الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

حرب دينية.. ردود أفعال غاضبة بسبب قرار الاحتلال الإسرائيلي فرض قيود على الصلاة بالمسجد الأقصى

بنيامين نتنياهو
بنيامين نتنياهو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أثار رضوخ رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتوصية وزير الأمن القومي المتطرف إيتمار بن جفير، بفرض قيود على دخول المصلين من الداخل الفلسطيني والقدس المحتلة إلى المسجد الأقصى خلال شهر رمضان، ردود فعل غاضبة.

وجاءت موافقة نتنياهو خلافا لتوصية أجهزة الأمن الإسرائيلية، إذ لم يلق طلب بن جفير قبولا لدى كل من الجيش وجهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) خوفا من التصعيد في كل من الضفة الغربية والقدس وتأجيج الصدامات بين فلسطينيي الداخل والشرطة الإسرائيلية.

ووفقا لوسائل الإعلام العبرية فأنه لا يزال النقاش يدور حول الفئات العمرية التي سيسمح لها بالدخول، مشيرة إلى أن القرار الرسمي النهائي بهذا الشأن سيتخذ في الأيام المقبلة.

وقال مكتب نتنياهو في بيان إنه تم التوصل بالفعل إلى قرار دون الكشف عن ماهيته، لكن مسؤولين إسرائيليين مطلعين على المداولات، قالا إن القرار النهائي لن يتم اتخاذه إلا بعد أن تتلقى الحكومة توصيات من الأجهزة الأمنية في الأيام المقبلة.

وفرض الاحتلال الإسرائيلي منذ فترة طويلة قيودا على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية المحتلة إلى المسجد الأقصى، ومنذ بداية الحرب في غزة، فرضت قيودًا إضافية على فلسطيني الداخل المحتل.

وبحسب المسؤولين كان هناك مطالب أن يتم رفع هذه الحدود إلى حد كبير خلال شهر رمضان، الذي من المتوقع أن يبدأ في نهاية الثلث الأول من شهر مارس القادم، لكن الحديث الآن يدور حول زيادتها بدلاً من ذلك.

وقال مستشار الرئيس الفلسطيني للشؤون الدينية محمود الهباش، إن نتنياهو وبن جفير، قررا إشعال "حرب دينية"، محذرا من أن هذا الإجراء "سوف يفجر الأوضاع بشكل لا يتوقعه أحد أو يمكن السيطرة عليه".

واعتبر الهباش أن هذه الخطوة الإسرائيلية "إمعان في إشعال للحرب الدينية التي سوف تطال نيرانها العالم كله، وسوف يعاني الجميع من تداعياتها ونتائجها التي لا يمكن أن يتوقعها أحد أو يسلم منها أحد".

وأضاف أن القيادة الإسرائيلية "تحاول بشتى الطرق والوسائل تنفيذ مخططاتها القديمة والجديدة ضد الحرم القدسي الشريف لتهويده وإفراغه من هويته الإسلامية والعربية الفلسطينية، مستغلة انشغال العالم هذه الأيام بحرب الإبادة التي تشنها على أهلنا بقطاع غزة لتنفيذ مؤامرة التهويد التي طالما حلمت بها منذ عقود".

من جانبه، قال دان هاريل، نائب رئيس الأركان السابق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، في مقابلة إذاعية إن مثل هذه الخطوة ستكون "غير ضرورية وحمقاء ولا معنى لها" وقد "تشعل العالم الإسلامي بأكمله".

بدورها هاجمت وسائل الإعلام الإسرائيلية القرار، ووصفته بـ"أخطر قرار" اتخذته حكومة نتنياهو منذ بداية الحرب، كما وصفت نتنياهو بـ"الفاشل" وقالت إن رؤيته أوصلت إسرائيل إلى حافة الهاوية.

وأكدت صحيفة "هآرتس" أن حكومة نتنياهو هي الأسوأ من نوعها في تاريخ إسرائيل، مشيرة إلى أنها يسيطر عليها المتطرفين مثل إيتمار بن جفير.

وترى "هآرتس" أن نتنياهو استسلم مرة أخرى لأهواء المتطرف بن جفير، وقالت إن هذا القرار سيحمل إسرائيل تكلفة أمنية باهظة، كما أظهرت تجارب الماضي.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإسرائيلية بهذا القرار تبلور أيضا دقة تصريحات حماس بأن الحرب الإسرائيلية ستتجاوز الفلسطينيين لتشمل المسلمين أيضا، وأن إسرائيل تخطط للاعتداء على حرية العبادة في المسجد الأقصى وحرمه وتغيير الوضع الراهن.