الأربعاء 15 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رئيس عام الرهبانية المارونية المريمية يصلي قداس القيامة

ارشيفية
ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ترأس الأباتي بيار نجم السامي الاحترام، رئيس عام الرهبانية المارونية المريمية، القداس الاحتفالي بمناسبة عيد القيامة منتصف ليل السبت ٨ أبريل  ٢٠٢٣ في دير سيدة اللويزة - زوق مصبح، بمشاركة المدبرين العامين ولفيف من الكهنة، وحضور لفيف من الرهبان والمكرسين وحشد من المؤمنين ومن الفعاليات المحلية، السياسية والمدنية، الذين اتحدوا بالصلاة حول القائم من الأموات على وقع التراتيل التي انشدتها جوقة الإخوة المبتدئين في الرهبانية المريمية بقيادة الأب خليل رحمة. 

 


وبالمناسبة ألقى الأب العام نجم عظة استهلّها بسؤال المريميات وهنّ في طريقهنّ لتطييب جثمان المسيح في القبر: "من يدحرج لنا الحجر عن باب القبر؟"، معلنا ان يوم القيامة هو يوم الخلق الجديد، والمنطق الجديد، وهو يوم التحديّ والدعوة الى التتلمذ الحقّ، بالرغم من كل الصعوبات، فلا ضمانات ملموسة، ووحده كلام الرّب يكفي، والقبر الفارغ يشهد. واضاف الأباتي نجم: "القيامة دعوةٌ لقبول ما لا يُفهَم على نور العقل، هي دخول في علاقة مع إله قائم من بين الأموات يتحدّانا لا لنؤمن بقيامته فحسب، بل لنحيا واقع القيامة في حياتنا اليوميّة" كما شدّد مضيفا: "لا إمكانيّة للتعايش بين الخوف وفرح الإيمان، إن كنت اؤمن أن المسيح قد قام، وأنّه يشركني في قيامته، فما من أمر يخيفني، لا الموت ولا الألم ولا الإضطهاد ولا الظلم الإجتماعي ولا الفقر ولا الأمراض، فهي كلّها شرور نسبيّة تعبر ويبقى الإنسان القائم من بين الأموات، متّحداً بيسوع القائم".

وعن لبنان الوطن الجريح والمتألم قال الاباتي نجم معبّرا: "ونحن اليوم في لبنان نحتفل بحدث قيامة السيّد، ووطنا لا يزال على صليبه معلّقاً، منتظراً الخلاص، مطعوناً برماح الفساد، مجلوداً بسياط قلّة الأكتراث، مكلّلة هامتهُ باكليل شوكِ قلة العدالة الأجتماعيّة، دون رئيس يشكّل رمزَ وحدة شعبه بكافّة أطيافه، ومسؤولونا يستجدون العالم التدخل، وينتظرون مبادرات الدول، غير قادرين على اللقاء والتفاهم بمفردهم، كأطفال قصَّرٍ ينتظرون كلمة الخارج، لا يعنيهم صراخ الأطفال الجياع، ولا دموع الأهل غير القادرين على تأمين خبزٍ يسدّ رمق أطفالهم، ولا المرضى يستجدون الدواء على أبواب المستشفيات، ولا معدّل الجرائم الذي يرتفع كلّ يوم أكثر. كلّهم، مثل بيلاطس، غسلوا أيديهم من دماء هذا الوطن الجريح، وكلٌّ يلقي تبعة دمه على الآخرين. الى متى جلجلة لبناننا؟ الى متى يبقى هذا الحجر على قبرنا؟ متى تكون قيامته؟ متى يكون لوطننا الخلاص؟" وختم برجاء القيامة معلنا: "لقد قام المسيح حقّاً، ومعه نقوم نحن ويقوم وطننا، حين نتخطّى معاً لحظات فشلنا ويأسنا وفسادنا وقلّة اكتراثنا بالآخرين الأكثر حاجةً.