السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

مدافع الحرب الروسية تقصف «أسعار البيض» في مصر.. الطبق يصل إلى 80 جنيهًا.. والسوق تشهد ركودًا في البيع والشراء.. وخبراء: الأعلاف السبب

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما زالت الحرب الروسية الأوكرانية تلقي بظلالها على  اقتصاديات العالم، وبسببها تتجرع دول العالم الثالث تبعات التضخم والركود العالمي الذى يشعل جميع أسعار السلع، والتي تأتي على رأسها الأعلاف وزيادة تكاليف الإنتاج والأعباء المعيشية واللقاحات البيطرية وغيرها، الأمر الذي سبب ارتفاعا فى الاستثمار الداجنى الذى يصل لـ100 مليار جنيه، ودخول أكثر من 30 ألف مزرعة فى مشكلات التضخم وارتفاع أسعار البيض وارتفاع أسعار الأعلاف.

«البوابة» فتحت الملف وناقشت الخبراء في الأزمة الجارية في سوق الدواجن، والذين أوصوا بضرورة تحرك الجهات المختصة بخطوات جادة وفعالة عن طريق توفير دعم مالى ومعنوي لصغار مربى الدواجن ورفع كفاءة مزارعهم كمحاولة لضبط الأسعار، وأشاروا إلى أن التغيرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة تدخل أيضا ضمن أسباب حدوث فقدان في الإنتاج، مما أدى إلى ارتفاع الأسعار إلى جانب زيادة تكاليف الإنتاج.

وطالبوا بتوفير قروض للمربي الصغير للتوسع فى المزارع وحمايتهم من أى مخاطر وتدعيم الإنتاج المحلى للوصول إلى الاكتفاء الذاتى ثم التصدير.

الأسعار تقفز الضعف

كانت أسعار البيض قد قفزت الضعف رغم تحقيق مصر اكتفاء ذاتيا من الدواجن والبيض والألبان خلال الفترة الماضية، وأن مصر تعمل وفق خطوات جادة لتوفير السلع والمنتجات للمواطنين.

وبحسب جهاز التعبئة العامة والإحصاء، بلغ إجمإلى إنتاج مصر من البيض ١٣.٥ مليون بيضة سنويًا، يتم استهلاك معظم الإنتاج محليًا، فيما يتم تصدير بعض منها، إذ صدرت مصر خلال الفترة من يناير ٢٠٢١ حتى مايو ٢٠٢١، نحو ٣٤٦ ألفًا و٣٢٠ بيضة من بيض البياض، ونحو ١٢٦ ألفًا من بيض التسمين، وبيض التفريغ العادي نحو ٤٧٢ ألفًا و٣٢٠ بيضة.

أسعار مُخفضة في منافذ «الزراعة»

وحرصت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، على عرض البيض في منافذها بأسعار مخفضة عن الاسواق، حيث قال السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، إن ذلك يأتي تنفيذا لتوجيهات الدكتور مصطفى مدبولي رئيس مجلس الوزراء، وفي إطار مساهمة الوزارة لتخفيف العبء عن كاهل المواطنين، وتوفير السلع والمنتجات بأسعار مخفضة، إذ تحملت الوزارة تكلفة النقل من المزارع إلى المنافذ، للبيع للمواطنين بسعر تكلفة الإنتاج، واسترشادا بأسعار البورصة، ودون مغالاة، أو التأثير على تكلفة المنتج، وذلك في إطار عرض أسعار متوازنة تراعي مصالح كل الأطراف.

وأضاف وزير الزراعة، أن البورصة هي أساس تسعير البيض في الأسواق وأن المحلات ترفع سعر الكرتونة، لافتا إلى ضرورة الأخذ في الاعتبار مصلحة المنتج والمستهلك حتى تستمر صناعة الدواجن، باعتبارها صناعة قوية ورائدة، واستثماراتها تبلغ ١٠٠ مليار جنيه وتستوعب ٢.٥ مليون عامل، وتضخ ٣٥ مليون بيضة يوميا في الأسواق، مستبعدا فكرة تخزين البيض من المنتجين لبيعه بسعر أكثر، ما ينتج عنه نسبة فاقد أعلى.

