الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

المصريون القدماء في صدارة الشعوب التي نهجت أصول التربية الحديثة

المصريين القدماء
المصريين القدماء
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تعتبر التربية لونًا هامًا من ألوان الحياة، حيث تساهم في بناء جيل من العلماء والأباطرة. ويعتبر الذين قدسوا التربية وأولئك الذين وجهوها بالعلم والمعرفة هم الأكثر تقديرًا، حيث نظروا إليها على أنها وسيلة للارتقاء والتطور. ونظر المتعلم إلى نفسه على أنه عالم يستحق الاحترام، في حين نظر الجاهل إلى نفسه على أنه حيوان أخرس.

وقد قدس المصريون القدماء العلم والمعرفة، واتبعوا أفضل الطرق في التربية، بهدف تحقيق أهداف نبيلة تعلو من شأن من يسعى إليها. ويمكن للفرد أن يتعرف على طبيعة التربية ومنهجها، وعلى الأشخاص الذين اختصوا بها ومواردها، وكذلك كيف كانت المدرسة وطبيعة التعلم فيها وأهدافها.

يبدأ تعليم الطفل منذ بداية العام الأول، حيث يمشي حافي القدمين ويأكل من ذرة أوراق البردي المشوية، وعندما يصل إلى عمر الأربع سنوات يلعب بالدمى المشابهة للتماسيح. وخلال هذه المرحلة، تقوم الأم بتعليم الطفل مبادئ الدين والأخلاق.

وتأتي المرحلة الثانية وهي "بيت التعليم"، أي المدرسة، حيث يتعلم الطفل مبادئ الدين والسلوك والرياضة والتجديف والقراءة والكتابة. ويتعلم الطفل في تلك المرحلة استخدام الرموز والنقوش والرسومات في الكتابة. تبدأ هذه المرحلة من عمر الرابعة حتى العاشرة.

ثم تأتي المرحلة الثالثة، وهي المرحلة الثانوية التي تستمر من عمر ١١ إلى ١٥ سنة. وفي هذه المرحلة يتعلم الطفل كتابة الحروف والأدب والجغرافية العملية.

وتأتي المرحلة الرابعة، وهي التعليم العالي التي يتم فيها التعلم في المعابد، مثل جامعة أون شمس وعبد الكرنك ومعبد ممفيس. ويتعلم الطالب في هذه المرحلة الهندسة والطب والرياضة ويتعلم الكهنة علوم اللاهوت.

أما عن طبيعة العاملين في التعليم، فيمكن أن يكونوا من كبار الموظفين الحكوميين أو الكهنة. 

يتعدد مصادر التعليم في مصر القديمة بين السلطات الرسمية والدينية، وتتضمن مصاريف الدولة إمداد المعابد بطعام خاص لأبنائها حتى يصلوا إلى صفوف مهنية خاصة بالكتاب. بعد ذلك يحصلون على واجبات مجانية من مخازن المملكة.

كانت التربية في مصر القديمة صارمة إلى حد كبير، حيث على الطالب الالتزام بتعاليم المدرسة، ويتبع معه الترهيب والترغيب. وكانت وسائل الترهيب تتنوع بين التوبيخ والتأنيب، وإذا لم يلتزم الطالب بقواعد المدرسة، فقد يتعرض للحبس لمدة ثلاثة أشهر. وإذا التزم، فسيكون له الوصول إلى أغلى المناصب.

أما أسلوب التربية، فكان يتنوع بين القراءة والكتابة، وتتنوع الأساليب بين الحفظ والتقليد والاستظهار والإملاء والنسخ. كما كان يتعلم الطلاب بعض أنواع الرياضة، مثل المبارزة والتجديف والرماية والفروسية.

تتنوع أهداف التعليم والتربية حسب الرغبة، فإذا أراد الطالب الالتحاق بسلك الحكام والهيبة، فعليه السعي إلى مراكز مرموقة، ويدرس الهندسة والطب. وإذا أراد الطالب الوصول إلى معرفة الدين، فعليه دراسة الكهنوت، ويحصل على وظيفته في النقش على المعابد والجدران والكتابة على صفحات البردي.

كان المصريون القدماء يتعلمون من أجل مواجهة مشاكل الحياة، مثل الزراعة والحفر على المعابد. ويعكس نظام التربية الإبداعية للمصريين القدماء عبقريتهم، حيث تجلت اسهاماتهم في البناء والهندسة والرسم والحساب.