الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ما أنجزه الإنجليز في ٥ قرون أنجزناه نتيجة ثورة ١٩ في ٥ سنوات

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

بداية، قد لايدرك البعض فضل الأجداد علي حركتنا الوطنية المصرية حيث أعادت ثورة الشعب  عام ١٩ معنى "الامو المصرية  لأول مرة بعد طول غياب دام لقرون طوال نسي خلالها المصريون مصريتهم ووطنيتهم وقوميتهم.

كما أنها حققت  الحلم الوطني الكبير والتاريخي في التحول من "الملكيه المطلقه" الي "الملكيه  الدستوريه".. من الملك الذي يملك كل السلطات  التنفيذيه والتشريعيه والقضائيه الي الملك الذي لايملك اي سلطه (الملك الرمز)  (الملك الذي لايحكم ) وهو الحلم الذي كان قد تحول الي كابوس عام١٨٨٢ بالاحتلال البريطاني لمصر.

ذلك التحول الضخم الذي  تطلب تحقيقه سبعه قرون كامله في بريطانيا العظمي علي مرحلتين.. خمسه قرون بين الملك والنبلاء، ثم بين انصار البرلمان وانصار الملك، ثم قرنين تاليين بين غرفتي البرلمان العموم واللوردات  ١٩١١/١٢١٥.

  كما أن ثورة ١٩ الغت الاحكام العرفيه واسقطت  "الحمايه البريطانيه"  التي كان قد اقرها العالم في مؤتمر الصلح  لبريطانيا علي مصر  في العام ١٩١٤ حيث ارغمت  الثورة بريطانيا علي الاعتراف بمصر دوله مستقله بتحفظات اربعه في العام ٢٢ .

كان  اعيان المصريون قد نجحوا  في ١٧ مايو من العام ١٨٠٥ في فرض اللواء  محمد علي حاكمًا علي مصر وفق عقد مكتوب لاول مره تاريخيا بدار المحكمه شريطه الا يبرم امرا الا بعد مشورتهم وهو مالم يلتزم به الباشا وقتها ثم جاء حفيده الخديوي اسماعيل وقبل بإشراك اعيان المصريين معه في السلطه نتيجه غرقه في الديون فتأسس لاول مرة برلمان في العام ١٨٦٦.   

ولندخل الي الموضوع

 وبدايه نقول انه ورغم فشلها الزريع وتسببها في احتلال مصر ٥٤ عامًا كامله من ١٨٨٢ وحتي ١٩٣٦ من قبل بريطانيا وتسريح ماتبقي من الجيش المصري، ابان حكم توفيق اعادت هوجه الزعيم الوطني احمد عرابي وثوره العرابيين ومظاهره عابدين (الثانيه)  في ٩ سبتمبر ١٨٨١  الوطنيه المصريه  والاحساس بالمصريه بعد غياب دام قرون ورفعت شعار مصر للمصريين لاول مره بعد طول غياب واحتلالات طويله وتبعيه دامت لقرون 

استمرت الاحتلالات علي مدار ٢٧٧٦ عاما كامله من اجمالي ٥٢١٧ عاما ً حتي الان

   حيث احتلت ٨ احتلالات قبل الميلاد  مدتها الاجماليه تتجاوز ٩ قرون  و١٨ احتلال وتبعيه بعد الميلاد تتجاوز مدتهم ١٨ قرنا من الزمان

جاء ٢١ احتلال من البوابه الشرقيه التي عانينا طوال التاريخ من ضعفها وفراغها من السكان، وثلاث احتلالات من الشمال عبر البحر الابيض (فاطميين / فرنساويين / انجليز) واحتلال واحد من الشرق كان حكامنا هم السبب فيه عندما استقدموا فرسانا مرتزقه  من ليبيا، وواحد من الجنوب (اثيوبي) !! 