ركود السوق

وفي هذا السياق يقول "محمود"، أحد تجار البيض بمنطقة أرض اللواء التابعة لمحافظة الجيزة، إن الفترة الأخيرة شهدت تذبذبا كبيرا في أسعار البيض، خاصة أن البيض يعد من السلع الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها بأي حال من الأحوال، موضحًا أن السوق تشهد حالة ركود كبيرة في البيع والشراء.

وأضاف محمود لـ"البوابة"، الغريب في ارتفاع أسعار البيض أن البيض يعد سلعة محلية ولدينا اكتفاء ذاتي منه ولكن المشكلة تكمن في ارتفاع أسعار الأعلاف التي نستوردها من الخارج مما أثر بالسلب على أسعار البيض وجعله في ارتفاع مستمر، وتابع محمود أن ارتفاع الأسعار شمل أيضًا أسعار الدواجن التي زادت بشكل ملحوظ حيث اقترب سعر كيلوا الدواجن إلى ٥٠ جنيهًا.

من جانبه قال عبد العال، الذي يعمل بأحد المحلات، إن أسعار كرتونة البيض وصل خلال الفترة الماضية إلى ٧٠ جنيهًا بينما وصلت إلى ٨٠ جنيهًا في بعض الأماكن، ومع ذلك هناك إقبال على شراء البيض من قبل المواطنين ولكن بنسب أقل مقارنة بكمية الشراء التي كانت قبل ارتفاع الأسعار، خاصة وأن الارتفاعات شملت أيضًا الجبن وباقي السلع الغذائية مما جعل الزبون مجبرا على الاقتصار بكميات محدودة لمواكبة ارتفاع الأسعار.

وتابع عبد العال لـ"البوابة"، أن هناك تجارا وأصحاب محلات استغلوا الأزمة ورفعوا أسعار البيض بصفة خاصة والسلع الغذائية بصفة عامة بنسب أكبر من حقيقتها لتحقيق ربح مادي أكبر، والسبب الرئيسي في ذلك يرجع إلى عدم تشديد الرقابة بشكل كاف على الأسواق والمحلات.

وأضاف عبد العال: "لابد وأن يكون هناك حلول لارتفاع الأسعار خلال الفترة المقبلة، خاصة وأن هناك كلام عن ارتفاع أسعار البيض مرة أخري خلال الفترة المقبلة لذلك فإن الحل في وجود رقابة كاملة على السوق بشكل عام".

استثمارات الثروة الداجنة

وفي هذا السياق يقول الدكتور جمال صيام، خبير الاقتصاد الزراعي، إن مزارع الدواجن وإنتاج البيض تعد من أهم الصناعات الكبيرة الموجودة في مصر التي تجعلنا بعدم الحاجة للاستيراد من الخارج، موضحًا أن استثمارات الثروة الداجنة تصل إلى ١٠٠ مليار جنيه في أكثر من ٣٠ ألف مزرعة، كما يصل حجم الإنتاج المصري إلى حوالى  ١٫٤ مليار طائر سنويًا و١٤ مليار بيضة وهو ما تسبب في تحقيق الاكتفاء الذاتي، بل وأصبح هناك فائض للتصدير.

وأضاف صيام في تصريحاته لـ"البوابة": من الضروري أن يكون هناك خطوات جادة وفعالة من قبل الدولة بشكل خاص ووزارة الزراعة بشكل خاص بأن يكون هناك دعم مالى ومعنوي لصغار مربى الدواجن ورفع كفاءة مزارعهم، مؤكدًا أن تلك الخطوة ستعمل بشكل كبير على زيادة الإنتاج إلى جانب انخفاض الأسعار وتوفير السلع للمواطنين بأسعار مناسبة، موضحًا أن الفترة الماضية شهدت اهتمام غير عادي بالثروة الحيوانية والداجنة مما جعل هناك اكتفاء ذاتي من الألبان والبيض وتقليل فاتورة الاستيراد.

وأوضح صيام، أن مصر لديها أمكانيات كبيرة في المجال لو تم استغلالها بشكل صحيح ووجود دعم للفلاحين والمربين سنستطيع توفير غذائنا وعدم الحاجة للاستيراد، خاصة وأن مصر تستورد كميات كبيرة للغاية من الثروة الحيوانية، وتلك الواردات تكلف الدولة مبالغ طائلة خاصة في ظل ارتفاع سعر الدولار بعد تعويم الجنيه المصري.

