الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الفايننشال تايمز: هل تندلع حرب نووية بين واشنطن وبكين بسبب تايوان؟

الولايات المتحدة
الولايات المتحدة والصين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

وذكرت الصحيفة البريطانية أن «باي» كانت متفائلة نسبيًا بشأن الإجراءات التى تم الإعلان عنها
الولايات المتحدة والصين هما أول وثانى أكبر اقتصادين على مستوى العالم وكلاهما قوة نووية لا يمكن الاستهانة بها، وحال ظهور صراع مباشر بينهما، يتبادر إلى الذهن على الفور إمكانية أن يتحول هذا الصراع إلى صراع نووي.
ذكرت صحيفة الفايننشال تايمز فى مقال للكاتب مايكل أوسلين إمكانية تطور الأمور إلى حد الصراع النووى بين الولايات المتحدة والصين بسبب الموقف من تايوان، مرجحا أن هذا هو التساؤل الوحيد المسكوت عنه بين الكثير من الأمور المحيرة التى أثارتها التوترات الجيوسياسية بين البلدين بسبب الجزيرة.
ويجعل تعهد الرئيس الأمريكى جو بايدن بالدفاع عن تايوان حال تعرضها لهجوم من الصين هذا التساؤل مشروعا وملحا أيضا، إذ لم يحدث صدام مباشر بين أى من القوى النووية منذ استخدام الولايات المتحدة السلاح النووى فى اليابان منذ أكثر من ٨٠ سنة.
وكانت السمة العامة لأى صراع بين قوتين نوويتين هى الحرب بالوكالة، إذ كانت هناك حروب بالوكالة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، وبمجرد انتهاء الحرب الباردة، اعتقد الكثير من الأمريكيين أن أزمة الصواريخ الكوبية قد انتهت، وهو ما تأكد للبعض بعد إغلاق القيادة الجوية الاستراتيجية عام ١٩٩٢.
وقالت الصحيفة إن الأسلحة النووية لم تختف إلى الأبد بالطبع، لكن حدة ظهورها فى المشهد تراجعت بعد أن تحولت القيادة الجوية الاستراتيجية (التى تعد ذراع الردع النووية) إلى قيادة استراتيجية أمريكية.
ومنذ ذلك الحين، تراجعت مخاوف انتهاء الحضارة الإنسانية بسبب انفجار نووى مع تحول الولايات المتحدة إلى التركيز على صراعات فى الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب الدولي.
ومع تصدر قوة نووية كبرى على مستوى العالم المشهد وظهورها فى مظهر المعتدى السلطوى فى أوكرانيا، يبدو أن هذا يفتح الباب أمام توقعات بأن ينشب الصراع بين الولايات المتحدة التى تتبنى رؤية داعمة لاستقلال تايوان والصين التى تعتبر الجزيرة الآسيوية خاضعة لسيادتها، وهو الصراع الذى لن يكون محدودا بأى حال من الأحوال، وفقا للصحيفة.
وذكرت الصحيفة أن هناك تساؤلات كثيرة تتبادر إلى الذهن عند الحديث عن الخلاف الأمريكى الصينى بخصوص تايوان؛ والتى تتضمن ما إذا كان الصراع قد يبدأ بنية مبيتة من أحد الجانبين أم بسبب حادث عارض يطلق شرارة الحرب، علاوة على التساؤل عن مدى التزام واشنطن بالدفاع عن تايوان فى وجه أى هجوم صيني، وغير ذلك من تساؤلات الحرب الباردة.
وعلى الرغم من كل التساؤلات التى يطرحها الموقف الحالي، هناك واقع على الأرض يقتضى أنه بمجرد سقوط صاروخ أمريكى واحد فى الأراضى الصينية سوف يكون الرد الصينى بصاروخ مثله يطال الداخل الأمريكى لتبدأ أول مواجهة بالصواريخ الباليستية بين قوى عظمى فى العالم بينما الشعوب فى تلك الدول لا تتوفر لديها أى استعدادات لمواجهة مثل هذه الظروف القاسية.
وترى الصحيفة أن التبعات التى قد تترتب على صراع عسكرى بين الولايات المتحدة والصين سوف تكون خطيرة، لذا لا ينبغى لأى مسئول فى الإدارة الأمريكية أن يتعهد بالدفاع عن تايوان ضد أى هجوم من بكين إلا بعد أن يعى تماما أن الصراع مع الصين قد يكون الأعنف على الإطلاق الذى تواجه الولايات المتحدة فى تاريخها