الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عن الفرق بين الدين والشريعة؟!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

*سأل الصديق  الكاتب والمفكر الاستاذ (السيد فريج) ماهو الدين وما الفرق بين الدين والشريعه فى كتاب الله ؟!

اقول  الدين هو قانون الله الاعلى وهو عقد اخلاقى اجتماعى والدين ضرورة اجتماعية لضبط اجتماع البشر وتحسينه وجعله اكثر انسانية  وتحضر،

والدين عقد مع الله يتأسس فى مايسميه الله العروة  الوثقى التى هى أساس الانتساب للدين   وعقد ذلك الانتساب للدين مع الله على أساس الربط الشديد بين أمرين:
(التوحيد لله ) و(الاحسان للناس) فى رباط واحد مقدس وعروة لاتنفصم اى توحيد مقرون بإحسان وركن ذلك الدين  الركين هو  (العمل الصالح) ومقابله وثمنه ومكافأته  جنة الله التى وعد المتقون

والدين قديم للغاية وخضع (للتراكم) أى لم تنزل محرماته ال9 دفقة واحدة ولكن على دفقات من سيدنا  نوح (أول الانبياء من البشر) الى سيدنا موسى حتى اكتملت محرماته ال9 لكل أهل الارض ونزلت مكتملة لاول مرة زمن سيدنا موسى عليه السلام  حيث انعم الله عليه وعلى قومه بها مجتمعه  لاول مرة ولكنها كانت وصايا للرب وقتها وعرفت بالوصايا  وتحولت الى محرمات والتى وردت فى سورة الانعام 151 و152 و153  وبدأت تلك المحرمات ال9 بعدم الشرك بالله وانتهت بضرورة الوفاء بالعهد لمن تعاهده وتضمنت بينهما  كل من الاحسان للوالدين وعدم القتل والبعد عن الفواحش والاقساط فى اليتامى وعدم أكل مال اليتيم  والوفاء فى الكيل والميزان وقول الحق وعدم شهادة الزور ولتلك المحرمات ال9 اسم عالمى لكل الملل يهود ومسيحيون ومحمديون وهو فى كتاب الله  (الفرقان) واسم خاص بمن آمن بالرسالة الخاتمة فقط اتباع سيدنا محمد اسمه   (الصراط المستقيم)

والدين كله (عروته الوثقى  واركانه وصراطه المستقيم ) أخلاقى للغاية انسانى للغاية  يهدف الى تحسين اجتماعنا وتحويله الى جنة غناء قطوفها دانية، اجتماع قائم على قيم أخلاقية انسانية  ربانية عالمية

والدين ليس له طقوس أو شعائر تقام فهو لا يظهر الا فى سلوك الناس ولا يكتشف الا عندما تحتك مع اخرين فى معاملات حياتيه، ولان الله واحد فله دين واحد اسمه( الاسلام) وجميع أنبياء الله مسلمين واتباعهم مسلمين بنص جميع ايات كتاب الله  

والدين لمن لايعلم  مكوناته 3 فقط عروة وثقى من 2 (اسلام واحسان)  واركان 3( ايمان بالله وايمان باليوم الاخر والعمل الصالح)   وصراط مستقيم نمشى عليه فى الدنيا وطوال حياتنا حتى نموت يضم( محرمات 9 علينا الالتزام بها)

والدين غير الشريعه، بالدين تكتب لك الجنة وتكتب لك النجاه وتكتب لك الرحمة، حيث يكتب لك الله  (كفل كامل من رحمة الله)

اما الشريعه فتكتب لك بها رحمة اخرى أى (كفل آخر) اضافى ولقد أمرنا الله  أن نحصل  على( كفلين معا) من رحمة الله، قال تعالى لأهل الكتاب السابقين علينا والذين امنوا قبلنا بالله  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ۚ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (28) الحديد، كفل بإسلامك وكفل بإيمانك بالشريعة الخاتمة التى نزلت زمن سيدنا محمد (ص)

