القتل فحدِّث عنه ولا حرج، فقد عمَّ وطمَّ، فسفكت الدماء الحرام، وأزهقت الأرواح، تحت مسميات شتى، ومآرب متعددة.
ولاننا نتحدث عن علامات الساعة الصغرى، فنسوق ما روى عنها أيضاً من ظهور «المعازف واستحلالها» فعن أبى مالك الأشعرى قال سمعت النبى «ص» يقول: ليكوننَّ من أمتى أقوامٌ يستحلون الحر - الفروج - والحرير، والخمر، والمعازف، وقوله صلى الله عليه وسلم:" ستأتى على الناس سنون خدّاعة، يُصدَّق فيها الكاذب، ويُكذَّب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون فيها الأمين، وينطق فيها الرُّوَيْبِضَة، «قيل وما الرُّوَيْبِضَة؟ قال: السفيه يتكلم فى أمر العامة.
وقد أضحى هذا الزمان صورة حية، وشاهد صدق على صحة ما أخبر به النبى، فقد عم الفساد ,ودخل الأمناء السجون، وارتفع شأن الكاذبين، حتى أصبح المرتزقة وأنصاف المهوبين من السياسيين، والمغنيين ولاعبى الكرة - عند كثير من الناس - أعظم شأناً، وأرفع قدراً من الدعاة والمصلحين.
وللمرة المليون لا يفهم أننا نقلل أو نسفه من أقوال علماء الدين أو التكذيب بعلامات الساعة وإلا كان من باب أولى أن ننال من الفتاوى التى جعلت الدنيا تسخر من الأمة ورجال دينها،و أشهرها الاجتهادات السريالية، التى لا تبيح تناول الطماطم، باعتبارها "طعامًا مسيحيًا" وبالتالى يحرم استهلاكها.. واستندت الجماعة التى تطلق على نفسها «الرابطة الشعبية المصرية الإسلامية»، لإصدار فتواها على ظهور الصليب، رمز الديانة المسيحية، فى لب الطماطم عند تقطيعها إلى نصفين!
إننا أمام نفوس أزهقت، ودماء سالت على الأرض من رجال الجيش والشرطة ، و لم يسلط الضوء عليها بشكل كاف ، فلم نسمع منحكومى أو مسئول  – فيما أعلم – أعتبارهم " شهداء"، ومعاملتهم مثل " شهداء الثورة", الذين صرف لذويهم عشرات الألاف من الجنيهات ,وخصصت لهم المساكن ,وصرفت لهم المعاشات الشهرية ,بل لم يأخذوا حقهم من الإعلام الذى يطفح نفاقا وسبابا وهوسا !!      
هؤلاء المجاهدون الذين يمثلون جيلا قرر أن يضحي بنفسه وماله فى سبيـل الله، لأنهم علموا أن هذا هو طريق الانتصـار ـ طريق الشهادة والحرص على الموت ـ وهو السلاح الذى لا يملكه الطواغيت وأعوانهم الذين يعبدون راتبهم وأجنداتهم وألقابهم وكراسيهم من دون الله !!
أكاد أسمع آهات وصيحات جنودنا الذين فقدوا وراحوا في "الغرق " وهم يقولون :"آه يا بلد ..الظلم فيكي بان.. وقفل كل بيبان.. آه يا بلد أرخص ما فيكي دم أولادك .. السماسرة  تاجروا بيكى –وعبيدك همه اللى بيحروسوكى. 
الرحمة لهم ولنا ,ولمن لم يتبع الغاوين من شياطين الإخوان والإعلام  .