الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مهرجان أفلام السعودية يناقش "الرواية السعودية في السينما"

.
.
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يواصل مهرجان أفلام السعودية، الذي تنظمه جمعية السينما، بالتعاون مع مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي "إثراء"، وبدعم من هيئة الأفلام التابعة لوزارة الثقافة، في الظهران، فعالياته بعقد مجموعة من الندوات وعروض الأفلام وعقد ورش العمل التي تستمر حتى 9  يونيو الجاري، حيث عُرضت 10 أفلام جديدة، ضمن 4 مجموعات تنوعت ما بين الدراما والكوميديا والوثائقية، بالإضافة إلى إعادة عرض 15 فيلماً من عروض اليوم الأول.
وعقد الرئيس التنفيذي لهيئة الأفلام المهندس عبدالله آل عياف، لقاءً مفتوحاً مع صناع الأفلام السعوديين المتواجدين سوق المهرجان، واستهل اللقاء بالتأكيد على استعداد الهيئة لتقديم كافة التسهيلات والدعم لصنّاع الأفلام بمختلف مجالاتهم الفنية، التي تشمل التمثيل والكتابة والإخراج، إضافة للمجالات التقنية التي تجمع الجوانب الفنية، كالصوت والإضاءة والمكياج، وغيرها من المهن التي تحرص الهيئة على الاستثمار فيها وتنميتها.
وكشف آل عياف أن مسابقة "ضوء" التي تهدف إلى دعم صنّاع الأفلام السعوديين، من محترفين وطلاب متخصصين في المجال، لتقديم محتوى سينمائي سعودي مبتكر عبر المنصات المحلية والعالمية، ستستمرّ طوال العام، وذلك وفق خطة محددة لتقديم الدعم، مشيراً إلى أن ذلك يأتي ضمن جهود الهيئة المستمرة في دعم صنّاع الأفلام، وعدم ربط ذلك بحدث معين أو زمن ما. 

