الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

ارتفاع الهجمات على العاملين فى الصحة والمستشفيات بنسبة 25% فى مناطق الصراع

جانب من الاعتداء
جانب من الاعتداء على العاملين بالصحة في غزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كشف تقرير جديد أن الهجمات على العاملين فى مجال الصحة والمستشفيات والعيادات فى مناطق النزاع قفزت بنسبة ٢٥٪ العام الماضى إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق.

وسلطت صحيفة "الجارديان" البريطانية الضوء على تقرير جديد صادر عن "تحالف حماية الصحة فى النزاعات" كشف عن تصاعد العنف ضد الطواقم الطبية خلال العام الماضي، حيث سُجِّلت أكثر من ٢٥٠٠ حادثة تتضمن قتل واختطاف العاملين فى المجال الطبي، واستهداف وتدمير المستشفيات فى مناطق مختلفة حول العالم، بما فيها غزة والسودان وأوكرانيا وميانمار.

وأشار التقرير إلى أن استمرار هذه الصراعات أدت إلى تصاعد الهجمات على المرافق الصحية بوتيرة متزايدة.

وأكد التحالف على ضرورة حماية المدنيين والعاملين فى القطاع الطبي، وضمان وصول الرعاية الصحية إلى المحتاجين دون تعرضها للتجاوزات والانتهاكات، فى ظل التحديات الجسيمة التى يواجهها العالم نتيجة الصراعات والحروب المستمرة.

كما سلط التقرير الضوء على الهجمات التى طالت مستشفيات الأطفال ومواقع حملات التحصين، مما يجعل السكان عُرضة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية.

وحذر التقرير أيضًا من استخدام الطائرات بدون طيار المسلحة بأسلحة متفجرة لاستهداف المرافق الصحية، وهو أمر ينطوى على تصعيد خطير يهدد الحياة البشرية ويعرّض الرعاية الصحية وسلامة المرضى للخطر.

وطالب التحالف بإجراء محاكمات وطنية ودولية لمحاسبة مرتكبى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التى تتضمن هجمات على المرافق الصحية، والعاملين فى مجال الصحة، بالإضافة إلى الجرحى والمرضى. يأتى هذا فى ظل تزايد الانتهاكات المرتبطة بالقطاع الصحى وتدهور الأوضاع الإنسانية فى العديد من مناطق الصراع حول العالم".

ويتكون التحالف من أكثر من ٤٠ منظمة غير حكومية، وقد أصدر تقارير سنوية على مدى السنوات الـ ١١ الماضية. وحددت ٢٥٦٢ حادثة عنف أو عرقلة للرعاية الصحية فى النزاعات فى عام ٢٠٢٣.

وشملت هذه ٦٨٥ حالة تم فيها اعتقال أو اختطاف العاملين الصحيين - بما فى ذلك الأطباء والممرضات وسائقى سيارات الإسعاف، و٤٨٧ حالة قُتلوا فيها، وهو ما يقرب من ضعف العدد فى عام ٢٠٢٢.

وفى حالات أخرى، تضررت المرافق الصحية أو دمرت على يد القوات الحكومية والجماعات المسلحة غير الحكومية. وخلص التقرير إلى أن تلك المنشآت "تم احتلالها بشكل متزايد أو أعيد استخدامها لأغراض عسكرية"، فى انتهاك للقانون الإنساني.

وقال الباحثون إنه ينبغى اعتبار هذه الأرقام أقل من الواقع، لأنه من الصعب الحصول على معلومات من مناطق النزاع.

وحددوا ١١ دولة ومنطقة تأثرت فيها الخدمات الصحية للأطفال، بما فى ذلك قصف أو احتلال مستشفى النصر للأطفال فى مدينة غزة، ومركز جوانا أمل للأطفال المصابين بالسرطان فى الخرطوم، ومستشفى خيرسون الإقليمى للأطفال السريرى فى أوكرانيا.

وحذر التقرير من أن الصراعات الطويلة الأمد لها "آثار تراكمية ودائمة"، مما يترك نظامًا صحيًا فاعلًا قليلًا أو معدومًا حتى بعد انتهاء أعمال العنف.

قال ليونارد روبنشتاين، رئيس التحالف وأستاذ فى كلية جونز هوبكنز للصحة العامة، إن مستوى العنف الذى تعرض له العاملون فى مجال الرعاية الصحية والمرافق قد وصل إلى مستويات مروعة. وأضاف أن التقرير يوثق حالات استهداف متعمد للعمال، بالإضافة إلى أمثلة توضح تهور المقاتلين أو غياب اهتمامهم بالآثار البشرية لأفعالهم.

وأضاف أن الإفلات المستمر من العقاب لهذه الجرائم يعكس فشل الحكومات فى تطبيق قوانين حماية الرعاية الصحية، وهو ما يوحى بأنه لم يعد لها أى تأثير على المقاتلين".

وأكد على أن السمة الوحيدة المستمرة فى هذه الهجمات هى الإفلات من العقاب، حتى بعد التزامات دولية متكررة، مما يعكس الفشل فى محاسبة المسئولين وإصلاح الممارسات العسكرية.
وأضاف روبنشتاين: “إن التأثير على حصول السكان على الرعاية الصحية هائل فى أعقاب هذه الهجمات – ويستمر حتى مع تراجع الصراعات، وهو ما نراه فى تيغراي، إثيوبيا، فى اليمن – بسبب الدمار، أو الأضرار الشديدة. الأضرار التى لحقت بالنظام الصحي، ورحيل الكثير من العاملين فى مجال الصحة”.

وأشار إلى أن تصريحات الدكتور تيدروس أدهانوم جيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، ومسئولين آخرين يدينون العنف تجاه الرعاية الصحية يمكن أن تكون "أساسًا لقيادة عالمية أكثر تضافرًا".

وأكد روبنشتاين إن ذلك يجب أن يشمل الملاحقات القضائية لتوفير العدالة ويكون بمثابة رادع.

كما رحب بإعلان المدعى العام للمحكمة الجنائية الدولية، يوم الإثنين الماضي، أنه يسعى للحصول على أوامر اعتقال بحق حماس ومسئولين إسرائيليين بتهمة ارتكاب جرائم حرب.

وقال روبنشتاين: "نحن بحاجة إلى المساءلة عن العديد من الجرائم فى تلك الحرب، ولكن من المهم أيضًا توجيه الاتهام إلى الجرائم التى تتعلق على وجه التحديد بتوفير الرعاية الصحية أو إساءة استخدام المرافق الصحية". "وأعتقد أننا لم نر ذلك بعد".

وفى تصريح مؤثر، أكد روبنشتاين على أهمية المساءلة فى مواجهة الجرائم التى ارتُكبت خلال تلك الحروب، ولكنه شدد أيضًا على أهمية توجيه الاتهامات للجرائم التى تتعلق بتقديم الرعاية الصحية أو إساءة استخدام المرافق الصحية. وأضاف: "أعتقد أننا لم نصل بعد إلى هذا الأمر، وهو ما يجب أن نعمل عليه بتوحيد الجهود وتعزيز التحقيقات".