والشريعه حديثة جدا  عن الدين ولاحقة له  حيث  بدأت أخيرا زمن سيدنا موسى فقط، فبينما الدين خضع للتراكم ( من نوح الى موسى) خضعت الشريعه  للتطور والتخفيف من (موسى الى  محمد ) حيث خففت زمن سيدنا عيسى عليه السلام  الذى قال فى القرآن جئت لاحل لكم بعض الذى حرم (.... عليكم وَلِأُحِلَّ لَكُم بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ ۚ.....) آل عمران 50
* وخففت الشريعه  تاليا  بشدة زمن سيدنا محمد (ص) وخفضت العقوبات الدنيوية التى وردت فيها من 613 الى 10 فقط زمن سيدنا محمد وسماها الله الرحمة المهداه

وتحتوى الشريعه على 7 مكونات فلها (عروة وثقى) مثل الدين  أى لها عقد للانتساب لها ويتأسس عقد الانتماء للشريعة  على (الكفر بكل أنواع الاكراه) والذى هو بلغتنا المعاصرة يعنى الايمان بحرية الاخرين ايمانا مطلقا يكفر فيه المحمدى المنتسب للشريعه الخاتمة  بكل انواع الاكراه لهم  وخصوصا الاكراه فى الدين طبعا  وقد سمى ربى جميع انواع الاكراه ب  ( الطاغوت) وطلب منا ان نكفر به وهى لفظة مشتقة من لفظة (الطغيان) المعروفة وفى المصحف فرعون كان طاغية و(طغى) حسب الفاظ القرآن وهذا الكفر بالطاغوت يقرن به الايمان بالرسالة الخاتمة فى عقد الشريعه الخاتمة

وللشريعه الخاتمة  محرمات 5 أضيفت الى محرمات الدين العالمى ال9 لكل اهل الارض   وعلى من ينتمى للشريعه الخاتمة أن يلتزم بها، ايضا ليكون عليه الالتزام ب 9 + 5 = 14 محرما اخر تلك هو   التقول على الله وتأليف الدين وضمنها ( الاثم والبغى بغير الحق) والاثم هو (التخلف عن فعل الخير) والبغى بغير الحق هو كل انواع السرقة ومعناه أن تبغى اى ترغب فى اخذ شئ وامتلاكه دون أن تدفع مقابله وتسدد ثمنه، ومحرمات الزواج ايضا للرجال وهى ال17 الواردة بكتاب الله  ومحرمات الطعام العشرة التى وردت بكتاب الله وايضا محرمات المعاملات التجارية( الربو) وهى الاستمرار فى تحصيل الفوائد المتفق عليها بين الدائن والمدين حالة التعثر او الاتفاق على استعادة القرض اضعافا مضاعفا أى تزيد عن ضعف قيمته مهما طالت مدة السداد 
وللشريعه الخاتمة  ايضا 8 مجتنبات علينا أن نبتعد عنهم ونجتنب الوقوع فيهم كما نجتنب الوقوع فى الحفر عن السير ومنهم اجتناب الوقوع فى السكر ولعب القمار أى اللعب على فلوس او ماشابه والاعتقاد فى البخت والذبح لغير الله اى تقديم القرابين لغير الله  والكثير من الظن فى الاخرين وقول الزور والطاغوت أى كل انواع الاكراه 
(ولقد خصصت لها مقال شارح) منشور بصحيفة البوابة المصرية

وللشريعة الخاتمة 10 عقوبات دنيوية فقط للفجر الذين يمارثون الجنس العلنى كالحيوانات فى الشوارع وللسارق العادى وللسارق الذى يستخدم العنف والاكراه وللقاتل العمد وغير المتعمد( القتل الخطأ) ولقاذف المحصنات العفيفات  فى شرفهن وسمعتهن (خارب البيوت وهادمها)

وللشريعه ايضا فروض عديدة بسيطة عددها  25 (وقد أفردت مقالا كاملا لها بصحيفة البوابة المصرية )  ولها أوامر أخلاقية عديدة تزيد من حسن الخلق

وللشريعه  شعائر  على عكس الدين والشريعه لها 4 شعائر  تميز كل ملة عن الاخرى وهى  الصلاة والزكاة والصيام والحج ولكل شريعه طريقه فى صلاتها تميزها ونسبة فى زكاتها تميزها وأسلوب فى الصيام يميزها وهكذا

والرسالة الخاتمة  تحتوى على ( دين + شريعة)

اما الكتاب فيحوى الرسالة  + دليل ألوهية الرسالة القرآن + قصة النبى محمد وقومه + السبع ايات المثانى
وطبعا الرسالة سماها ربى أم الكتاب