حيث احتلنا في بدايه الامر من الشرق، الشوام (قبائل رعوية من سوريا وفلسطين)  او من اطلقنا عليهم الهكسوس بسبب كثرة عددهم ١٥٠ عامًا ١٧١٠ق.م / ١٥٦٠ ق.م، ودخلوا من البوابه الشرقيه طبعًا 

ثم حكمنا حكامًا ليبيين مده ٢٢٠ عامًا  من ٩٥٠ ق.م وحتي ٧٣٠ ق.م (الاسره ٢٢)

واحتلنا   الاثيوبيون( بعنخي/ شباتاكا/ طهرق / تاأن واتي ) ٥٢ عامًا كامله من ٧١٥ق.م وحتي ٦٧٠ ق.م 

  ثم انتزع الاشوريين مصر من الاثيوبيين  واحتلوها سبع سنوات حيث تمكن "آشور بانيبال"  من الوصول الي طيبه من ٦٧٠ ق.م وحتي ٦٦٣ ق.م 

‏ ثم احتلنا الفرس ٣ مرات مده ١٤٠ عامًا متفرقه مرتان قبل الميلاد ومره بعد الميلاد،  المره الاولي (١٢١ عامًا) حيث غزا قمبيز الفارسي مصر وانتزع حكمها وهزم بسماتيك الثالث اخر ملوك الاسره ٢٦ في العام ٥٢٥ ق.م ومكث حتي ٤٠٤ ق.م واصبح وادي النيل جزءا من الامبراطوريه الفارسيه

ثم عادوا مره اخري مده ٩ سنوات من ٣٤١ق.م وحتي ٣٣٢ق.م 

 

وكونوا الاسره ٣١ لينتهي عصر الاسرات الفرعوني والذي امتد لعدد (٣١ اسره) (٢٨٦٨ عاما) بدايه من ٣٢٠٠ قبل الميلاد وحتي ٣٣٢ ق.م 

ويستولي الاسكندر الاكبر علي مصر من الفرس وندخل الي احتلال يوناني مده ٣٠٣ عاما  من ٣٣٢ق.م وحتي ٣٠ ق.م 

ثم ينتزع الرومان مصر من اليونان مده ٦٦١ عاما كامله علي (مرتين)  بينهما ١٠ سنوات احتلال فارسي للمره الثالثه والاخيره 

المره الرومانيه الاولي ٦٤٨ عاما من ٣٠ق.م وحتي ٦١٨ م ثم احتلال فارسي١٠ سنوات  حتي ٦٢٧م ثم احتلال روماني مره اخري امتد ١٣ عاما حتي ٦٤٠ م 

ثم ندخل الي فتره التبعيه العربيه  من ٦٤١ ميلاديه الي ١٢٥٠م   اي ٦٠٩عاما ً، يتخللها ٣٧عاما حكم اسيوي تركي طولوني و٣٤ عاما حكم اسيوي اخشيدي،تبدأ بخلافه راشده ١٩ عامًا، تلتها خلافه امويه ٩١ عاما خلافه عباسيه١٤٨ سنه، وخلافه عثمانليه ٢٤٦ سنه، ومابينهما من حكم مملوكي دام ٢٦٧ عاما،  بالاضافه الي اختطاف مصر من الخلافه الاولي العباسيه علي اربعه مرات، ( طولونيه ٣٨ سنه ٥ حكام، واخشيديه ٣٤ سنه خمس حكام ايضا، وفاطميه ٢٠٢ سنه ١١ خليفه، وايوبيه  ٨٠ سنه ٨ سلاطين) 

واختطاف مصر من الخلافه الثانيه العثمانليه مره واحده علي يد علي بك الكبير ومملوكه محمد بك ابو الدهب ومماليكه مراد بك وابراهيم بك ومماليك مراد بك البرديسي والالفي حتي فرض المصريون محمد علي باشا حاكما علي مصر في مايو ١٨٠٥ حيث تسبب ذلك الاحساس الوطني (المصري) العائد والعارم والذي ظل ينمو ويتبلور حتي العام ١٩٠٧ ثم اخذ يتوهج حتي العام ١٩١٤ والغاء التبعيه العثمانيه لمصر في حدوث ونجاح تلك الثورة العظيمه في العام ١٩١٩   

ومن اهم مايميز ثوره المصريين الام في العام ١٩  لمن لا يعرف ولمن لم يدرك انها اول ثوره (قوميه مصريه) في تاريخ مصر منذ نهايه العصر الفرعوني واول ثوره لاسباب وطنيه خالصه تخص السيادة الوطنيه واستقلال الوطن وترفض التبعيه لاي محتل حتي ولو كان مسلمًا   

