الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

"رويترز": أوروبا تواجه خطر الجفاف بسبب تغير المناخ

الجفاف
الجفاف
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يستعد جنوب أوروبا لصيف من الجفاف الشديد، حيث تعاني بعض المناطق بالفعل من نقص المياه ويتوقع المزارعون انخفاض كبير للغاية في محصولهم، بحسب ما ذكرت "رويترز".

ونظرا لأن تغير المناخ يجعل المنطقة أكثر سخونة وجفافا، فقد أدت سنوات من الجفاف المتتالي إلى استنفاد احتياطيات المياه الجوفية. وأصبحت التربة جافة في إسبانيا وجنوب فرنسا وإيطاليا. وتهدد انخفاض مستويات الأنهار إنتاج الطاقة الكهرومائية هذا الصيف.

ومع ارتفاع درجات الحرارة في الصيف، يحذر العلماء من أن أوروبا تواجه خطر الجفاف بسبب تغير المناخ، بعد أن عانت من أشد درجات الحرارة على الإطلاق العام الماضي، مما أدى إلى جفاف قال باحثو الاتحاد الأوروبي إنه الأسوأ منذ 500 عام على الأقل.

ويعد هذا العام، الوضع أكثر خطورة في إسبانيا.

وقال خورخي أولسينا، أستاذ التحليل الجغرافي في جامعة أليكانتي بإسبانيا، في تصريحات نشرتها "رويترز": "ستزداد حالة الجفاف سوءا هذا الصيف."

وهناك فرصة ضئيلة في هذه المرحلة فيما يتعلق بهطول الأمطار لحل مشكلة الجفاف، وفقا لأولسينا.

وسعيا للحصول على مساعدة طارئة من الاتحاد الأوروبي، حذر وزير الزراعة الإسباني لويس بلاناس من أن: "الوضع الناتج عن هذا الجفاف كبير لدرجة أنه لا يمكن معالجة عواقبه بأموال إسبانيا وحدها،" وفقا لرسالة أرسلت إلى المفوضية الأوروبية .

وجنوب أوروبا ليس وحده الذي يعاني من نقص حاد في المياه هذا العام، حيث يعاني القرن الأفريقي من أسوأ موجة جفاف منذ عقود، في حين أدى الجفاف في الأرجنتين إلى تدمير محاصيل فول الصويا والذرة.

كما تشهد منطقة البحر الأبيض المتوسط جفاف شديد، حيث يبلغ متوسط درجة الحرارة الآن 1.5 درجة مئوية أعلى مما كان عليه قبل 150 عاما، وذلك تماشيا مع توقعات علماء المناخ.

وأكدت هايلي فاولر، أستاذة تأثيرات تغير المناخ في جامعة نيوكاسل، : أن ما يحدث الان فيما يتعلق بتغير المناخ "يتماشي إلى حد كبير مع ما توقعناه."

وعلى الرغم من هذه التوقعات طويلة الأمد، فإن الاستعداد لتغير المناخ لم يكن كما يجب. ولا يزال يتعين على العديد من المناطق الزراعية اعتماد طرق لتوفير المياه.

وقال روبرت فوتارد، عالم المناخ،: "الحكومات متأخرة. والشركات متأخرة. بعض الشركات لا تفكر حتى في تغيير طريقة استهلاكها، إنها تحاول فقط العثور على بعض التقنيات التي من شأنها جلب المياه."

وشهدت فرنسا أكثر فصول الشتاء جفافا منذ عام 1959، وهو الامر الذي دفعها للإعلان عن تحذيرات بوجود "أزمة" جفاف في أربعة مناطق بالبلاد، مما أثر علي الزراعة.

كما تشهد البرتغال وصولا مبكرا للجفاف. ويعاني حوالي 90٪ من البر الرئيسي من الجفاف، حيث أثر الجفاف الشديد على خمس مساحة البلاد، ما يقرب من خمسة أضعاف المنطقة التي تم الإبلاغ عنها قبل عام.

وفي إسبانيا، التي شهدت أقل من نصف متوسط هطول الأمطار حتى أبريل من هذا العام، يعتمد آلاف الأشخاص على الشاحنات التي تقوم بإيصال مياه الشرب للمواطنين، بينما فرضت مناطق من بينها كاتالونيا قيودا على المياه.

وقالت مجموعات زراعية إن بعض المزارعين أبلغوا بالفعل عن خسائر في المحاصيل تصل إلى 80٪.

واكدت بيكا بيسونين، رئيسة المجموعة الزراعية الأوروبية، عن إسبانيا: "هذه أسوأ خسارة في الحصاد منذ عقود. إن الوضع أسوأ من ما كان عليه العام الماضي،" وفقا لـ"رويترز".

وبحسب المجموعة الزراعية الأوروبية، فإن إسبانيا مسؤولة عن نصف إنتاج الاتحاد الأوروبي من الزيتون.

وللتعامل مع الأزمة، خصصت البلاد الأسبوع الماضي أكثر من 2 مليار يورو (2.20 مليار دولار) لتمويل الاستجابة للطوارئ. ولا تزال تنتظر ردا من الاتحاد الأوروبي على طلبها بدعمها بمساعدات بقيمة 450 مليون يورو من ميزانية الدعم الزراعي الأوروبي.

وقالت المجموعة الزراعية الأوروبية إنها تراقب الوضع عن كثب.

وكشفت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي ميريام جارسيا فيرير: "الجفاف الشديد في جنوب أوروبا مقلق بشكل خاص، ليس فقط للمزارعين هناك ولكن أيضا لأن هذا يمكن أن يؤدي إلى ارتفاع أسعار المستهلكين المرتفعة بالفعل إذا كان إنتاج الاتحاد الأوروبي أقل بشكل كبير."

وفي إيطاليا، يذهب ما يصل إلى 80٪ من إمدادات المياه في البلاد نحو الزراعة. ولكن مع انخفاض رطوبة التربة، يخطط المزارعون الإيطاليون لتقليص المحاصيل الصيفية بزرع منطقة أصغر بنسبة 6٪ من منطقة الزراعة العام الماضي، وفقا لبيانات الحكومة.

وقال لوكا بروكا، مدير الأبحاث في المجلس الوطني للبحوث الإيطالي: "إنه بعد عامين من ندرة المياه، يعاني شمال إيطاليا من عجز بنسبة 70٪ في احتياطيات المياه وعجز بنسبة 40٪ في رطوبة التربة."

ويمهد هذا النقص العميق الطريق لتكرار صيف العام الماضي، عندما عانت إيطاليا من أشد موجة جفاف منذ 70 عاما.

وأضاف بروكا: "كان عام 2022 استثنائيا حقا. وهذا العام أيضا يبدو أنه استثنائي كذلك."