الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الأستاذ محمود حامد.. شكرًا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

١٠ سنوات هى مدة وجودى فى مؤسسة «البوابة نيوز» الغالية على قلبي.. ومنذ أن وطأت قدماى «البوابة» وأنا أسمع اسمه يتردد فى كل ما يتعلق بالشغل المهنى «العالي».. فقد عرف عنه تدقيقه المتناهى فى العمل، وبعد التحاقى بالعمل فى المؤسسة بـ٣ سنوات كان أول تعامل مباشر بينى وبين الأستاذ محمود حامد وكان الظرف فى واقع الحال غير سعيد. 
والقصة أن أستاذ حامد كان معروفًا عنه أنه سريع الانفعال، وكان بمجرد أن يواجه موقفًا يراه غير متوافق مع خبرته الصحفية تظهر عليه علامات التأثر الشديد.. فوجدته يكتب قرار انسحابه من العمل على جروب الأخبار، وهنا وجدتنى مدفوعًا بالتحدث إليه للمرة الأولى فى أمر غير طبيعي. 
وحتى لا أطيل على القراء.. أرسلت للأستاذ محمود سطرين لا أكثر.. قلت له فيهما: «هل يجوز أن تتخذ قرارا بترك العمل لمجرد خلاف فى وجهات النظر أو رفضك لشيء ما رغم أن د. عبد الرحيم على، رئيس مجلس الإدارة، يأتمنك على العمل وهو على سفر الآن».
والواقع أننى لم أكن أتصور أن تكون ردة فعله بهذه السرعة والإيجابية فلقيته يعود إلى ضالة الصواب فى الحال ويقول لى «عندك حق» لم يكن من الواجب اتخاذ قرار مثل هذا فى غياب الرجل الذى يأتمننا على المؤسسة. 
موقف آخر جرت أحداثه منذ عدة أشهر.. حيث أسندت لى مهمة عمل مشتركة بينى وبين الأستاذ حامد، وبعد مرور أكثر من شهرين على بداية العمل المشترك حدث عطل تقنى ما أخرنى عن القيام بمهامى فى هذا اليوم.. فأرسلت له الشغل متأخرًا وشرحت له أن ذلك بسبب مشكلة فى الجهاز الذى أعمل عليه. 
ثم غادرت مقر العمل وتوجهت إلى منزلى لأفاجأ وأنا فى منتصف الطريق برقم هاتف الزميل الفاضل مدير مكتب الأستاذة داليا عبد الرحيم، رئيس التحرير، ووجدته يبلغنى الاعتذار عما واجهتنى من مشكلة وأنه يتم التحقيق فيها لمنع تكرارها.. ولوهلة أبديت استغرابا واندهاشا: مشكلة إيه أنا ما بلغتكمش بحاجة.. فوجدته يقول لي: أستاذ حامد عبر عن انزعاجه لوقوع هذه المشكلة معك لأنها عطلتك عن العمل واضطرتك للتأخير.. حتى إن رئيس التحرير طلبت تحقيقًا فوريًا فيها لحلها ومنع تكرارها. 
وهنا انتابتنى حالة بالغة من السعادة والرضا لاهتمام الرجل بهذه التفصيلة اليسيطة.. فما قام به الأستاذ حامد إنما يعبر عن أخلاقيات جيل «الصحفيين المرابطين» إن جاز لى التعبير، فشكرًا أستاذ محمود وكل عام وحضرتك بخير وعقبال ١٠٠ سنة صحة ورزق وسعادة.