الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

بكار: بذاءات باسم يوسف السبب الحقيقي لما وصلت إليه أخلاق الشعب المصري

نادر بكار
نادر بكار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
قال نادر بكار مساعد رئيس حزب النور السلفى، إن البذاءة التي امتلأ بها فضاء "تويتر" و"فيسبوك" وتناولها مستخدمون من الجنسين دون حياء أو خجل ليست وليدة اليوم ولا هي فقط مجرد ردة فعل غاضبة تنتقد ترشح شخص بعينه، بل هي استعداد وجهازية عند الكثيرين انتظرت اللحظة المواتية لتتحول إلى أفعال وأقوال.
وتابع في مقال له في جريدة مستقلة "وبالتالي لم يكن الهاشتاج (الوسم) الأخير هو وحده الكاشف لأبعاد أزمة أخلاقية يعانيها الشعب المصري، لا سيما جيل الشباب منه، وإنما سبقته إشارات كثيرة ظلت تدق ناقوس الخطر على مدى ثلاث سنوات من اندلاع الثورة حتى حطمت الناقوس دون مجيب أو متفاعل".
وتابع بكار: سبقها فُحش الكلام، والأفعال أيضا، لكني أركز على الملفوظ فقط الذي نضحت به المسلسلات التليفزيونية وامتلأت به الأفلام السينمائية؛ وحجة محاكاة الواقع جاهزة دائما يتبجح بها أصحابها إن حدثتهم عن القيم الأخلاقية وضرورة الحفاظ على ثوابت المجتمع.
وأشار بكار: وسبقتها بذاءات باسم يوسف في (البرنامج) التي ظلت تتصاعد تدريجيا كلما شجعتها الضحكات الهيستيرية العابثة؛ حتى وصلت إلى حد غير مسبوق من الإيحاءات الجنسية الفجة؛ والتعريض الجنسى بالخصوم؛ ولما احتج البعض كانت حجة باسم الداحضة: قبلتم بها عاما كاملا لأنها نالت من مرسي والإسلاميين فهل انتبهتم الآن فقط إلى فُحشها؟ وإعلاميون آخرون بخلاف باسم تلفظوا بما يخدش حياء الإنسان السوي على شاشات برامجهم دون تحفظ، ودون اعتبار لمعنى التشجيع على البذاءة واستسهال انتشارها وجريانها على ألسنة الناس بلا نكير.
وأكد بكار أن الأسوأ بالنسبة إليه، وهو الذي دفعه للكتابة في هذا الصدد بإيجاز، هو إضفاء شرعية على البذاءة وسوء الخلق والإصرار على الاستدلال عليها بالآية والحديث، فإذا كان بعض الممثلين ومقدمي البرامج يتداولون ألفاظ الصعاليك والسفلة ويتناقلونها باستهتار، فلن يجرؤ واحد منهم على الدفاع عن فعلته تلك بالآيات القرآنية أو الأحاديث النبوية كما يفعل أصحاب (الهاشتاج)، بل غاية ما هنالك أن سُيقال عنه سيئ الخلق فاحش اللسان كما الآخرين.
وتابع: "(لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ وَكَانَ اللَّهُ سَمِيعا عَلِيما) لا تعني أبدا تدني الخلق واستسهال البذاءة ولو من مظلوم، فالحديث واضح صريح (يا عائشة إن الله لا يحب الفاحش المتفحش)، وأيضا (وإن الله ليبغض الفاحش البذىء)، وغيرها كثير، وأما ما تتناقلونه عن أبى بكر رضي الله عنه، فإني والله ليدمى قلبي أن لا تعرف الأجيال الجديدة بفضل بذاءتكم عن أبي بكر الرقيق الأسيف الصادق العفيف سوى جملة انتزعها المفتونون ضيقو العقول متحجرو الأفهام من سياقها، تُشعر من لا علم عنده أن أبا بكر كان ينطق بالفاحش من القول في حضرة رسول الله، صلى الله عليه وسلم، دون نكير.
وأنهي بكار مقالته: جملة وحيدة في طول سيرة أبي بكر العامرة بالإحسان يرد بها على تهكم واستهزاء كافر محارب عدو، صارت أصلا عند مدّعي العلم يريد أن يؤصل بها لنشر السباب واستسهال البذاءة بل وتشجيع من لا يزال مترددا بشأنها، فها قد سبقك على الدرب أبو بكر.. يزعم الكاذب، البذاءة لا تتجزأ، ولا يمكن لعاقل مستقيم الفطرة أن يبررها مهما كانت الظروف، وإذا اخترتم مسلك الفُحش انتصارا لحق وغضبة لظلم فليكن.. هذا شأنكم ليس لكم علينا إلا النُصح والبيان، لكن ابتعدوا عن أسلمة البذاءة فلن تكون أبدا.