رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إمّا نكون أو لا نكون

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حوادث المرور والطرقات في مصر هي الطريق الأسرع للآخرة، ولعل البعض منا يذكر أن الراحلة العظيمة أسمهان لقيت حتفها في حادث سيارة وهي ليست الحادثة الأولى والأخيرة، ولن أتطرق هنا اىي الإشاعات التي أطلقت في المتسبب في موتها إن كانت المخابرات الإنجليزية بالتحديد أو أن ام كلثوم كان لها يد في وفاتها وإزاحتها من طريقها حين لمع نجمها في السماء عاليا .
أسعى لأشير بأصابع الاتهام إلى الحكومة المتسبب الرئيسي في كل تلك الكوارث؛ لأنها لا تطبق أي نظام بجدية ولا تفرض هيمنتها على مواطنيها لخدمتهم، ولا ألقي اللوم على ما هو موجود الآن، فالمأساة قديمة توارثتها الحكومات ولكننا نعتبر أنفسنا الآن في عهد جديد نحلم فيه بمستقبل جديد نقلل فيه من سلبياتنا القديمة، فأتعجب من قانون الفحص الفني للمركبات، وعلى الرغم من هذا نجد المركبات التي لا تصلح نهائيا للاستعمال الآدمي تسيرعلى أسفلت الطرقات تحصد الأخضر واليابس من البشر لتصبح مصر الأولى في العالم لحوادث الطرق
ولكن اتنبهوا !!!
فنحن لسنا الأوائل في حوادث الطرق فقط، بل نحن الأوائل في جميع السلبيات وهذه الحقيقة لا تمت بصلة للتشاؤم أو التفاؤل بل نحن الأوائل في التعليم والفن والسينما والإعلام الهابط ..
فكل من ليس له وظيفة أو مهنة أصبح من النجوم اللامعة في عالم التليفزيون، بشرط القدرة الفائقة على الهجوم والسباب وادعاء الوطنية بأسوأ الصور التي ليس لها علاقة بأي وطنية، فالوطنية حب وإيجابية .
والسؤال هنا لماذا لا تفرض الدولة الفحص الفني أيضا على "السياسي" أو كل من يريد أن يعمل بمجال الإعلام السياسي بالتحديد، كما فرضته على المركبات ؟ ولكن التنفيذ يكون فعليا وليس شكليا كما في الفحص المروري فخطره أشد وطأة على الدولة وشعبها من المؤامرات الخارجية وهذا ما أردت الإشارة اليه ففشل الفحص الفني للمركبات يتبعه فشل في جميع المجالات فكلها شكليات ووهم باسم الدولة وقوامها، وفي جميع الأحوال المتضرر هو الأرواح بالقتل مع سبق الإصرار والترصد إما جسديا او معنويا، بل إن الضرر النفسي أشد ضرارا لأنه ينتقل الي اشخاص آخرين، وأصبحت صفة الإعلامي المصري بالتحديد وصلة من الردح وإتقانا في السب والنقد الجارح بما لا يعود علينا إلا بأجيال هابطة تتوارث الألفاظ والأفعال السلبية .
فها هم العظماء من توفيق عكاشة واحمد موسى والإعلامي العالمي عمرو أديب يتصدرون القنوات الرئيسية بوصلات من الردح والانحطاط في إهانة الرموز الوطنية وغيرها، وهي الأشياءالتي تربي جيلا فاقدا القدوة والاحترام لمن يقومون على خدمته، وشحن المواطنين بالحقد والكراهية دون أدلة او براهين وحتى إن تواجدت الأدلة والبراهين فهناك جهات مسئولة للتحقيق والمحاسبة، وليس كل من له رأي يحكم على الآخرين ..
أناشد الدولة بكل أركانها فرض هيبتها وحمايتنا وأبناءنا من كل تلك التجاوزات التي دمرت فينا روح الوطنية وأصبحنا لا نعرف بعضنا البعض إلا بالمستندات والزلات، كفاكم ذبحا في هذا الوطن فقد استأنا مما نسمعه ونراه تلك هي اللحظات الحاسمة يا مصريين فـ"إما نكون أو لا نكون".