الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

خلال حوارها لـ«البوابة نيوز».. الكاتبة سماح أبو بكر عزت: طفولتي كانت مليئة بالحب والفن والخيال.. وتكشف تفاصيل جديدة عن تجربتها الأدبية مع أطفال قرى حياة كريمة

الكاتبة والإعلامية
الكاتبة والإعلامية سماح أبو بكر عزت مع أطفال قرى حياة كريمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

منحتها طفولتها صفات استثنائية، فهي ابنة لفنان كبير وهو الفنان أبو بكر عزت، ولأم مثقفة وهى الكاتبة كوثر هيكل، تشبعت من حكايات جدتها، فأصبحت حكاءة من الدرجة الأولى، عشقت الأطفال وتوغلت داخل عقولهم الصغيرة، واختارت من أدب الطفل جسرًا لخدمتهم وتنميتهم، فكانت مكافئتها أن تصبح سفيرة لمبادرة حياة كريمة.

نجحت في مزج الواقع بالخيال لتقديم وجبة توعوية خفيفة ليهضمها هؤلاء الصغار، فحازت على ثقتهم وحبهم، وأصبحت من البارزين فى هذا المجال، إنها الكاتبة والإعلامية سماح أبو بكر عزت.. التقتها «البوابة» وكان هذا الحوار: 

 

■ أنتِ من أهم كُتاب أدب الطفل.. ماذا عن طفولتك؟

طفولتي كانت مليئة بالحب والفن والخيال، فأنا أول ٥ سنوات فى حياتى كنت مقيمة مع جدتي فهي شخصيتها استثنائية بكل المقاييس، كانت تتميز بخفة الظل بخلاف أنها حكاءة متميزة، كانت تروي لي يوميًا قصة وكنت سرعان ما أتأثر بطريقة حكيها وبأحداث القصة واندمج داخلها.

شكل هذا لدي قدرة على التخيل، لأنني كنت مهتمة أن أعرف طفولة العظماء الذين شكلوا وجداننا كأدباء، وعلماء، وفنانين، فوجدت أن الشاعر الألمانى جوته كان أيضا يحكي له يوميا حكاية وهو طفل خلق لديه ملكة أنه يمكن أن يصبح كاتبا، فجدتي شعرت بهذه الملكة لدي، لأنني كنت أقوم بالحكي لأصدقائي الذين يكبروني سنًا.

■ ماذا عن مشاركتك فى مبادرة «حياة كريمة»؟

«حياة كريمة» بالنسبة لي ليست مشروعًا فقط ولكنها منحتني الفرصة أن ألتقي بأطفال من مختلف القرى، فهذه الفرصة لم تتح لكتاب كثيرين للأطفال، فرصة أن ألتقي بهذا الكم من الأطفال من قرى نائية مثل ما أكرمني الله بهذا التشريف، وأن أصبح سفيرة لحياة كريمة، وكل مرة كنت ألتقي أطفال القرى كنت أكتشف أنهم عندهم طاقة وموهبة وأفكار خلاقة لكن يحتاجون لفرصة للتعبير عنها، وهذا ما أفعله معهم.

أوجه كل الشكر للقيادة السياسية لاهتمامها بملف الأطفال رغم أن حياة كريمة مهتمة بأى شيء معني بتطوير حياة المواطنين فى القرى من البنية التحتية وتبطين الترع وبناء المدارس، ولكن حينما يكون هناك توجه للأطفال، يمثل ذلك شيئا كبيرا وجميلا للأطفال لأنهم يرون أن هناك من اهتم بهم وذهب لهم فى قراهم ومناطقهم النائية ليتحدث إليهم ويلبي رغباتهم واحتياجاتهم.

دائما الطفل يحب أن يشعر بالاهتمام، وأن هناك من يصغى له ويسمع شكواه، فهذه النقطة أبرز شكوى لأطفال القرى، الكتابة للأطفال بالنسبة لى ليست هى الأهم، ولكن الأهم أن نبني جسرا للتواصل مع الأطفال.

الأطفال في القرى لا يزالون بكرا، لم تلتهمهم التكنولوجيا مثل ما يحدث فى المدينة، مما يجعلهم أرضا خصبة لزراعة الأمل والقيم والمفاهيم، وأكثر ما يسعدني هو أنني نلت شرف العمل فى حياة كريمة لمساعدة أطفال القرى، وخاصة أننى عندما أرحل بعد كل لقاء معهم يبقى تأثيرهم بى مستمرا، فهذا هو التأثير المباشر.

