رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

بعد حصوله على جائزة الدولة للتفوق في الآداب| فتحي عبد السميع: الخبر كان متوقعًا والمفاجأة في لجنة الترشيح

«ميزان الدم» يناقش القتل الثأرى فى الصعيد ويهتم بتحليل الجانب الرمزى فى السلوك الاجتماعى

الشاعر فتحي عبد السميع
الشاعر فتحي عبد السميع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أفركُ عينىَّ وأصحو.

أين أنا؟

لا الليل يطل من البرواز

ولا الصبحُ.

ما من لون يفصح عن درب

ما من تكوينٍ يدركني

ليس سوى أطيار يابسة

وروائح سوداء

وأطلال يأكلها الملحُ.

كل الأشياء هنا تنسحب بلا همس

وبلا سكين يزدهر الذبحُ.

أين أنا؟

اعتبر الشاعر فتحي عبد السميع، الفائز بجائزة الدولة للتفوق، في تصريحات صحفية له أن أدباء الصعيد يرفعون شعار «الإبداع من أجل الإبداع» وأن حصوله على جائزة الدولة للتفوق يعد انتصارا لهم. ورغم وجود مواقع التواصل الاجتماعي وأدوارها التي تلعبها في حياتنا أكد «عبد السميع» أن أدباء الصعيد يبتعدون عن دائرة الضوء، إلا أنهم يحبون الأدب والشعر بمنتهى البراءة ويمنحونه وقتهم وجهدهم دون انتظار لأي مردود. 

واعتبر فوزه بالجائزة انتصارًا لأدباء الصعيد ودعوة لهم إلى الابتعاد عن الأفكار السلبية ونسفًا لمقولة أن البعيد عن الضوء بعيد عن التكريم، وأن حصوله على الجائزة يمثل نوعا من التقدير لمجهودات كبيرة بذلت على مدار أكثر من ثلاثين عاما.

ويُعد فتحي عبد السميع أحد أبرز شعراء الصعيد  ابن محافظة قنا، حيث شارك في عدة جماعات أدبية مثل «جماعة أدبية»، و«جماعة أفراس»، كما شارك في تحرير عدد من المجلات الأدبية غير الدورية في الصعيد مثل مجلة «بردية»، «الجنوبي»، و«أفراس».

عمل أيضًا أمينًا عامًا لمؤتمر أدباء مصر في دورة «المشهد الشعري» سنة ٢٠٠٩، وأمين عام مؤتمر إقليم وسط وجنوب الصعيد سنة ٢٠١١، ومنسق مهرجان الجنوب للشعر العربي، وعضو مجلس إدارة مركز «الثقافة اللامادية» بجامعة جنوب الوادي، وله العديد من المقالات والقراءات النقدية في دوريات مختلفة، كما ُترجمت بعض نصوصه إلى لغات أخرى منها الإنجليزية، والألمانية بالورشة الإبداعية ببرلين بالاشتراك مع معهد جوتة ضمن مختارات الشعر العربي.

كما صدر للشاعر فتحي عبد السميع العديد من المجموعات الشعرية وكتب أخرى في مجال النقد الأدبي والعلوم الاجتماعية منها: «الخيط في يدي» هيئة قصور الثقافة ١٩٩٧، «تقطيبة المحارب ـ كتاب حتحور» ١٩٩٩، ط٢ مكتبة الأسرة ٢٠٠٢، «خازنة الماء» المجلس الأعلى للثقافة ٢٠٠٢، «فراشة في الدخان»ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ ٢٠٠٢، «تمثال رملي»ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ ٢٠١٢، «الموتى يقفزون من النافذة»ـ هيئة قصور الثقافة ٢٠١٣، «أحد عشر ظلا لحجر»ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ ٢٠١٦، «عظامي شفافة وهذا يكفي»، دار بتانة، ٢٠٢٢، «الجميلة والمقدس»ـ نقد ـ دار الهلال ٢٠١٤، «القربان البديل ـ طقوس المصالحات الثأرية»ـ الدار المصرية اللبنانية ٢٠١٥، «شعرية الحدث، مختارات وقراءة نقدية» الهيئة العامة لقصور الثقافة ٢٠١٥، «الشاعر والطفل والحجر»ـ سيرة ذاتية ـ الهيئة المصرية العامة للكتاب ـ ٢٠١٦، «وجوه شهريار»، سلسلة كتاب اليوم،  العدد ٧١١، مؤسسة أخبار اليوم، ديسمبر ٢٠٢٢، وله تحت الطبع عدة كتب أخرى في الشعر والنقد وعلم الاجتماع.. التقته «البوابة نيوز» وكان لها معه هذا الحوار:

■كيف تلقيت خبر فوزك بالجائزة؟

الخبر كان متوقعا، المفاجأة كانت في اللجنة التي قامت بترشيحي للجائزة، وهذا ما أسعدني فعلا، لأنها تضم مجموعة من المتخصصين في الأدب، بخلاف اللجنة الكبرى التي قامت في الفصل بين المرشحين، لأن أغلب أعضائها من غير المهتمين بالشعر وقضاياها.

