الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

تسمم تلاميذ في طهران.. قضية جديدة تثير سخط الشعب تجاه النظام الإيراني

تسمم تلميذات في إيران
تسمم تلميذات في إيران
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

احتج الآباء في العاصمة الإيرانية طهران ومدن أخرى على موجة الهجمات السامة المشتبه بها التي أثرت على تلميذات في عشرات المدارس، بحسب وكالات أنباء إيرانية ومقاطع فيديو على مواقع التواصل الاجتماعي.

ولقد أثرت الأمراض غير المبررة حتى الآن على مئات من طالبات المدارس في الأشهر الأخيرة، ويعتقد المسؤولون الإيرانيون أن الفتيات ربما تعرضن للتسمم وأنهم ألقوا باللوم على أعداء طهران.

وقال وزير الصحة في البلاد إن الفتيات عانين من هجمات سامة خفيفة، وأشار بعض السياسيين إلى أنه كان من الممكن استهداف الفتيات من قبل الجماعات الإسلامية المتشددة التي تعارض تعليم الفتيات.

وقال وزير الداخلية الإيراني، عبد الرضا رحماني فضلي، إن المحققين عثروا على "عينات مشبوهة" تجري دراستها.

وأضاف فضلي في بيان "تم العثور في دراسات ميدانية على عينات مشبوهة يجري التحقيق فيها، للتعرف على أسباب مرض الطلاب وسيتم نشر النتائج في أسرع وقت ممكن". 

وأصاب المرض أكثر من 30 مدرسة في 10 على الأقل من محافظات إيران البالغ عددها 31 يوم السبت. 

وأظهرت مقاطع فيديو نُشرت على مواقع التواصل الاجتماعي تجمع الأهالي في المدارس لنقل أطفالهم إلى منازلهم، ينما نُقل بعض الطلاب إلى المستشفيات بواسطة سيارات الإسعاف أو الحافلات.

وقالت سيدة من مدينة قم في وقت سابق لشبكة سي إن ابنتيها اللتين التحقتا بمدارس مختلفة تعرضا للتسمم. 

وعانت إحدى الفتيات من مشاكل صحية كبيرة بعد تعرضها للتسمم: غثيان وضيق في التنفس وخدر في ساقها اليسرى ويدها اليمنى بالإضافة إلى صعوبة في المشي.

وتحوّل تجمع لأولياء الأمور خارج مبنى وزارة التربية والتعليم في غرب طهران يوم السبت للاحتجاج على الأمراض إلى مظاهرة مناهضة للحكومة، بحسب مقطع فيديو تحققت منه رويترز.

وهتف المتظاهرون "الباسيج يا حراس يا داعش" وشبهوا الحرس الثوري وقوات الأمن الأخرى بتنظيم الدولة الإسلامية.

وخرجت احتجاجات مماثلة في منطقتين أخريين في طهران ومدن أخرى من بينها أصفهان ورشت، بحسب مقاطع فيديو لم يتم التحقق منها.

يأتي تفشي مرض تلميذات المدارس في وقت حرج بالنسبة لحكام إيران من رجال الدين، الذين واجهوا شهورًا من الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي أشعلتها وفاة شابة إيرانية في حجز شرطة الآداب التي تفرض قواعد اللباس الصارمة.

وعرضت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي في الأيام الأخيرة صورًا ومقاطع فيديو لفتيات أصبن بمرض أو يشعرن بالغثيان أو يعانين من خفقان القلب، واشتكى آخرون من الصداع. ولم يتسن لرويترز التحقق من المنشورات.

ودعا مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في جنيف يوم الجمعة إلى إجراء تحقيق شفاف في الهجمات المشتبه بها وأعربت دول من بينها ألمانيا والولايات المتحدة عن قلقها.

ورفضت إيران ما تعتبره تدخلا أجنبيا و"ردود فعل متسرعة" وقالت يوم الجمعة إنها تحقق في أسباب الحادث.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، ناصر كنعاني، لوسائل إعلام رسمية: "من الأولويات العاجلة للحكومة الإيرانية متابعة هذه القضية في أسرع وقت ممكن وتقديم معلومات موثقة لحل مخاوف العائلات ومحاسبة الجناة والأسباب".

وكانت طالبات المدارس ناشطات في الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي بدأت في سبتمبر، لقد خلعوا الحجاب الإلزامي في الفصول الدراسية، ومزقوا صور المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ودعوا إلى وفاته.

وطالب الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الجمعة وزارتي الداخلية والاستخبارات بـ"إفشال مؤامرة العدو الهادفة إلى بث الخوف واليأس بين السكان"، لكنه لم يشر إلى هوية هذا "العدو"، بحسب الوكالة الفرنسية.

وانتقدت السلطات الإيرانية الدعوة التي أطلقتها الخارجية الألمانية الجمعة لكشف "كل حالات" تسميم التلميذات، واعتبرتها تدخلا في شؤون البلاد.

كذلك دعا مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان إلى "تحقيق شفاف" تُنشر استنتاجاته.

وأعلنت الحكومة فتح تحقيق في أسباب التسمم، غير أنه لم يعلن حتى الآن توقيف أي شخص على خلفية هذه القضية.

وعلى الرغم من تصريح لمسؤول في وزارة الصحة الأسبوع الماضي قال فيه إن "بعض الأفراد" يسعون عبر ذلك الى "إغلاق كل المدارس، خصوصا مدارس الفتيات"، لكن لم يردد مسؤولون آخرون مواقف مماثلة.