الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

القيادة الصينية تحاول لعب دور أكبر في عملية السلام بالشرق الأوسط

الرئيس الصيني هو
الرئيس الصيني هو جينتاو .
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حاولت القيادة الصينية استغلال الزيارة التى يقوم بها الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز للصين حاليا لأرسال رسالة تحفيز إلى الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والتشديد على الموقف الصيني الثابت من القضية الفلسطينية، مع الوضع فى الاعتبار المصالح المشتركة للصين مع كلا الطرفين، وذلك يأتي فى إطار محاولات بكين المستمرة لبذل جهودا ولعب دورا أكبر في عملية السلام بالشرق الأوسط في ظل تعثر المفاوضات الفلسطينية الاسرائيلية.
فمن جانبه حث الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال لقاءه شيمون بيريز إسرائيل على اتخاذ "قرارات شجاعة في وقت مبكر"، داعيا الجانب الإسرائيلي إلى العمل مع الجانب الفلسطيني والمجتمع الدولي لتحقيق تقدم ملموس من خلال محادثات السلام، فيما جاء اجتماع شي وبيريز في ظل تعثر المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني الإسرائيلي على خلفية أزمة بدأت برفض الدولة العبرية الإفراج عن دفعة من الإسرى الفلسطينيين، الأمر الذي يجذب اهتماما وانتباها لدى وسائل الإعلام الإقليمية والدولية.
ويؤكد خبراء سياسيون صينيون أن القيادة الصينية الجديدة تحاول التركيز منذ توليها السلطة فى الصين خلال شهر مارس من العام الماضي على دفع عملية السلام المتوقفة بين الإسرائيليين والفلسطينيين منذ عام 2010 وحظيت جهودها بترحيب واسع على المستويين الإقليمي والدولي، حيث تعتبر الصين القضية الفلسطينية لب وجوهر الصراع في الشرق الأوسط .
وأضاف الخبراء أنه مع التطورات الراهنة في العلاقات الدولية وهيكل النظام الدولي، فإنه يتعين على الصين، باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم وعضوا دائما في مجلس الأمن الدولي، أن تلعب دورا أكبر في قضايا منطقة الشرق الأوسط خاصة عملية السلام.
وأشار الخبراء السياسيون الصينيون إلى أن الصين تربطها علاقات تعاونية مع الفلسطينيين والإسرائيليين منذ تاريخ طويل، ولكن حل عملية السلام في الشرق الأوسط ليس بالأمر الهين، كما ظلت الصين تدعم مسعى الجانب الفلسطيني في استرداد حقوقه الوطنية المشروعة، كما دعت الجانب الإسرائيلي إلى أخذ زمام المبادرة بنية خالصة لوقف بناء المستوطنات اليهودية وتحسين الوضع الإنساني في غزة وغيرها من القضايا لدفع عملية السلام.
وأعربوا عن اعتقادهم أن هناك سوء فهم يتصل بموقف الصين من القضايا في الشرق الأوسط منذ فترة طويلة من قبيل أن منطقة الشرق الأوسط بعيدة عن الصين، وليست متصلة بشكل مباشر بالمصالح الصينية، ومن مصلحة بكين أن تبقي على مسافة مناسبة من ذلك، لكن سوء الفهم هذا بدأ يتلاشى سريعا مع تسارع التنمية الصينية في السنوات الأخيرة.
وقال الخبراء أن المكانة الكبيرة التي تتميز بها الصين في العالم تمكنها من لعب دور هام وفاعل لحل الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي، وقد أصبحت للصين مصلحة مهمة في منطقة الشرق الأوسط وبات لها نفوذ متكامل وكبير فيها بعد سنوات من التراكم، حيث شكلت واردات النفط الخام الصينية من الشرق الأوسط ما يقرب من 60 في المائة من إجمالي واردات النفط الصيني، وسوف تستمر هذه النسبة في النمو، وتشهد التجارة والاستثمار والعمالة والتمويل والبنية التحتية والتعاون البحري بين الصين والدول في الشرق الأوسط نموا سريعا.
وأستطردوا بالقول أنه من ثم يمكن القول أن الوضع في الشرق الأوسط يؤثر على التنمية الوطنية الصينية إلى حد كبير، وإن انخراطا صينيا متعدد الأوجه في قضايا الشرق الأوسط وتعزيز الصين عملية السلام في المنطقة بشكل أكثر إيجابية واستباقية هو خيار استراتيجي للصين لا مفر منه، ويجب على العالم أن يتكيف مع دور صيني أكبر ومتزايد في هذه المنطقة.
وأضافوا انه على الرغم من أن القضية الفلسطينية هي قضية جوهرية في المنطقة، لكنها ليست الوحيدة. فيجب ألا تقتصر الرؤية الصينية على القضية الفلسطينية فقط، إذ توجد قضايا أخرى على نفس القدر من الأهمية ومترابطة معها مثل القضية النووية الإيرانية والأزمة السورية وغيرهما من القضايا الساخنة في المنطقة .
وأوضح الخبراء أنه في نفس الوقت، يتعين على الصين أن تراقب باهتمام وعن كثب التطورات والتغيرات في عمليات التحول الديمقراطي في مصر وليبيا واليمن والبلدان الأخرى. وقد احتلت هذه القضايا المهمة مكانة هامة في قائمة الموضوعات التي تم تبادل وجهات النظر بشأنها بين الجانبين الإسرائيلي والصيني خلال زيارة بيريز لبكين.
من جانبه حث شيمون بيريز الصين على استخدام نفوذها السياسي على إيران وإرسال إشارة واضحة إلى طهران لوقف استمرار تطوير الأسلحة النووية. وفي هذا الصدد يوجد للصين "خط أحمر" بشأن القضية النووية الإيرانية، وطالما كان وما زال الالتزام بالحوار والمفاوضات دائما هو المبتغى الأساسي من المشاركة الصينية في القضية النووية الإيرانية.
ومن وجهة النظر الصينية قال الخبراء الصينيون أن الصين باعتبارها طرفا هاما في محادثات مجموعة "5+1" بذلت جهودا حثيثة للحفاظ على فعالية النظام الدولي لعدم الانتشار النووي والحفاظ على السلم والاستقرار في الشرق الأوسط، وللصين مخاوفها إزاء هذه القضية الحساسة التي تثير قلقا كبيرا للجانب الإسرائيلي، حيث لا يمكن تجنب العوامل الأمريكية بينما يتوسع الدور الصيني في الشرق الأوسط ، فللمصالح الأمريكية وجود عميق الجذور في هذه المنطقة.
واضافوا أنه على الرغم من ان اعتماد الولايات المتحدة على نفط الشرق الأوسط أصبح تراجعا كبيرا، من المستحيل أن "تترك الولايات المتحدة المنطقة" كما توقع سابقا بعض العلماء، كما أن الاعتقاد بأن الصين ستعمل على تبادل المصالح مع الولايات المتحدة أو تحل محلها كأكبر "قوى خارجية" في هذه المنطقة هو ضرب من الخيال، الا أن نقطة الانطلاق الاستراتيجية للصين والولايات المتحدة إزاء قضايا الشرق الأوسط مختلفة ولكن هناك الكثير من المصالح المشتركة بينهما.
يذكر أن الصين والولايات المتحدة كانا قد بدأ في أغسطس 2012 انشاء آلية للتشاور حول قضايا المنطقة، وسيواصل الجانبان العمل على تعميق الاتصال والتنسيق مما يساعد على تحسين الثقة والتوقعات للجانبين الفلسطيني والإسرائيلي والدول الأخرى في هذه المنطقة لإيجاد التسوية المناسبة لمشاكلها.