الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

واشنطن بوست: الهجوم على القوات الأمريكية يحتاج لاستجابة سريعة ومتابعة طويلة المدى

القوات الأمريكية
القوات الأمريكية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رأت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أنه يتعين على الولايات المتحدة أن ترد على مدبري الهجوم بطائرة بدون طيار على موقع عسكري أمريكي في شمال شرق الأردن، والذي أسفر عن مقتل ثلاثة من جنود الاحتياط في الجيش الأمريكي وإصابة أكثر من 40 آخرين، مشيرة إلى أن الانتقام المدمر هو أمر حتمي لعدة أسباب: تحقيق العدالة للقوات الأمريكية التي سقطت وتقليل القدرة العسكرية للميليشيات المدعومة من إيران التي نفذت الهجوم فضلا عن ردع تلك الجماعات من المحاولة مرة أخرى.
وقالت الصحيفة -في سياق مقال افتتاحي أوردته عبر موقعها الإلكتروني اليوم الأربعاء - لنفترض أن الرئيس بايدن يخطط لمثل هذا الرد. ونحن نفترض أنه سيكون سريعا، ولكنه ليس متسرعا - وسيكون مسترشدا بالمعلومات الاستخباراتية اللازمة لتحديد الفصيل المسؤول داخل مجموعة الميليشيا المدعومة من إيران والمعروف باسم المقاومة الإسلامية في العراق، والتي أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، فثمة حاجة إلى رد صارم.
وأضافت الصحيفة أنه مع ذلك، تحتاج الإدارة أيضا إلى استغلال هذه اللحظة لإجراء بعض التقييم حول الردع الأمريكي الأخير في مواجهة الداعم النهائي للجماعات، وهي إيران؛ وهذا أمر مختلط، إذ يستحق فريق بايدن الإشادة لأنه ساعد في منع السيناريو الأسوأ –حتى الآن– وهو التحول لصراع إقليمي شامل، الأمر الذي يخشاه الكثيرون بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي. 
وارتأت الصحيفة أن السياسة الأمريكية ساعدت في تجنب نشوب حرب واسعة النطاق على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، جزئيا من خلال نشر قوة بحرية ضخمة لردع حزب الله،، وأيضا وبشكل جزئي من خلال إقناع الإسرائيليين بعدم شن ضربة استباقية.
وأشارت واشنطن بوست إلى أنه رغم ذلك فإن الولايات المتحدة تجد نفسها عالقة في معركة غير حاسمة مع الحوثيين المتمركزين في اليمن، بعد أن فشلت في وقف هجمات تلك الميليشيا بالصواريخ والطائرات بدون طيار على الشحن العالمي بضربات جوية. في حين كان الهجوم في الأردن هو الأحدث ضمن موجة من حوالي 150 غارة جوية منذ 7 أكتوبر، استهدفت وجودا بريا أمريكيا يضم 2500 جندي في العراق و900 جندي في سوريا لاحتواء مقاتلي تنظيم داعش. 
وأوضحت الصحيفة أن هذا لا يعني أن الوقت قد حان لضرب الأصول الإيرانية داخل إيران - كما يحث البعض، بما في ذلك الجمهوريون الذين يرغبون في وصف الرئيس بايدن بأنه متساهل مع إيران. وسيكون ذلك أمرا غير مسبوق في التاريخ الطويل للصراع الأمريكي الإيراني كما أنه سيمثل تصعيدا دراماتيكيا دون أن يكون حاسما بالضرورة. ورأت أن الخيار الأفضل هو ضرب إيران بقوة وبشكل مباشر، ولكن خارج أراضيها إلى جانب ملاحقة الميليشيات التي تعمل لصالحها. 
ومضت الصحيفة تقول إنه في الوقت نفسه، يتعين على إدارة بايدن اتخاذ جميع الخطوات اللازمة لدعم دفاعات القوات الأمريكية في المنطقة وتصحيح أي مزيج من الفشل الفني والخطأ البشري الذي قاد إلى اختراق الطائرة بدون طيار للدفاعات الأمريكية في الأردن.
ولعل الأمر الأكثر أهمية -من وجهة نظر الصحيفة- هو أن إدارة بايدن بحاجة إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها التي تنتهجها تجاه إيران بشكل عام، بعد أن أصبح من الواضح أن المحاولات السابقة للتعامل مع طهران عبر المفاوضات لاحتواء برنامجها النووي قد وصلت إلى طريق مسدود. ويبدو أن طهران عازمة في الوقت الحاضر على الحد من مواجهاتها العسكرية المباشرة مع الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنها تفعل ذلك من باب الحيطة والحذر، وليس من باب الأيديولوجية. 
واختتمت الصحيفة الأمريكية مقالها قائلة إنه من الممكن أن تساعد الجهود الجديدة الخلاقة ضد مصادر الدعم المالي للنظام الإيراني في زيادة الضغط عليه، مضيفة أن هجوم 7 أكتوبر الذي نفذته حماس تمخض عن تغييرات عميقة وربما لا رجعة فيها في منطقة كانت إدارة بايدن تعتبرها هادئة نسبيا، إن لم تكن مستقرة. ومن ثم تحتاج سياسة الولايات المتحدة إلى نقلة نوعية لتتناسب معها.