■ حدثينا عن كتاباتك للأطفال الخاصة بمبادرة حياة كريمة؟

الحقيقة أنا سعيدة جدا أن هناك قصصا تكتب خصيصا لمبادرة حياة كريمة، وكتبت قصة لبنتين بنت اسمها حياة، والثانية اسمها كريمة وتدور الأحداث حول لقائهما فى مطار أسوان، «حياة» كانت تعيش فى نيويورك ولم تعرف شيئا عن مصر، ويشاء القدر أن تفقد هاتفها المحمول، فتقوم «كريمة» التى تعيش فى أسوان باستضافتها فى منزلهم، طوال هذه الفترة ترى «حياة» إنجازات حياة كريمة.

وكانت هذه القصة هى البداية كتبتها بحب، ودون أى تكليف من جهة، ثم بعد ذلك بدأت أعمل كسفيرة لحياة كريمة، فبدأت أكتب عن الإنجازات التى تحدث فى مبادرة حياة كريمة ولكن بشكل غير مباشر وبطريقة مشوقة وجاذبة للأطفال، وكانت المؤسسة تقوم بطباعتها وتوزيعها مجانا فى قرى حياة كريمة، لتشجيع الأطفال على القراءة.

■ لكِ جولات كثيرة فى مختلف محافظات مصر كسفيرة لمبادرة حياة كريمة.. فى رأيك ماذا يحتاج أطفال القرى؟

أطفال القرى يحتاجون أن يشعروا بالاهتمام، والحقيقة أن هذا يحدث فى حياة كريمة، فهذه المبادرة تقوم بفتح مكتبات فى القرى لهؤلاء الأطفال، حتى يكون هناك لقاءات مباشرة معهم، يتحدثون عن أحلامهم لبلدهم الذي يعيشون به، ماذا يتمنون أن يحدث به، فيشعر الأطفال أن صوتهم مسموع، وهذا ما يحتاجه طفل القرية أنه يشعر أنه غير مهمش.

دائما القرى متهمة أنها مهمشة، وأنه لم يكن هناك اهتمام بها، لكن اليوم عندما سألت أطفال القرى ماذا فعلت حياة كريمة يجاوبون أنها بنت لنا مدارس ومستشفيات ووحدة صحية وجددت لنا المنازل وأدخلت الغاز للبيوت، أصبح لديهم وعي.

 

■ من وجهة نظرك ماذا ينقصنا فى مجال أدب الطفل بشكل عام؟

ينقصه أن نعرف كيف نتحدث إلى طفل، اليوم المجال مفتوح وكل يوم يزداد إصدارات أدب الطفل، فالكتابة للطفل تفتح ذراعيها للجميع، ولكن البقاء لمن يستطيع أن يخاطب الطفل بلغة العصر، حتى يتسنى لنا معرفة كيف يفكر الطفل، ونبدأ فى تعزيزه بمفاهيم وسلوك، لكن الطريقة التقليدية المباشرة لم تعد تجدي نفعا مع أطفال هذا العصر.

■ ماذا عن الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة فى كتاباتك؟

قصة حلمي فارس مع حياة كريم كتبت لمؤسسة بطلها فارس وهو على كرسي متحرك من ذوي الاحتياجات الخاصة، لديه أحلام عريضة لقريته، وقرية فارس وهى أول قرية تبنتها مؤسسة حياة كريمة فى أسوان، استطاع أن يحول قريته إلى قرية خضراء، وكيف لبطل القصة وهو على كرسي متحرك ولم يشعر أنه مقيد، وأن الله سبحانه وتعالى عوضه بملكة أنه لديه القدرة، وهناك قصة وجه القمر بطلها من ذوي القدرات، وقصة حلمي وحيد من ذوي القدرات أيضًا.

وسعدت بأنى أول من تناول قضية أطفال الألبينو وهم أعداء الشمس، ذلك الطفل الذي يملك شعر أبيض ولا يستطيع مواجهة الشمس، وكيف استطاع بعد ذلك أن يصبح صديقا للشمس وأصبح أستاذا فى الطاقة الشمسية.

■ لاقت قصة جنوح السفينة إيفر جيفن إقبالاً ونجاحًا كبيرًا.. هل نقل الواقع من خلال القصص للأطفال مهم فى هذه المرحلة؟

نقل الواقع فى قصص الأطفال مطلوب بشكل كبير بحيث إنه لا يصبح مباشرا، كأنه مقالة مثلا، يجب أن يوضع فى قالب قصصي مشوق للأطفال، وقصة قناة لا تعرف المحال، حققت نجاحا كبيرا فى مصر وخارجها، الحمد لله مؤخرا ترجمت لـ «اللغة الصربية»، لم أتوقع هذا النجاح الساحق، وحازت على جائزة خاصة فى معرض الكتاب.

