الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

"قهوة عزيزة".. حكاية 70 عامًا لسيدة ريفية في قاهرة المعز

قهوة عزيزة
قهوة عزيزة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لم يكن بلوغها من العمر عتيا سببا في جلوسها بالمنزل، ولم تكن تلك التجاعيد الكثيرة التي سيطرت على ملامح وجهها سببا منعها عن تلك المهنة التي رافقتها طوال رحلتها، فتلك اليد المرتجة تحلم أكواب الشاي على صنية صغيرة وتمر بين الشوارع لتستلقط قوت يومها وتحقق ما تريد من مطالب الحياة التي تحتاجها.

 

عزيزة إبراهيم عامر البالغة من العمر 76 عاما، جاءت من المنوفية إلى قاهرة المعز، حيث عملت في مقهى قبل أكثر من 50 عامًا، حيث عملت بجوار المشهد الحسيني في البداية ولكن مع مرور الوقت استطاع أن تستقر في مكانها بأحد الحوار القديمة في المنطقة: "كان عندي خمس بنات بصرف عليهم من شغلي، وبالفعل جوزتهم كلهم الحمد لله" .
 

لم يبق زوج عزيزة ورفيق دربها برفقتها كثيرا، ولكن روحه صعدت إلى بارئها لتكمل وحدها تلك المأساة التي عاشتها طوال هذه الأعوام: "لما جوزي مات كملت لوحدي وبعدين جوزت كل بناتي واتجوزت من أخو زوجي، واستأجرنا المقهي دي بـ1000 جنيها، غير المياة والكهرباء حاليا".
 

لم يكن أحدا يقف ليعمل عزيزة تلك المهنة لكنها اكتسبتها من خلال العمل والجهد المتواصل، ولكن مع تقدم العمر وتدهور الصحة صارت المقهي قديمة للغاية ما جلعها تعاني الأمرين من العمل الذي تعمله الأن: "الدنيا نايمة قوي والشغل على قده يعني بشتغل من 9 الصبح بنزل اسخن الماية وارش وأجهز لحد جوزي ما ينزل يستلم مني اللي بيشتغل بالليل". 
 

تعاني السيدة السبعينية من العديد من الأمراض ولكن رغم ذلك لا تكل ولا تمل من العمل طوال الوقت: "العمل والشغل أحسن من القعدة في البيت، حتى اقدر أجيب علاجي، وحتى القبض وقف معتش بقبض، بحجة اني واقفة في قهوة وقفوا القبض بتاعي، وربنا العاطي".