وأشار صيام إلى أن هناك تساؤلات عديدة تدور في رأس العديد منا وهي عن ارتفاع أسعار الدواجن والبيض بصفة مستمرة خلال الفترة الماضية رغم أن مصر تحقق الاكتفاء الذاتي من الثروة الداجنة، والإجابة على ذلك السؤال تكمن في أن زيادة تكاليف الإنتاج وارتفاع أسعار الأعلاف والأدوية البيطرية وغيرهما من الأدوات الرئيسية التي يتم استيرادها من الخارج سبب رئيسي في ارتفاع الأسعار بصفة مستمرة خاصة بعد فيروس كورونا واندلاع الحرب التي دارت مؤخرًا بين روسيا وأوكراني.

زيادة تكاليف التشغيل والإنتاج 

ويقول الدكتور طارق سليمان، رئيس قطاع تنمية الثروة الحيوانية والداجنة بوزارة الزراعة واستصلاح الأراضى، إن السبب الرئيسي في زيادة أسعار البيض والدواجن في الفترة الأخيرة يرجع إلى زيادة تكاليف التشغيل والإنتاج والخامات، خاصة وأن الخامات الخاصة بالتسمين وإنتاج البيض ارتفعت إلى الضعف مما أثر بشكل كبير على ارتفاع الأسعار إلى جانب قلة الإنتاج وقلة الطلب في ظل الأزمة الاقتصاية التي تشهدها الأسعار بشكل عام.

وأضاف سليمان في تصريحاته لـ"البوابة" أن مصر مصنفة من أهم منتجي بيض المائدة، موضحًا أننا نأتي في المركز الـ ٩٠ عالميًا، بما يعني أن هناك ٨٩ دولة تبيع بسعر يفوق أسعارنا.

وتابع سليمان، أن الدولة كان لها دور كبير للغاية في تخطي الأزمة بفضل منافذ بيع وزارة الزراعة التي تم توفير البيض فيها بأسعار تقل كثيرًا عن الأسعار التي تبيع بها المحلات مما جعل هناك حل جزئ للأزمة في الفترة الماضية، موضحًا أن هناك ١٧١ منفذًا ثابتًا بمنافذ بيع وزارة الزراعة لبيع جميع المنتجات منهم البيض بأسعار تقل ٣٠٪ عن البيع في المحلات، إلى جانب وجود ٢٥ منفذًا متحركًا في جميع محافظات الجمهورية.

موضحًا أن مزارع وزارة الزراعة تقدم أكثر من ٢٥ ألف طبق بيض يوميًا فى المنافذ الحكومية ونأمل أن يكون هناك حلول أخرى في الفترة المقبلة لعدم تفاقم الأزمة خاصة وأن البيض يعد من السلع الأساسية التي يستخدمها جميع طبقات المجتمع ولا يمكن الاستغناء عنها بأي حل من الأحوال.

 الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية

التغييرات المناخية 

وفي نفس السياق يقول الدكتور عبدالعزيز السيد، رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية، إن ما حدث من ارتفاع في أسعار البيض خلال الأيام الماضية لم يحدث من قبل، موضحًا أن الأزمة لها أبعاد كثيرة من بينها ارتفاع أسعار الأعلاف وارتفاع درجات الحرارة إلى جانب ارتفاع أسعار الدواجن بصورة مبالغ فيها مؤخرًا.

وأوضح السيد، أن السعر الحقيقي لطبق البيض لا يتخطي ٦٠ جنيها بأي حال من الأحوال لذلك لابد من وقفة من الجميع سواء كان من وزارة الزراعة أو غيرها من المنوطين بهذا الشأن لرجوع أسعار البيض لطبيعتها.

وأضاف رئيس شعبة الدواجن بالغرفة التجارية في تصريحات خاصة لـ"البوابة": «كما ذكرنا من قبل أن التغييرات المناخية وارتفاع درجات الحرارة أثرت بشكل كبير على الثروة الداجنة مما أثر بشكل كبير على ارتفاع أسعار الدواجن وأسعار البيض في السوق، خاصة وأن البيض سلعة حساسة تتأثر بشكل كبير بارتفاع درجات الحرارة مما يأثر على البيض في حالة العرض والطلب».