تناولت القصة من خلال ولد هو الذى يروي الحدث عن طريق جده، كتبت هذه القصة لأن الأطفال تقوم بالنسيان سريعا، ومن عاصر الحدث حاليا بعد ٥ سنوات لم يتذكره، فأحببت أن أوثق الحدث البطولي للأجيال القادمة حتى تعرف أن مصر استطاعت أن تفعل ذلك العمل الدؤوب فى ٦ لأيام، فهذا حدث لا بد وأن يخلد.

فالكتابة للأطفال تستطيع أن تستوعب كل شىء، الأهم الأسلوب حتى تستطيع أن تجذب الطفل.

■ كتبت ١٧ قصة عن أهداف التنمية المستدامة بعنوان «صلاح وأمنية وأهداف التنمية».. حدثينا عنها؟

أهداف التنمية المستدامة رؤية مصر الجمهورية الجديدة ٢٠٣٠، كان لا بد أن تعرف الأطفال ما هى التنمية المستدامة، كلفت بأن أكتب ١٧ قصة للأطفال بـ١٧ هدفا، وكيف لأطفال عمرهم ٧ سنوات أن تستوعب ذلك، كان هناك صعوبة كبيرة، ولكن الحمد لله استطعت أن أكتب وأبسط هذه المفاهيم الكبيرة للأطفال وبالإضافة إلى بعض الأنشطة المطلوب منهم تنفيذها فى نهاية كل قصة.

ومن خلال السوشيال ميديا، على قدر خطرها للأطفال فهى فى نفس الوقت نقطة إيجابية لهم لأنها تستطيع أن تجمع أطفال العالم على هدف مشترك بتعاون كبير.

وتم إطلاق المشروع فى مكتبة الإسكندرية فى فبراير الماضى، متمنية أن يتم تفعيلها من خلال ورش للأطفال حتى يصل بشكل كبير.

■ ما شعورك عندما وجدتِ اهتماما كبيرا من الدولة بالطفل وكانت ملفاته على طاولة الحوار الوطنى؟

شعرت بسعادة كبيرة عندما رأيت ملف الأطفال على مائدة الحوار الوطنى، وطالبت وقتها أن يصبح هناك منصة للأطفال للدعم النفسى، وعليها معلومات وألعاب للأطفال، ومنصة تعلم الأهل كيف يتعاملون مع أطفالهم من خلال متخصصين يرشدونهم.

وطالبت أيضا بعودة البرلمان الصغير مرة أخرى، وأنه يكون هناك رحلات لأطفال القرى لزيارة معالم بلدهم الأثرية، أتمنى أن تتفعل جميع هذه المطالب فى الواقع.

■ فى ظل الحصار الكبير من المنصات الأجنبية وبثها لمفاهيم منافية لعادات الطفل العربى وتقاليده ودينه.. هل آن الأوان لإطلاق منصة عربية للأطفال؟

نستطيع أن نسيطر على ذلك بأن نفعل الشيء المضاد، فأنا كتبت سلسلة «كلام سليم» من ٣ أجزاء، ولكن لم أقحم الأطفال فى معلومات أكبر من سنهم، ولكن بهدف التوعية، أول جزء كان اسمه «قوس الخطر» استطعت أن أوعى الأطفال الفرق ما بين قوس قزح الذي هو قوس الخير، وقوس الخطر الذي يشكل شعار «المثلية الجنسية»، عملت ذلك بشكل بسيط الفرق بينهما أن الأول ٦ ألوان، والآخر ٧ ألوان.

والجزء الثانى، يوعى الطفل كيف يحافظ على جسده، وأن هناك مناطق فى جسده لا يصح أن يطلع عليها أحد، والجزء الثالث، يعرف الطفل أن الله خلق الذكر والأنثى فى البشر والحيوانات والنباتات حتى تستمر الحياة وتعمر، والهدف حتى نعمر الأرض بالخير والسلام والأمنيات الطيبة.

شعرت أن من واجبي أن أقدم للطفل محتوى عندما يقرأه يستطيع أن يفهم الصح والخطأ، فلا يستطيع أى غزو خارجي أن يخترق أفكاره.

 

الأطفال فى القرى لا يزالون بكرًا لم تلتهمهم التكنولوجيا مثل ما يحدث فى المدينة مما يجعلهم أرضًا خصبة لزراعة الأمل والقيم والمفاهيم.

نقل الواقع فى قصص الأطفال مطلوب بشكل كبير بحيث إنه لا يصبح مباشرًا كأنه مقالة مثلا يجب أن يوضع فى قالب قصصي مشوق للأطفال.