رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حمدين ومرقص

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

انتهى أمس مولد مولانا حمدين وسيدنا مرقص، على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، 18 و19 رجب 1434هـ، بساحة مركز إعداد القادة، حضر المولد وتابعه على الهواء عبر الساحات الآلاف من المظلومين وأصحاب المظالم من قبط مصر.. بعد أن شح النيل، وانقطع النور، وبحث الخلق عن الجاز (أو السولار) فلم يجدوه، وعم الظلم، وانتشر الجعيدية والهوام والعوام يسرقون، وغاب الأمان، وانطلق مماليك الإخوان، وأمراء الإرشاد، يبشرون بالنهضة، ويدعون العامة والخاصة إلى الدعاء للمرشد القابع بقلعة المقطم.. لكنَّ الباحثين عن الحقيقة من أهل العلم والإيمان عقدوا الحضرة العلمية البهية.. في كنف العارفيْن بالله والوطن: مولانا حمدين بن صباحي وسيدنا سمير بن مرقص.
كانت الحضرة العلمية البهية منظورة لهموم القبط، بعد أن حرمهم الوالي من الوظائف، وهدم الجعيدية البِيَع والكنائس، وخطف العوام بناتهم، وطالب بعض الأنطاع بإعادتهم للجزية، وبدأ الكثيرون منهم في الفرار من الظلم. وارتفعت أصواتهم إلى صاحب المقام في التيار الشعبي، فذهب بنفسه إلى عظيم القبط، سمير بن مرقص، واجتمع حولهم المريدون والعلماء، على مقربة من النهر، وبعد أن ابتهلوا إلى الله بإزالة الغمة عن النهر والقبط، بادر الباحثون والعلماء بتشخيص الداء ووصف الدواء.
في نهاية الحضرة والمولد جاء إليها فضيلة الشيخ محمود عاشور، وكيل مشيخة الأزهر، وسيدنا الأنبا موسى عن بطريرك القبط، وأهل الشهداء، ومحمد بن طلبة عن سلفيي كوستا، ونساء الأعيان اللاتي خدمن المحروسة، عزيزة هانم حسين وماري هانم أسعد، وتم التكريم، وأعلن بيان العلماء عن مظالم القبط والنهر.. ومن مفارقات القدر أن تقترن مظالم النهر بمظالم القبط، وتكرم أسماء شيخ المحروسة الشهيد عماد عفت، وشهيد ماسبيرو مينا دنيال، وثوار المحروسة، محمد بن سامي، وسالي بنت توما.
على مدى يومي الثلاثاء والأربعاء، 28 و29 مايو 2013، خمس عشرة جلسة، خمسة عشر همًّا من هموم الأقباط، اتسع لها صدر التيار الشعبي بعد أن ضاق بها صدر الوطن أربعين عامًا.. في الافتتاح كبير الساسة ومعلم الأجيال عبد الغفار شكر يقدم كبير العلماء سمير أمين، يؤكد على أنه لا حلول في ظل التبعية وأنياب العولمة تنهش في الجميع..
بعدها (56) مفكرًا وباحثًا تداولوا، في (20) جلسة، شهادتين شبابيتين، وترأسها سمير مرقص: إبراهيم الهضيبي، وجورج فهمي.. السياسة والاقتصاد وعلاقات القوة ودورها في إعاقة التعددية، ورأسها محمد الخولي، تحدثت فيها نادية رمسيس. وانتقل سيف عبد الفتاح إلى الاندماج في إطار الجماعة الوطنية، ومي مجيب توقفت أمام جدل الاندماج والتهميش ما بين الأسباب والحلول.
وعن الذاكرة الوطنية كضرورة للاندماج رأس الجلسة المؤرخ عاصم الدسوقي، وطاف بنا المؤرخ محمد عفيفي.. وعاش بنا لحظات التدين الشعبي المصري ودعمه للاندماج أحمد الجمال، وعن إدارة التعددية في مجتمعات ذات أغلبية دينية حدثنا عمرو الشوبكي، وأشار سامح فوزي إلى دور الدولة والمجتمع وسياسات إدارة التعددية.