وهي بدايه صعود وظهور التيار القومي   (الامه المصريه)  كأمه موحده تسعي للاستقلال والغاء التبعيه عن اي دوله اجنبيه غريبه عنها تحكمها وتلغي سيادتها   حيث يعد ذلك من اهم مكاسبها وهو عودة وظهور وتبلور معني (الامه ) بعد طول غياب

  ثم مكسبها الضخم الاخر  والخطير والهام وهو تحويل مصر من ملكيه مطلقه (نعيش فيها عبيد احسانات مولانا الملك ) ورعايا سلطان المسلمين وخليفه المسلمين العثمانلي نصره الله وايده وامد في عمره، الي ملكيه دستوريه تتأسس علي الارادة الشعبيه وتقوم علي ان الامه مصدر السلطات لاول مره تاريخيًا واصدار دستور ٢٣ العظيم وتشكيل اول وزاره شعبيه عام ١٩٢٤ واول برلمان شعبي تكون الحكومه مسؤوله  امامه تأسيسًا علي نصوص الدستور الوليد وانتهاء دور الملك في حكم البلاد وجمعه في يده بين كل السلطات وتهميشه تمامًا  وهو ماكانت تأمله الحركه الوطنيه المصريه وتسعي اليه منذ العام ١٨٨٢ وهي النقله التي تعطلت وتأجلت ٤٠ عاما كامله بسبب احتلال بريطانيا لمصر  وهي النقله الطبيعيه لاي نظام ملكي مطلق طبعًا 

  وهي النقله التي استغرقت ٥ قرون كامله في انجلترا منذ ان بدأ  الصراع في العام ١٠٦٦م  وبدايه حكم الفرنسيين (النورماندي) ونهايه حكم الملوك الانجلوساكسون الالمان بين الملك الذي يملك كل السلطات والملاك الاقطاعين الذين يملكون الاقطاعيات ومن عليها من حيوانات وبشر وشجر

حيث بدأت المرحله الاولي من الصراع والتطور الدستوري والديمقراطي الانجليزي بصراع حصري بين الملك الذي يملك كل السلطات والصلاحيات( تنفيذيه / تشريعيه / قضائيه )  والمجلس الاستشاري الاعلي الذي يعج بكبار الاساقفه والدوقات حول الضرائب التي يفرضها عليهم من ناحيه ورجال الدين الذي يحاول السيطره عليهم من ناحيه اخري فهم خارج السيطره للمحاكم المدنيه كما ان الكنيسه الانجليزيه تابعه لكنيسه روما وللبابا في روما وليس تابعين له 

وهو الصراع الذي بدأ بتوقيع الملك هنري الاول ميثاق الاحرار في العام ١١٠٠م، ثم تلاه توقيع  الملك جون اول دستور واقدم دستور في التاريخ (الميثاق الاعظم ) او (الماجنا كارتا)  في العام ١٢١٥م، 

ثم تاليًا تحول المجلس الاستشاري الاعلي الي ( برلمان ) (لاول مره في التاريخ في العام ١٢٥٨ م) 

ليبدأ صراع  اخر بين انصار الملك وانصار البرلمان حيث امنت الماجنا كارتا حقوق الاغنياء  في العام ١٢١٥م واشركتهم في السلطه لاول مره حتي  اضطر الملك تشارلز الاول الي اصدار وثيقه ملتمس الحقوق عام ١٦٢٨ والتي ألغت السخره والسجن التعسفي والاحكام العرفيه ايضا، وظلت الملوك تراوغ مما اضطرهم الي الانخراط مع الملوك في صراعات مستمره ادت الي الانخراط في حرب اهليه ٧ سنوات اعتبارا من ١٦٤٢ انتهت بإعدام ملك ( تشارلز الاول ) تلاه هروب ملك (تشارلز الثاني) تلاه نفي ملك ثالث (جيمس الثاني ) 

ثم جاءت الثوره الانجليزيه في العام  ١٦٨٨ م فأفقدت  الملك سلطتين من ثلاثه دفعه واحده، (السلطه التشريعيه والقضائيه) حيث صدر ميثاق الحقوق العظيم ووقعه الملك وليام الثالث حيث تلي ذلك فقد الملك السلطه التنفيذيه فيما بعد في العام ١٧٠٧

