الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

فى ذكرى رحيله | البابا شنودة الثالث.. صاحب كاريزما خاصة.. كان عضوًا بنقابة الصحفيين وخدم فى القوات المسلحة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

البابا شنودة الثالث وُلِد باسم نظير جيد روفائيل فى 3 أغسطس 1923 ورحل فى مثل هذا اليوم 17 مارس 2012، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية وسائر بلاد المهجر، وهو البابا رقم 117. كان أول أسقف للتعليم المسيحى قبل أن يصبح البابا، وهو رابع أسقف أو مطران يصبح البابا بعد البابا يوحنا التاسع عشر (1928 - 1942) ومكاريوس الثالث (1942 - 1944) ويوساب الثانى  (1946 - 1956)، وهو من الكتاب أيضا إلى جانب الوظيفة الدينية العظمى التى  يشغلها، وكان ينشر فى  جريدة الأهرام المصرية بصورة منتظمة. 
التحق بجامعة فؤاد الأول، فى  قسم التاريخ، وبدأ بدراسة التاريخ الفرعونى  والإسلامى  والتاريخ الحديث، وحصل على الليسانس بتقدير (ممتاز) عام ١٩٤٧. وفى  السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية الإكليريكية، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج من الكلية الإكليريكية عمل مدرسًا للتاريخ، حضر فصولا مسائية فى  كلية اللاهوت القبطى  وكان تلميذًا واستاذاُ فى  نفس الكلية فى نفس الوقت.
كان يحب الكتابة وخاصة كتابة القصائد الشعرية ولقد كان ولعدة سنوات محررا ثم رئيسا للتحرير فى  مجلة مدارس الأحد وفى  الوقت نفسه كان يتابع دراساته العليا فى  علم الآثار القديمة. كان من الأشخاص النشيطين فى  الكنيسة وكان خادما فى  مدارس الأحد، ثم ضابطًا برتبة ملازم بالجيش.


انخراطه فى  العمل الديني

كان نظير جيد خادما بجمعية النهضة الروحية التابعة لكنيسة العذراء مريم بمسرة وطالبًا بمدارس الأحد ثم خادمًا بكنيسة الانبا انطونيوس بشبرا فى  منتصف الأربعينات.
رسم راهبًا باسم (انطونيوس السرياني) فى  يوم السبت ١٨ يوليو ١٩٥٤، وقد قال أنه وجد فى  الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء. ومن عام ١٩٥٦ إلى عام ١٩٦٢ عاش حياة الوحدة فى  مغارة تبعد حوالى  ٧ أميال عن مبنى الدير مكرسا فيها كل وقته للتأمل والصلاة.
وبعد سنة من رهبنته تمت سيامته قسًا. أمضى ١٠ سنوات فى  الدير دون أن يغادره. عمل سكرتيرًا خاصًا للبابا كيرلس السادس فى  عام ١٩٥٩. رُسِمَ أسقفًا للمعاهد الدينية والتربية الكنسية، وكان أول أسقف للتعليم المسيحى  وعميد الكلية الاكليريكية، وذلك فى  ٣٠ سبتمبر ١٩٦٢.

باباويته

وعندما مات البابا كيرلس فى  الثلاثاء ٩ مارس ١٩٧١ أجريت انتخابات البابا الجديد فى  الأربعاء ١٣ أكتوبر. ثم جاء حفل تتويج البابا (شنودة) للجلوس على كرسى البابوية فى  الكاتدرائية المرقسية الكبرى بالقاهرة فى  ١٤ نوفمبر ١٩٧١ وبذلك أصبح البابا رقم (١١٧) فى  تاريخ البطاركة.
فى  عهده تمت سيامة أكثر من ١٠٠ أسقف وأسقف عام؛ بما فى  ذلك أول أسقف للشباب، وأكثر من ٤٠٠ كاهن وعدد غير محدود من الشمامسة فى  القاهرة والإسكندرية وكنائس المهجر. أولى اهتماما خاصا لخدمة المرأة فى  الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. حاول دائما قضاء ثلاثة أيام أسبوعيا فى  الدير، وحبه لحياة الرهبنة أدى إلى انتعاشها فى  الكنيسة القبطية حيث تم فى عهده سيامة المئات من الرهبان والراهبات. وكان أول بطريرك يقوم بإنشاء العديد من الأديرة القبطية خارج جمهورية مصر العربية وأعاد تعمير عدد كبير من الأديرة التى  اندثرت.
رفض البابا شنودة زيارة الأقباط للقدس كنوع من التطبيع، وصنع هذا بطبيعة الحال حالة عدائية من السادات تجاه البابا لأنه لم يتصور أن يناطحه أحد فى  قراراته بعد الحرب، فما بالك إذا كان هذا الأحد هو القيادة الكبرى لكل الأرثوذكس الذين يشكلون أغلبية المسيحيين فى  مصر؟!


حكم مبارك

تقلد حسنى  مبارك مقاليد الرئاسة فى  ١٤ أكتوبر ١٩٨١ حيث قام فى  ١٩٨٥ بالإفراج عن المعتقلين الذين قام سلفه السادات باعتقالهم وقابل بعضهم وكان على رأسهم البابا شنودة، ومن هذا اللقاء بدا واضحا أن سياسة الرئيس "مبارك" تتجنب الصدام بأى شكل من الأشكال مع الأقباط.
أعلن الأنبا بيشوى  سكرتير المجمع المقدس يوم السبت ١٧ مارس ٢٠١٢، وفاة البابا شنودة الثالث، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، عن عمر يناهز ٨٩ عامًا. وأضاف فى  بيان رسمي: "المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية يودع لأحضان القديسين معلم الأجيال قداسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، نياحا لروحه والعزاء للجميع."
تم يوم الأحد ١٨ مارس ٢٠١٢ وضع جثمان قداسة البابا فى  كامل هيئته الكهنوتية، على كرسى القديس مار مرقس فى الكاتدرائية المرقسية بالعباسية، لإلقاء نظرة الوداع عليه. وأقيم أول قداس صباح الأحد فى  وجود الجثمان، ورأس الصلاة الأنبا باخوميوس، قائم مقام البطريرك، فى  حضور معظم أساقفة المجمع المقدس للكنيسة القبطية الأرثوذكسية. واستمر بقاء الجثمان على كرسى البابوية حتى يوم الثلاثاء ٢٠ مارس ٢٠١٢، لإتاحة الفرصة أمام أكبر عدد من الأقباط وزوار مصر لإلقاء نظرة الوداع على جثمان البابا شنودة، وتم نقل جثمانه يوم الثلاثاء بطائرة عسكرية بقرار مصدق من المشير محمد سيد طنطاوى  إلى دير الأنبا بيشوى  بوادى  النطرون حيث أوصى بأن يدفن، وأقيم له مزار بالدير يحوى متعلقاته وصوره مع الزعماء والصلبان التى كان يستخدمها.