أما نيفين مسعد فتطرقت إلى إدارة التعددية ما بين الإنكار والتوافق والديمقراطية، وكان رئيس الجلسة جورج إسحق. لننتقل إلى التدخلات التنموية في جلسة ترأستها د. ماجدة غنيم. نبيل صموائيل ينبه إلى التدخلات التنموية التي تدعم التمييز. فيفيان فؤاد تحذرنا من أن الأسرة هي التي تجعل الخطاب الديني محافظًا وليس العكس، وتدعونا لمكافحة التمييز من أسفل لأعلى، يكمل رؤية فيفيان هشام جعفر مقدمًا خبرة الحاضنة الاجتماعية للأسرة.. ويطالب أحمد راغب بإعادة بناء الدولة الثورية..
في جلسة الرؤية الدينية طاف بنا الفقهاء واللاهوتيون في أروقة الأزهر والكنيسة وصولاً للوطن: محمود عزب، آمنة نصير، القس بيشوي حلمي، سعد الدين الهلالي، كمال زاخر، ليندمج شيوخ الثورة وشبابها في جلسة ترأسها إيهاب الخولي، ضمت أحمد بهاء، الذي قدم إنذارًا مبكرًا عن العنف المسلح للإسلاميين، فريد زهران حذر من أن ظاهرة التطييف تنسب للطائفية، أمين إسكندر متسائلاً: كيف نبني الاندماج في ظل التبعية للغرب الأمريكي؟
ويتابع الشباب خالد تليمة يقدم خبرة شخصية في أحداث نجع حمادي وضرورة النزول للأقاليم، وتكمل ريهام رمزي مؤكدة على أن الصعيد لم يلحق بالثورة لأن مظالمه ليست على أجندة الثوار، وقدمت خبرة حول كيف تستولي على أراضي الأقباط عن طريق بناء مصلى، وأشار بيشوي تمري إلى أن الأقباط مضطرون للدفاع عن مطالبهم؛ لأن الحركة الوطنية لم تكن تدافع عن مطالبهم، وضرب مثالاً بما حدث في أطفيح حينما أوفد البعض الشيخ حسان للحل، وطالب شكري أسمر بضرورة التصالح والتسامح مع الجميع كطريق للاندماج، ورأى ناصر عبد الحميد أن الطريق للاندماج لن يمر إلا من بوابة الديمقراطية، وتوزع المؤتمر إلى جلسات نوعية:
-مجال الثقافة: وضم محمد العدل، خالد يوسف، داود عبد السيد، د. محد فهمي، ونخبة من الفنانين.
-التشريع ومكافحة التمييز: وشارك مجدي عبد الحميد، ناصر أمين، هاني دانيال، سمير تناغو، فؤاد عبد المنعم رياض، منصف سليمان، نور فرحات.
-التعليم: إلهام عبد الحميد، كمال مغيث، كمال نجيب، وآخرون.
-الإعلام: سعد هجرس، محمد شومان، حسين عبد الغني، رامي عطا.
وبعد أن انتهت هذه اللجان النوعية من توصياتها، تم عرضها في جلسة ترأسها د. كمال الهلباوي.
وكانت الجلسة قبل الأخيرة بعنوان: مبادرات وآليات، ورأستها د. أنيسة حسونة، وقدم حنا جريس وشادي الغزالي وأمير رمزي خبراتهم الميدانية في آلية الإنذار المبكر، وقدم محمد العجاتي مقترحًا لتأسيس آلية وطنية مدنية شعبية لمواجهة التوترات الدينية.
وانتهى المؤتمر العلمي بحفل تكريم قرأ فية سمير مرقص البيان الختامي، الذي أكد، لأول مرة في تاريخ المسألة القبطية، أنه ليس للتوجه للحاكم، بل للمجتمع المدني والحركة الوطنية للنضال من أجل تحقيقها، وإنشاء جهاز إنذار مدني للتصدي للتوترات قبل حدوثها، والعمل من أجل تأسيس آلية مدنية لإنجاز الاندماج وإدارة التعددية.