وتابع السيد، كل من يعلم أن أسعار الأعلاف ارتفعت بنسب  كبيرة للغاية سواء كان أسعار الذرة الصفراء أو فول الصويا وغيرها خاصة وأن معظم تلك الأعلاف نستورده من الدول الخارجية بالعملة الصعبة في ظل ارتفاع سعر الدولار خلال الفترة الماضية، خاصة وأن مصر تستورد أعلاف بكميات كبيرة للغاية قد تصل إلى ١٢ مليون طن سنويًا، لذلك طالبنا مرات عديدة بوجود بورصة موحدة يكون دورها الأول والأخير تحديد أسعار الدواجن ومنتجاتها بعد حساب تكلفة الإنتاج وحساب هامش ربح للمربي، موضحًا أن ترك السوق بهذة الطريقة هو السبب الأول والأخير في الأزمات المتكررة التي نمر بها، خاصة وأن هناك تجار جشعون يقومون باحتكار السلعة وتخزينها لتحقيق أكبر ربح مادي منها مستغلين الأزمة التي يمر بها السوق من ارتفاع أسعار وقلة السلع والمتضرر الأول والأخير من تلك الأزمة المواطن.

وأشار السيد، إلى أن مصر خلال الفترة الماضية حققت الاكتفاء الذاتي من البيض بفضل الجهود المبذولة في تلك الملف، مؤكدًا أننا حققنا الاكتفاء الذاتي بنسبة ١٠٠٪ بسعة انتاجية تتخطي ١٤ مليار بيضة سنويًا، بإجمإلى استثمارات في صناعة الدواجن حوالى ١٠٠ مليار جنيه.

وأوضح رئيس شعبة الدواجن في الغرفة التجارية، أن ارتفاع أسعار البيض في الفترة الأخيرة يرجع إلى عدة عوامل من بينها زيادة تكلفة الإنتاج بسبب ارتفاع أسعار الأعلاف عالميًا، خاصة بعد الحرب التي دارت مؤخرًا بين اوكرانيا وروسيا، موضحًا بعد الأزمة ارتفعت اسعار الأعلاف إلى الضعف مما جعل هناك أزمة حقيقة في أسعار الدواجن والبيض، خاصة وأن تلك الزيادة والأزمة ليست الأولى مؤكدًا أن الزيادة والأزمة تكررت مرة أخرى خلال الفترة الحالية بعد أزمة فيروس كورونا.

وأكد السيد، أن الأنباء التي تشير إلى ارتفاع سعر كرتونة البيض في الفترة المقبلة إلى ١٢٠ جنيها غير صحيحة لأنه لا يمكن بأي حال من الأحوال توقع السعر بسبب لأن السعر يتحدد بناء على العرض والطلب، وأوضح السيد، أن قلة المعروض وزيادة الطلب على البيض خلال الأيام الماضية يعد سببا رئيسيا في زيادة الأسعار مؤخرًا.

وطالب السيد، أن يكون هناك دور للدولة والمسئولين عن ذلك الملف بالوقوف بجانب المنتج والمربي لأنه هو أكثر شخص مظلوم في المنظومة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها الجميع بسبب ارتفاع الظروف الاقتصادية وارتفاع السلع والأعلاف ومواد الخام التي تعد سببا رئيسيا في إنتاج الدواجن والبيض، إلى جانب أن المربين وأصحاب المزارع سبب رئيسي في زيادة معدلات الانتاج وتحقيق الاكتفاء الذاتي وعدم الحاجة للاستيراد مع تصدير الفائض لدينا للخارج.

وأشار السيد، إلى أن وزارة الزراعة والحكومة كان لها دور قوي وفعال في تلك الأزمة بضخها كميات كبيرة من البيض في جميع محافظات الجمهورية بأسعار أقل بكثير من الموجودة في السوق، مؤكدًا أن الدور الذي قامت بها وزارة الزراعة كان له دور أساسي في تراجع أسعار البيض خلال الفترة الماضيةً.

وشدد رئيس شعبة الدواجن، على الدور الرقابي للجهات الرقابية المختصة على المحلات ومنافذ البيع للضبط موضحًا أن هناك جزء كبير من التجار لا يراعون ضمائرهم ويستغلون الأزمة في رفع الأسعار بنسب تتخطي السعر العادل بهدف تحقيق أكبر ربح مادي دون مراعاتهم للظروف الاقتصادية وحالة المواطنين.