السبت 27 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

فاينانشيال تايمز: أزمة أوكرانيا تثير الجدل حول المحاصيل من أجل الطاقة

أزمة أوكرانيا
أزمة أوكرانيا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أدت الحرب الروسية الأوكرانية إلى ارتفاع حاد في أسعار المواد الغذائية حول العالم، وسط ارتفاع مخاطر حدوث مجاعة علمية، وهو ما أثار الجدل حول الوقود الحيوي.

والوقود الحيوي هو الطاقة المستمدة من الكائنات الحية، سواء النباتية أو الحيوانية منها، وهو أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة، على خلاف غيرها من الموارد الطبيعية مثل النفط والفحم الحجري وكل أنواع الوقود الأحفوري والوقود النووي، وبدأت بعض المناطق بزراعة أنواع معينة من النباتات خصيصًا لاستخدامها في مجال الوقود الحيوي، منها الذرة وفول الصويا في الولايات المتحدة، واللفت في أوروبا، وقصب السكر في البرازيل، وزيت النخيل في جنوب شرق آسيا.

%36  من إجمالي محصول الذرة و40% من زيت فول الصويا فى أمريكا لإنتاج الوقود الحيوي

تشير «فاينانشيال تايمز» إلى إنه قبل الحرب الروسية الأوكرانية، كان إنتاج الوقود الحيوي العالمي وصل إلى مستوى قياسي، في العديد من دول العالم، وخصصت الولايات المتحدة، المنتج الرئيسي للوقود الحيوي في العالم، ٣٦٪ من إجمالي إنتاج محصول الذرة لديها لإنتاج الوقود الحيوي في العام الماضي وحده، في حين مثَّل ونحو ٤٠ ٪ من زيت فول الصويا لإنتاج الديزل الحيوي.

وناشد بعض شركات الأغذية واضعي السياسات بتخفيف التفويضات لمزج الوقود الحيوي في البنزين والديزل لصالح زيادة إمدادات الحبوب والزيوت النباتية العالمية.

وتقول الصحيفة إن روسيا وأوكرانيا، تنتجان ما يقرب من خُمس الذرة في العالم، وأكثر من نصف زيت عباد الشمس، لكن صادرات المحاصيل من الدولتين الآن قلت بصورة كبيرة، عن مستويات ما قبل الحرب.

ونقلت الصحيفة عن المعهد الدولي لبحوث السياسات الغذائية ومقره واشنطن، أنه الآن ليس الوقت المناسب للحكومات لتشجيع تحويل المحاصيل الغذائية إلى طاقة، مشيرة إلى أن روسيا وأوكرانيا كانتا تنتجان ما يقرب من خُمس الذرة في العالم وأكثر من نصف زيت عباد الشمس، ومثلت صادرات المحاصيل من الدولتين جزءًا ضئيلًا من مستويات ما قبل الحرب بنحو دفع الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريتش، الأسبوع الماضي للتحذير من أن مئات الملايين من الناس معرضون لخطر «الجوع والعوز» بسبب نقص الغذاء الناجم عن الحرب.

وأوضحت الصحيفة أنه تم مزج الوقود الحيوي، أو «الإيثانول الحيوي» المصنوع من الذرة وقصب السكر والديزل الحيوي المصنوع من الزيوت النباتية بما في ذلك زيت فول الصويا وزيت النخيل، في وقود المحركات منذ أوائل القرن الحادي والعشرين لتعزيز إمدادات الطاقة وتقليل التأثير البيئي للوقود الأحفوري، غير أنه أُعتبر من أسباب تفاقم أزمة الغذاء الأخيرة في الفترة بين ٢٠٠٧-٢٠٠٨ حيث أشارت دراسات، بما في ذلك ما صدر عن صندوق النقد والبنك الدوليين، إلى أن الوقود الحيوي ساهم بنسبة ٢٠ إلى٥٠٪ في زيادة أسعار الذرة خلال الأزمة، كما تم وصف الاستخدام المتزايد له بأنه «جريمة ضد الإنسانية» من قبل مقرر الأمم المتحدة لحقوق الغذاء آنذاك.

لكن منتجي الوقود الحيوي يجادلون بأنهم لعبوا دورًا ضئيلًا هذه المرة، وقال جيمس كوجان من «إيثانول يوروب»، وهي مجموعة ضغط في الصناعة لـ«فايننشال تايمز»، إن الوقود الحيوي لم يتسبب في هذه الأزمة، سواء السعر أو الانكماش في العرض.

 وأضاف أن الأسعار المرتفعة لا تتعلق بالطلب، لكنها تعكس ظروف التداول المتقلبة وأسعار الطاقة المرتفعة، وأضاف أن خفض إنتاج الوقود الحيوي لن يخفف من أزمة الأسعار بشكل ملموس.