وأوضح، أن هناك مشروعاً قادماً، وهو على رأس أولويات الهيئة، ويُنتظر اكتمال بقية الموافقات بخصوصه، وهو يهدف إلى إعطاء الشركات المختصة إدارة الفيلم المحلي، كون ذلك سيعود عليها بالنفع وجذب المشاهد للفيلم السعودي، مؤكداً أن ذلك يتسق مع الاستراتيجية التي يتم العمل عليها من أجل رفع مستوى الوعي بالفيلم، ولفت إلى أن هناك أزمة عامة تواجه الفيلم العربي بشكل عام، حيث تشير الإحصاءات أن 8 % فقط من المشاهدين العرب من يرغبون في مشاهدة المحتوى العربي. وفي هذا السياق، أكد أن ذلك يأتي ضمن خطط نشر الوعي، من خلال التعاون مع وزارة التعليم العالي، وكذلك القنوات الفضائية، ودفعها إلى إقامة مسابقات نوعية، تسهم في تعزيز الثقة بالفيلم المحلي.
وكشف آل عياف، في اللقاء الذي أداره يعقوب الناصر، أن هناك اقتناعاً بضرورة وجود صندوق يدعم قطاع التوزيع، وأن هذا النوع من الصناديق مهم لجعل الصنعة في حالة من التكامل، بين الكتابة والإخراج والدعم اللوجستي وتوزيع الفيلم.
كما لفت آل عياف، إلى أن العائق الوحيد في عدم تفرع تخصصات صناعة الأفلام، هو قلة عدد العاملين في هذا القطاع، لذلك تم حصر العمل في جمعية واحدة هي جمعية الأفلام، على أن يتم لاحقا إنشاء جمعيات مهنية مختصة في كل مجال سينمائي. 
وشدد على أن صناعة "سينما سعودية" لا بد أن يتحقق من خلال إشغال العاملين السعوديين للنسبة الأكبر من عدد العاملين في هذه الصناعة، أو ممن يقيمون في المملكة ولديهم العلم بتفاصيل الثقافة والهوية السعودية، حيث قال: “إن من السهل توفير ممثلين سعوديين، واستقطاب طاقم أجنبي يعمل على إنتاج الفيلم، ولكن لا يمكن أن نطلق على العمل مصطلح "فيلم سعودي" في هذه الحالة".
شهد اللقاء العديد من المداخلات التي ناقشت مواضيع متخصصة في مجال السينما ومستقبلها في المملكة، منها الأنظمة والقوانين المتعلقة بحماية فرق العمل خلال التصوير في المواقع المختلفة، والتي تحتاج لتنسيق مع العديد من الجهات الحكومية، إضافة إلى المتطلبات النظامية للحصول على التسهيلات اللازمة من مختلف القطاعات العامة والخاصة.
في حين عقدت أولى ندوات المهرجان حول "الرواية السعودية في السينما"، والتي أدارها الكاتب والإعلامي سعد الدوسري، مستضيفاً خلالها 3 ضيوف، هم: الدكتورة سيناء الشامخي، وعبدالله ثابت، وهناء حجازي. وأوضح الدوسري أن الندوة تدور في فلك 4 محاور، هي: سمات الرواية المؤهلة للمعالجة السينمائية، والأدوات الفنية المطلوبة لتحويل الرواية إلى عمل سينمائي، والتوقيت إن كان مناسبا لخوض هذه التجربة، مع استعراض تجارب الضيوف بهذا الخصوص.
واستهل عبدالله ثابت الحديث بقوله إن السينما ترفع يد القارئ كونها اليد العليا في النص، فهي من تتحكم به، وبوقت قراءته، بالإضافة إلى أن القراءة تولد خيالاً خاصاً، من خلاله يلج القارئ إلى فهم الشخصيات والأحداث والمكان والزمان، أما السينما فهي عالم بصري له أدواته، لكنه عند نقل الرواية إلى الشاشة يتحول إلى عمل تقني صرف، وهذا ما يفسر كيف أن هناك العديد من الأعمال الأدبية الرديئة التي نجحت عندما تم نقلها إلى السينما، منوها إلى أن جودت لغة النص ليست المعيار في السينما، إنما التقنية التي تجعل من تلك اللغة المكتوبة صورة بديعة تأسر المشاهد. 
وفي ورقة حملت عنوان "الرواية والاقتباس"، ذكرت الدكتور سيناء الشامخي أن الفوارق بين الأدب والسينما تتجلى عبر ضرورة اقتباس الأثر الأدبي، وتحويله ليكون ملائما للغة السينما، واصفة تلك العلاقة بأنها علمية معقدة ومتعددة المستويات والمراحل، بسبب ما يعتري تلك العملية من هواجس فنية وإنتاجية وأخلاقية. وأشارت إلى أن النقل بالضرورة يؤدي إلى صقل النص الأدبي وتجريده من أدبيته وأسلوبه، والانتقال به إلى لغة تقنية توضيحيه، تهتم بتجاوز الغموض والتوجيه الذي تقوم به الرواية غالباً، ولفتت إلى أنه منذ بداية السينما، والاقتباس الأدبي كان ممارسة شائعة، سارعت السينما إلى استخدمها، ما أوجد حالة من التلاقح بين هذين المجالين الفنيين، وهذا بحسب تعبير الشامخي أوجد فناً مختلطاً، إلا أنه يتسم بالتقشف، وبسبب هذا الاشتراط لا يمكن نقل بعض النصوص إلى السينما، كونها نصوصاً تحمل زخماً أسلوبياً عالياً حد التشظي، وتعقيد البنية السردية. 
أما هناء حجازي فقد أكدت أن الإنتاج الأدبي السعودي زاخر وفيه حكايات وقصص مهمة، وأن هذا الرصيد العالي بحاجة إلى رؤية مخرج متمكن، وكاتب سيناريو بارع. 

وأشارت إلى أن العلاقة بين الأدب والسينما حكاية قديمة، وذكرت أن أول فيلم أمريكي مقتبس عن عمل روائي كان عام 1924م، وكانت مدته 9 ساعات، وتم تقليصه لاحقاً ليكون موائماً للعصر الحالي، فتم اختصاره إلى ساعتين، لكن العجيب في الأمر أن ذلك أخل ببناء الفيلم، ولم يعد مفهوماً للمشاهد الذي لم يطّلع على الرواية. وأشادت حجازي بخطوة المخرجة هناء العمير في العمل على رواية "غواصو الأحقاف" للروائية أمل الفاران، واعتبرتها بداية مهمة، كون البدايات بحاجة للفشل والإخفاق حتى تنجح وتتعلم من أخطائها.
تشهد الدورة الثامنة من المهرجان، عرض 80 فيلماً سعوديا وعربياً وعالمياً، حيث ينافس في مسابقة الأفلام القصيرة 28 فيلما، فيما تتنافس 8 أفلام في مسابقة الأفلام الطويلة، بالإضافة إلى 44 عرضاً موازياً، 12 عرضاً منها تندرج تحت تصنيف السينما الشعرية، جميعها عروضٌ أجنبية.