الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

في ذكرى ميلاده الـ96.. يوسف إدريس «عراب القصة»

يوسف إدريس
يوسف إدريس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يحل اليوم الموافق 19 مايو الذكرى الـ 96  لميلاد عراب القصة الأديب الكبير يوسف إدريس، وهو واحد من أهم الكتاب والروائيين الذين أنجبتهم مصر والعالم العربي، وأكثر الروائيين اقترابًا من القرية المصرية؛ لذا لقب ﺑ «تشيخوف العرب»، نسبة إلى الأديب الروسي الكبير «أنطون تشيخوف»، كما أطلق عليه أيضا «عراب القصة».

ولد «يوسف إدريس علي» في قرية «البيروم»، بمركز فاقوس، بمحافظة الشرقية في ١٩ مايو عام ١٩٢٧، وكان إدريس يرى الحياة بشكل مغاير فهو ابن الشرقية، وتربى بين أحضان الخضرة والمياه وكان يرى أن الحياة الحقيقة يجب أن تكون على ضفاف المياه، وقد فتح "إدريس" عينيه على حياة قاسية، انطلق من قلب الريف ليعتلي قمة القصة القصيرة. 

وأكمل دراسته بالقاهرة، ونظرا لحبه الجم للعلوم، التحق بكلية الطب بجامعة فؤاد الأول "جامعة القاهرة الآن"، والتي شهدت نضاله السياسي ضد الاحتلال البريطاني من خلال عمله سكرتيرا تنفيذيا للجنة الدفاع عن الطلبة، ثم سكرتيرا للجنة الطلبة. 

وقد نادى يوسف إدريس بتطوير اللغة، وشكلت قصصه القصيرة التي كانت تنشر في الجرائد والمجلات، وعي ثقافي لتغيير الصورة النمطية التي كانت تظهر عليها القصة القصيرة، وكان يرى في اللغة العامية والشعبية في قصصة هي الأصدق والأكثر تعبيرًا عن شعور شخصياته. 

وفي عام ١٩٥١م حصل على درجة البكالوريوس في الطب متخصصا في الطب النفسي، وعين طبيبا بمستشفى قصر العيني، غير أنه استقال منها عام ١٩٦٠م وقرر التفرغ للكتابة، فعين محررا بجريدة الجمهورية، ثم كاتبا بجريدة الأهرام عام ١٩٧٣م. كما انضم إلى عضوية عدد من الهيئات المعنية بالكتابة، مثل: نادي القصة، وجمعية الأدباء، واتحاد الكتاب، ونادي القلم الدولي.

كما جسد يوسف إدريس حياة الريف بكل براعة والتي تجسدت من خلال رواية الحرام والتي طرح من خلالها تساؤلات كُثر حول تلك السيدة الفلاة الفقيرة التي كانت تجري على قوت يومها لتجد نفسها غارقة في الخطيئة «ترى كيف تكون فاعلة ذلك الحرام؟ أو على وجه الدقة كيف تكون الزانية؟ ما من مرة ذكرت أمامه الكلمة إلا واقشعر بدنه، مع أنه كان له مثلما لمعظم الناس علاقاتٌ قبل أن يتزوج وحتى بعد أن تزوج، ولكن كأنما كان يستبعد أن توجد نساءٌ في العالم يخطئن مثلما تخطئ النساء معه، وكأنما من أخطأنا معه لسن زانيات … الزانيات هن من يخطئن مع غيره.»

ففي رواية الحرام استطاع يوسف إدريس تجسيد صورة كبيرة جمعت ألوان القهر والذل والعوز، في عمال التراحيل الشغيلة، وما يقع عليهم من ظلم اجتماعي، يدفعهم أحيانا لارتكاب جرم، فلا تستطيع حينها أن تفرق أيهما «الحرام»: الحمل سفاحا أم الموت جوعًا.

وسافر إدريس خارج مصر زائرا عدة دول عربية أكثر من مرة، كما زار بين عامي ١٩٥٣ و١٩٨٠م أمريكا والعديد من الدول الأوروبية والآسيوية، منها: فرنسا، وإنجلترا، واليابان، وتايلاند، وسنغافورة، وجنوب شرق آسيا، وقد ظهر أثر ذلك في كتاباته.

ومنح «وسام الجزائر» عام ١٩٦١م تقديرا لدوره في دعم استقلال الجزائر ونضاله مع الجزائريين في معركتهم من أجل الاستقلال، وخلال مسيرته الأدبية نال إدريس عدة جوائز، منها: «وسام الجمهورية» مرتين عامي ١٩٦٣ و١٩٦٧م تقديرا لخدماته في التأليف القصصي والمسرحي، وفاز ﺑ «جائزة عبد الناصر في الآداب» عام ١٩٦٩م، و«وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى» عام ١٩٨٠م، و«جائزة صدام حسين للآداب» عام ١٩٨٨م، و«جائزة الدولة التقديرية» عام ١٩٩٠م.

وتوفي الكاتب الكبير يوم ١ أغسطس عام ١٩٩١م؛ بعد أن ترك لنا عالما أدبيا خاصا به رسمه لنا من خلال ما ألفه.

Yusuf Idris.jpg
يوسف إدريس