■ ما الشعر؟

الشعر كلام جميل ومدهش يتغذى على الروح الإنسانية العظيمة، وينظر إلى العالم نظرة عميقة غير عادية، لكن لا يوجد تعريف للشعر، هناك مجهودات بذلها النقاد والمفكرون من أجل تعريف الشعر، لكن الشعر كان أكبر من تلك التعريفات وسيضل أكبر من كل تعريف به، وحده آخر ناقد في الدنيا يستطيع تعريف الشعر، لأن الإنسان يتغير وحياته تتغير وتصوراته للعالم وللشعر تتغير.

■ هل ترى أن الشعر مأزوم؟

نعم، وسبب الأزمة هو عدم الوعي بأهميته في حياة الإنسان، والجهل بالدور الذي يمكن أن يلعبه، وافتقاد القدرة على تذوقه، وتلك الأزمة سببها ضعف التعليم والتقصير الإعلامي، ونحن لم نعد نتعجب عندما نجد طالبا متخصصا في الآداب يعجز عن قراءة قصيدة، لقد تصالحنا مع ضعف التعليم وتلك أزمة كبرى وأزمة الشعر جزء منها.

■ كيف ترى حركة النقد وهل تواكب إنتاجية الشعر؟

القلعة الأساسية للنقد هي المؤسسات الأكاديمية الكبيرة، فالجامعات تمتلئ بأساتذة متخصصين في الشعر وواجبهم هو دراسة الشعر ونقده، وتلك المؤسسات للأسف الشديد تعيش خارج المشهد النقدي، ويتبقى بعض الأساتذة الذين يتصدون لمهمة النقد بشكل فردي، وكذلك بعض الشعراء الذين يملكون القدرة على الكتابة النقدية، وهؤلاء عددهم قليل وحوافزهم معدومة ولا يستطيعون مواكبة كل ما ينتجه الشعراء.

■ أين يقع الشعر المصرى/ العربى على خريطة الشعر العالمية؟

لا أعرف من الذي يرسم خارطة الشعر العالمية، لكن بالنسبة لي يمثل الشعر العربي جزءا من خريطة الشعر العالمية، ولدينا عدد كبير من الشعراء الممتازين ولدينا إنتاج شعري جيد، والمشكلة في قراءة ذلك الشعر.

■ لمن تقرأ؟

لا أقرأ لكاتب معين، كلما انتبهت إلى كتاب جيد بادرت إلى التهامه، سواء أكان رواية أو مجموعة شعرية أو في أي فرع من فروع المعرفة.

■ هل نحن في زمن الرواية كما قال د. جابر عصفور؟

لا أحب الرد الذي يسخر من مقولة زمن الرواية ويصرح بأننا في زمن الشعر، يبدو ردا صبيانيا، لكني متأكد من أن زمن الشعر حاضر، لأن الرواية نفسها تعتمد على الشعر، كل كتاب الرواية الممتازين تأثروا بالشعر، ويعتبر الشعر جزءا من زادهم الروائي.

■ لماذا توقفت عن إصداراتك البحثية؟

بعضها يصدر في صورة مقالات، وبعضها يحتاج إلى وقت طويل جدا من أجل الدرس وقراءة المراجع، وهذا يتعارض بشدة مع وظيفتي التي تلتهم معظم وقتي، وبالتالي أعمل في بعض الدراسات ببطء شديد.

■ ماذا يشغل تفكيرك الآن؟

الرغبة في كتابة مجموعة من القصائد الجيدة، هذا حلمي الآن.

■ ما هي آخر أعمالك؟

كتاب بدأت فيه منذ سنوات، وأوشك على وضع اللمسات الأخيرة فيه، وهو بعنوان «ميزان الدم»، ويتناول القتل الثأري في الصعيد بوصفه طقوسها ويهتم بتحليل الجانب الرمزي في السلوك الاجتماعي.