الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

الإمام محمد الفرغل.. حكاية سلطان الأولياء

السلطان الفرغل
السلطان الفرغل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

على مر القرون الماضية لم يختلف أحد على اهتمام أهل مصر للسادة آل البيت وأولياء الله الصالحين من أئمة الصوفية، فيحتفل المصريون بمولد سلطان الصعيد الشيخ الفرغل في أسيوط الواقعة في جنوب مصر وقلب صعيدها.
يتصل نسبه بسيدنا الحسن بن الإمام علي بن أبي طالب، من ناحية الأب، هو محمد الفرغل بن أحمد بن محمد بن حسن بن أحمد بن محسن بن إسماعيل بن عمر بن محمد بن عبدالعزيز، بن موسي بن قرشي بن علي أبو الكرامات بن أحمد أبو العباس بن محمد ذو النورين بن محمد الفاضل بن عبدالله بن حسن المثني بن الحسن.
ومن ناحية الأم يتصل نسبه بسيدنا الحسين فهي فاطمة بنت شهاب الدين بن جمال الدين بن يوسف أبو الحجاج بن عبدالرحيم بن يوسف بن عيسى بن محي الدين منصور بن عبد الرحمن بن سليمان بن منصور بن إبراهيم بن رضوان بن نصر الدين بن إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن تقي الدين بن عبدالله بن زين الدين بن عبد الخالق بن أحمد بن إسماعيل بن عبدالله بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين.
أطلق عليه العديد من الألقاب منها « السلطان الفرغل، سلطان الصعيد، سلطان المجاذيب، سلطان الأولياء، أبو مجلى، أبو المعالي، أبو أحمد، سكرتير السيدة زينب، مجمع الأحباب، قطب العصر، الكرار ويرجع سبب تسميته بالكرار لأنه كانوا يبدلون له كل يوم حذاء جديد لكثرة مشيه من إقليم لآخر.
هاجرت أسرته من الحجاز إلى قرية زرنيخ في أقصى محافظة قنا بصعيد مصر بسبب الاضطهاد الذي واجهه من ينتمون لسيدنا علي بن أبي طالب، إلى أن انتقل والده إلى قرية بني سميع غرب أبو تيج بمحافظة أسيوط، حيث ولد بها يتيمًا في أوائل عام 810 هـ الموافق 1406
عمل في بداية حياته بقرية بني سميع في رعي الأغنام ثم بالحراسة ثم بالزراعة إلى أن رحل إلى أبو تيج، كما أنه درس علوم الفقه والحديث والتفسير وصار مقصدا للناس ينهلون من علمه المتدفق، وقطبا كبيرا في الصعيد ومن أقطاب التصوف الكبار.
وبدأت شهرته عندما دخل ديوان السلطنة المملوكي وقال للسلطان الظاهر جقمق الذي حكم مصر عام 842هـ :« أنت وليت على البلاد فاعدل بين العباد» فقال له جقمق في وجود الحاشية السلطانية والقضاء والعلماء سمعًا وطاعة يا سلطان الأولياء.
توفي الإمام محمد أحمد الفرغل سلطان الصعيد عام 851 هـ - 1447م.
علت همته وشهد له ملايين البشر المسلمين والعلماء منهم: الإمام الشعراني بالقطبانية فقال منهم سيدي محمد بن أحمد الفرغل المدفون بأبو تيج بالصعيد فكان من الرجال المتمكنين أصحاب التصريف.
وروى الدكتور علي جمعة، حكايته الشيخ ابن حجر العسقلاني شارح البخاري وقاضي القضاة، قائلًا:« كان السلطان فرغل في القرن الثامن التاسع الهجري يبيع حشيش أمام الجامع الأزهر، فسأل ما هذا فقالوا له إنه الشيخ الفرغل يبيع حشيش فحدث نفسه قائلًأ لو كان هذا وليا ما أقامه الله في هذا المقام، ودخل ليصلي بالناس فنسي الفاتحة وبعد الصلاة سأله الناس هل فعلت حاجة اليوم فهو حافظ الدنيا الحافظ الكبير كيف تنسى الفاتحة، فقال والله ما عملت حاجة بس الراجل اللي بره ده قلبي لم يرتاح له كيف يبيع حشيش فقالوا له أذهب له وأسأله فذهب إليه وقال له الفاتحة فرد عليه لم أخذ منك شيء، قال له أنا قاضي القضاة، فرد عليه أرجع إلى الله وأطلب التوبة منه كيف تستخف بخلق الله هل قال الدين هذا، فرد قائلًا ليس منطقى أنك تبيع حشيش فقال له أقعد بيع معي فجلس يبيع معه وقال له اختار أي واحد وشوفه وهو بياخد الحشيش مني بيعمل ايه فاختار واحد ومشي وراه وشافه وهو بيشرب الحشيش فطرده من جوفه ولم يعد للحشيش مرة أخرى، فرجع إلى الشيخ الفرغل وحكى له ما حدث فرد عليه قائلًا أنا ببيع الحشيش من 20 سنة ومن يشتريه مني لم يعد إليه مرة أخرى»