الأحد 09 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"شيطنة" نتائج انتخابات المؤسسات الصحفية !!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حاولت جاهدا أن أنأى بنفسى عن الكتابة فى هذا الشأن الشائك، ولكن وجدتنى مدفوعا في خضم المشاعر المتضاربة حول نتائج انتخابات الجمعيات العمومية ومجالس الإدارة للمؤسسات الصحفية، خاصة فى ظل محاولات البعض شيطنتها والالتفاف حول ما حملته من دلالات مهمة . وفى محاولة هادئة وقراءة متأنية لنتائج تلك الانتخابات فى المؤسسات التى أجريت فيها – خاصة الأهرام وأخبار اليوم - ندرك ما تخفيه من مؤشرات، وما توحى به من احتمالات لا تتعلق بمستقبل المؤسسات الصحفية فحسب، وانما بمستقبل مهنة الصحافة ككل .
أولى هذه الدلالات أن الصحفيين أرسلوا إلى من يعنيهم الأمر رسالة واضحة تعلن أن الكيل قد طفح بسبب سوء ممارسات أشخاص أسندت اليهم مسئولية الإدارة والتحرير، ولم يحسنوا القيادة سواء لعدم أهليتهم، أو احتماء بـ "الشللية" التى اتت بهم وما زالت تمسك بزمام الأمور، إضافة إلى أنه لم يعد من الممكن لأى من هؤلاء أن يفرض ارادته على العاملين فى مؤسسته، وبالذات الصحفيون، لأنهم الأقدر على أن يلحقوا بأى متسلط هزيمة نكراء حتى لو وقفت شلته خلفه بـالترهيب والوعيد والتنديد والأبواق الزاعقة ضد من يخالفهم الرؤى والهدف . أما الدلالة الثانية فتتعلق بما آل اليه حال بعض المؤسسات الصحفية القومية من ترد فى كل المناحى ، فليس خافياً على أحد أن سقوط مرشح "الإدارة والتحرير" لم يكن بسبب جهود المعارضة لهما فقط ، وانما لسوء ممارسات من رشحوهم ودفعوا بهم وعدم اهلية "الإدارة والتحرير " فى تولى المسئولية، وسيرهما على نفس نهج الإخوان عندما نجحوا فى السيطرة على عدد من النقابات المهنية ، حيث تبين أنهم لم ينتقدوا ما هو "غير عادل" لأنه "غير عادل" وأنما انتقدوا "الظلم" لأنهم الطرف "المظلوم"، أما عندما اتاحت لهم الظروف أن يكونوا في موقع "الظالم" لم يتورعوا عن القيام بهذا الدور على النحو الأكمل !! بل لم يكتف هؤلاء "الناصريون واليساريون "بتقليد "الإخوان "فى الانتقام من خالفهم معتقداتهم وأفكارهم، بل مشوا على نفس منهج زرع "الشلة "فى كل المواقع ضمانا لبقائهم وسيطرتهم على الأمور فى الوقت الراهن والمستقبل القريب الذى يحمل موعدا لانتخابات"النقيب "الذين يسعون لأن يكون من بينهم ,حتى لوكان على شاكلة "مرسى " رئيس يسود ولكنه لا يحكم إلا بامر المرشد,لذا وجدنا وقوف بعض مسئولى الإدارة والتحرير ضد أحد المرشحين فى مؤسسة كبرى، لإن نجاحه باكتساح- كما حدث- سيكون عاملا فاعلا ومساندا له فى المنافسة على مقعد "النقيب " فى الانتخابات المقبلة. ثالثا "إن فوز مرشحين بعينهم لم يكن حبا أو ثقة فيهم، لأن ليس من بينهم الصديق أبوبكر أو أمين الوحى جبريل، وانما لإن البعض يرى أن الإدارة هى الشيطان الرجيم، وأن التخلص من وسوسته يكون بالتصويت "الانتقامى" ضده.
رابع الدلالات : المواقف المحزنة والمخزىة التى حدثت فى بعض المؤسسات وتعطى مؤشرا خطيرا وجرس إنذار لما سيكون عليه وضع انتخابات مجلس النواب المقبلة ,فمؤسسة عريقة بحجم الأهرام يتم فيها احتجاز اللجنة المشرفة على الانتخابات حتى العاشرة من صباح اليوم الثانى للانتخابات ,وتم استدعاء الشرطة وقد كان موقفا غير مسئول، حتى أن أحد الممثلين للمجلس الأعلى للصحافة فى اللجنة عبر عن غضبه قائلا " كنت فى قمة السعادة عندما علمت بأننى ساشارك فى افشراف على انتخابات الأهرام كمؤسسة عريقة ولكن ما رأيته من سلوكيات بعض الإداريين والمرشحين الإداريين كان أكثر عراقة فى السلبية وعدم المسئولية !!! خامس الدلالات وآخرها: هى خوض العديد من الوجوه المحترمة والمبشرة والجديرة بتمثيل زملائهم فى الجمعية العمومية ومجلس الإدارة ,وانها نافست بشرف وأمانة بعيدا عن التربيطات المشبوهة وكان هدفها خدمة المؤسسة والمساهمة فى الخروج بها من عثراتها المالية والأخلاقية، وهو الأمر الذى يتطلب تعديل اللوائح لمضاعفة عدد "الأعضاء المنتخبين"، وتقليل عدد المعينين الذين يكون ولاؤهم لرئيس مجلس الإدارة الذى أتى بهم وليس للمؤسسة أو زملائهم، إلا من رحم ربى منهم . فى نفس الوقت كانت هناك وجوها غريبة  تعرفنا عليها عبر دعايتهم على "الفيسبوك" أو من خلال جولاتهم ,وشرح برامجهم البلهاء التى تعانى الانفصام عن حال المؤسسات وأحوال العمل، وكان هدفهم من الترشح هو "ذهب المعز فإن لم يوجد فالعيش فى كنف سيفه !! لقد نسى هؤلاء أو تناسوا أن الصحفيين ليس كلهم من عينة شخصياتهم التى تترنح بين شفاه وأقلام لا يهمها سوى حسابات البنوك ورضا الأصابع التي تحركه,أو من عينة العاملين فى إعلام "الكنتونات "التي يمتلكها بعض رجال الأعمال التي تدافع بالحق والباطل عن من يمول ويدفع الرواتب والحوافز والسفريات، أو يمثل بعضها رأس حربة لبارونات الفساد والتجارة غير المشروعة،أو فضائيات الأفاعي التي تتحدث باسم الثورة فى الصباح وضدها فى المساء، وترهب وتكفر من تشاء دون الخوف من قانون أو عقاب ومن يتصور أن كل الصحفيين من هذه العينات فهو واهم !!