وحتي بعد خروج  الملك من الصراع وتهميشه ونزع سلطاته دخلت بريطانيا في  الصراع محموم  من نوع جديد بين غرفتي البرلمان اللوردات والعموم الملاك الاقطاعيين والمملوكين من عموم الشعب لمده قرنين وهو الصراع الذي انتهي تاريخيًا لصالح العموم (المنتخبين شعبيا)في العام ١٩١١ م.لنكون امام صراع طويل من اجل ان تكون السلطه للشعب وهو  الامر الذي تطلب في ارض انجلز (خمسه قرون كامله ) مع الملوك هناك اعتبارا من ١٢١٥ م / وحتي ١٧٠٧ 

ثم تطلب مدة قرنين صراعًا تاليًا بين اللوردات الاقطاعيين الملاك  نواب الشعب في مجلس العموم حتي ١٩١١ وحتي حرم مجلس اللوردات تمامًا من الاعتراض علي اية قوانين تخص الضرائب او ايه قوانين ماليه تخص عامه الشعب

  وبينما تركت السلطه القضائيه للوردات وسلطه روحيه دينيه شرفيه للملك او الملكه

 

احتفظ مجلس العموم ممثل الشعب الحصري علي السلطتين التشريعيه والتنفيذيه فهو الذي يسن  القوانين وهو الذي  تتشكل من داخله الحكومه ايضًا لكن يجب ان ننتبه الي  ان "وثيقه  الاحرار"   ومن بعدها وثيقه الماجنا كارتا اعطت الحقوق فقط وحصرًا للاغنياء  دون عامه الشعب كي لانعطيهم اكبر من حجمهم تاريخيا  !! 

حيث يعتبر مرسوم الحقوق العظيم الذي نتج عن الثوره ووقعه الملك وليام  الثالث في العام ١٦٨٩م هو البدايه الحقيقيه لاعطاء  الحقوق للشعب هناكوفي العام ١٩١١ م تؤل معظم السلطه التشريعيه لمجلس العموم (الذي يمثل الشعب)  وينوب عنه وهي رحله طويله من الصراع  بين غرفتي البرلمان (اللوردات والعموم) والتي  امتدت لاكثر من قرنين  من ١٩١١/١٧٠٧ 

رحله طويله من الصراع والتطور الي الملكيه الدستوريه وحكم الشعب استمرت طوال ٧ قرون كامله وهي ذات الرحله التي اختصرتها ثورة ١٩ العظيمه في ٥ سنوات حصرًا بدأت بالثورة المصريه العارمه وانتهت بكتابه دستور ٢٣ الذي نزع السلطه المطلقه من الملك واعطاها لممثلي الشعب المنتخبين   وتشكلت اول حكومه شعبيه منتخبه في العام ٢٤ علي اثر ذلك وهي الوزاره التي سميت وزارة الشعب الاولي برئاسه الزعيم الكبير خالد الذكر سعد باشا زغلول وهو انجاز تاريخي قد لايدركه البعض وفضل كبير لثورة المصريين عام  ١٩ قد لايراه البعض وحدث جلل لابد وان يفاخر به المصريون ويفتخرون ويباهون 

فما تم انجازه في خمسه قرون في بريطانيا تم انجازه في ٥ سنوات علي ايدي المصريين !!!

كذلك كان من نتائج ثوره ١٩  الغاء الاحكام العرفيه واعتراف  بريطانيا العظمي المنتصره في الحرب العالميه والتي لاتغييب عن مستعمراتها الشمس بإستقلال المستعمره مصر في فبراير من العام ١٩٢٢ بتحفظات اربعه ثم حصول مصر علي استقلالها   بعد معاهده الصداقه التي ابرمها العظيم مصطفي باشا النحاس في العام ٣٦ وهي التي اعلنت انتهاء احتلال مصر عسكريا وانضمت مصر بعدها الي  عصبه الامم كدوله مستقله ضمن الاسره الدوليه ورفع علمها خفاقا فيها وتم علي اثرها الغاء الامتيازات الاجنبيه للاجانب في مصر ومحاكمتهم امام المحاكم المصريه والسماح لمصر ببناء جيش وطني يحميها في مده ٢٠ عامًا وسحب جميع الموظفين البريطانيين من الجيش والاداره المصريه وعلي رأسها الشرطة المصريه وإلغاء اداره الامن الاوربيه وإعتبار مصر هي المسؤولة عن حماية الأجانب علي خلاف تصريح ١٩٢٢ والاعتراف بالإدارة المشتركة للسودان وعوده الجيش المصري لها.