الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الشعر يجمعنا.. "قدمت بالإقبال والعز معا" قصيدة محسن الخضري

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ينفتح الشعر على التجربة الإنسانية اللانهائية، متحركًا في فضاء الخيال والدهشة، محاولا إعادة بناء الوجود عبر أصواته الحميمية القريبة من روح المتلقي، ويُعد الشعر هو الوسيلة الأكثر فاعلية في التعبير عن الأحلام والانفعالات والهواجس التي تجوب الوعي الإنساني واللاوعي أيضًا، وتتنوع روافد القصيدة من حيث الموضوع والشكل ليستمر العطاء الفني متجددا ودائما كما النهر.
تنشر "البوابة نيوز" عددا من القصائد الشعرية لمجموعة من الشعراء يوميا.

واليوم ننشر قصيدة بعنوان "قدمت بالاقبال والعز معا" للشاعر العراقي الراحل محسن الخضري، وذلك تزامنا مع ذكرى وفاته، التي تحل اليوم السبت.

قدمت بالاقبال والعز معا

فكنت خير ذاهب قد رجعا

فالف اهلا بك من مزدلف

يَرمي الجمار في منى تطوعا

وَيالَك البشرى بما خولته

مستلما ذاك الصفيح الارفعا

ملبيا لِلَّه حول بيته

يا خير من طاف ولبى وسعى

يممته نافلة فكنت من

ذى الفرض ذاك المتواني اسرعا

فَلَم تَزَل تطوي الفلاة والها

وفي ذميل اليعملات مولعا

حتىّ اصبت من شعاب مكه

ما شعب الفواد حتىّ انصدعا

وجداً لهاتيك الديار انها

كانَت لاقمار السماء مطلعا

ديار اهليك الالى بسرهم

قد امسك اللَه السما ان تقعا

طوبى لذياك الصعيد انه

بالمسك من وطأته تضوعا

وَنالَت البشرى بطاح مكَّة

هَذا محمد اليها رجعا

شد لذي الجحفة فضل ميزر

فحل اوزار العباد اجمعا

وان قوما فيهم محمد

لو نزل العذاب عنها ارتفعا

يا ايُّها السالك في منهاجه

ينشر نهجا للندى ما شرعا

جاء من الجود بكل بدعة

ما ضل من يستن تلك البدعا

ينحر للضيفان كل ليلة

مثنى ويزداد عطاء اربعا

لو ادعى المجد سواه مدع

رد لسان المجد ذاك المدعى

فسل به البيداء اذ ينبتها

نداه بالدهن صحافا شرعا

لكنه متى اِستقل ذاهبا

لا ينبت الرَبيع منها مربعا

فَيا لطيف الطبع لا احسبه

الا على خلق النسيم طبعا

ان الحمى بعدك ضاق رحبه

ذرعا واذ نزلت فيه اتسعا

والحلة الفيحاء لو قد علمت

سارَت باهليها اليك خضعا

هبوا اهيل الود من فياحة

ما ضمنت الا بليغا مصقعا

حتىّ كان حيدرا اعارها

لسانه ذاك البديع المبدعا

يا من نهني الدين بابن كهفه

وكهفه كان الاعز الامنعا

مستودع السر الَّذي في روعه

كانَ ضَمير الغيب سرا مودعا

ومظهر النور الَّذي اوهمته

من جانب الطور لموسى لمعا

المستطيل شرفا من دونه

لو حلق النسر كبا فلا لعا

الراشد المهدي والقطب الَّذي

قام باعباء الهدى مضطلعا

فاصدع ولي الامر بالامر فمن

احق منك بالهدى ان يصدعا

وليتلاف المجد منك جعفر

ولا اقول البحر ساء جرعا

فالبحر لو ساورت منه غرفة

تذهب بالامعاء او تقطعا

وَذاكَ عذب سائغ شرابه

اوحى لكل غلة ان تنجعا

فَلَم يكن الا اماما صادقا

يأوي اليه كل مت تشيعا

ولَم يكن للدين الا صالحا

يملأ آفاق البلاد ورعا

ذاك ابو الهادي ومن عن مثله

قد عقمت ام العلى ان تضعا

فما اِستشف منه وجه ابلج

الا وقيل بدر ثم طلعا

ولو اعار البدر من جبينه

ما خسف البدر فعاد اسفعا

وَبالحسين من شعاع نوره

لَو قابل الشمس ابت ان تطلعا

ذاكَ الَّذي اذ ولدته امه

عدت اباة الضيم منها اربعا

الواصلين المجد بالمجد ولو

نيط بغير هاشم لانقطعا

فَلَم تقم انثى عن ابن حرة

كمثلهم متى استهل برعا

ولَم تلد مرضعة كمثلهم

من طيبين مولدا ومرضعا

يا عصمة اللاجين من اخوالهم

وعدة الداعي اذا الداعي دعا

وَالقائمين الليل اما سجدا

لِلَّه تعظيما واما ركعا

من انجم ما شع منها كوكب

الا وفرق الافق منها نصعا

ولا اِستهل الودق من ايمانهم

الا الحيا منه حياء اقلعا

قرت به اعينكم من قادم

من بعده طرف الهدى ماهجعا

فَما برحت شغفا اضمه

ضم الكمي سيفه ان يقطعا

وَكَم اذلت فرحا من ادمعي

يا رب فرحة اذالت ادمعا

فَيا رَعاك اللضه من مغترب

آب الى الأهلين شوقا مسرعا